في هجمة لاستعادة السيطرة على القطاع.. 5 سيارات كهربائية ألمانية تغزو الأسواق هذا العام
يمكن اعتبار عام 2020، مدخل شركات السيارات إلى القطاع الكهربائي وبداية الصراع على حصة الأسواق في هذا القطاع. في السنوات القليلة الماضية تألقت شركة تيسلا وحققت نمواً مذهلاً في قيمتها السوقية تفوقت فيها على قيمة مجموعة فولكسفاغن الألمانية، وسجلت للمرة الأولى قيمة 100 مليار دولار. كما نجحت تقليدياً شركة نيسان بسيارة ليف الكهربائية التي باعت منها نحو نصف مليون سيارة. ولكن الألمان الذين عملوا في صمت في السنوات الأخيرة سوف يدخلون السوق هذا العام بعدة نماذج يقلبون بها المعادلات.
وتتفق أوساط الصناعة على أن عام 2020 سيكون عام السيارات الكهربائية، مع تتابع دخول نماذج جديدة إلى السوق. وحتى العام الماضي كانت السيارات الكهربائية متاحة لفئات معينة من السوق وفي قطاعات محدودة، معظمها يتبع السيارات الصغيرة الحجم والضعيفة الإنجاز نسبياً، ربما باستثناء سيارات تيسلا وبعض السيارات السوبر. ولكن عام 2020 سوف يشهد دخول الشركات الألمانية بقوة إلى المجال العام، بطرح سيارات عملية وقوية في كثير من القطاعات.
وسوف تتاح للمستهلك الأوروبي على نهاية عام 2020، 175 طرازاً كهربائياً للاختيار منها. ويقفز هذا الرقم إلى 330 طرازاً، بحلول عام 2025، وفقاً لأبحاث شركة "أي أتش إس ماركت".
وتتوقع الأسواق أن يزداد الطلب تدريجاً على السيارات الكهربائية، مع تراجعه على السيارات البترولية. ولكن النسب المجردة في كل دولة ما تزال صغيرة نسبياً، كما أن عدد السيارات المبيعة يحسب بالآلاف وليس بالملايين. وفي بريطانيا على سبيل المثال سترتفع نسبة الطلب على السيارات الكهربائية من 3.4 في المئة في العام الماضي إلى 5.5 في المئة هذا العام. ويترجم ذلك إلى ارتفاع من 80 ألف سيارة إلى 131 ألفاً، وفقاً لأبحاث من مؤسسة بلومبرغ. وتشير المؤسسة إلى أن نسبة السيارات الكهربائية في بريطانيا ستصل إلى خمس المبيعات في عام 2026.
وعلى المستوى الأوروبي سوف تباع هذا العام 540 ألف سيارة كهربائية، ارتفاعاً من 319 ألفاً في العام الماضي. وتنطلق الشركات إلى إنتاج السيارات الكهربائية تحت وطأة قيود أوروبية على البث الكربوني تم تطبيقها منذ بداية العام الجاري. وتشترط القيود الجديدة ألا يزيد متوسط البث الكربوني من السيارات الجديدة على 95 غراماً للكيلومتر الواحد. وتطبق غرامة قدرها 95 يورو على كل غرام إضافي من الكربون، مضروباً في عدد السيارات المبيعة.
وبتطبيق هذه الشروط نظرياً على مبيعات عام 2018 كان يتعين على الصناعة أن تدفع غرامات أكثر من 30 مليار يورو، وفقاً لأبحاث شركة "جاتو دايناميكس".
الصناعة الألمانية تعي جيداً هذه المعادلة وتستعد لها هذا العام. وهي تدخل السوق في توقيت حاسم تتشكل فيه معالم البنية التحتية للسيارات الكهربائية وتتقدم فيه تقنيات البطاريات وتتراجع أسعارها إلى الحد الذي يجعل السيارات الكهربائية تكاد تتعادل في أسعارها مع السيارات البترولية (تصل نقطة التعادل في عام 2022).
وهذه السيارات الخمس تمثل زخم دخول الصناعة الألمانية إلى قطاع السيارات الكهربائية هذا العام، بسيارات تنتمي إلى عدد من القطاعات، وتشترك معاً في الدفع الكهربائي:
- بورشه تايكان: تعدّ سيارة تايكان من بورشه الأسرع من خط إنتاجي بين السيارات الكهربائية. وهي تحمل الرقم القياسي في قطع مضمار نوربرغرنغ الألماني، في قطاعها وكسيارة كهربائية بأربعة ابواب، بزمن 7.42 دقيقة. وتحقق تايكان انطلاقاً إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 3.2 ثانية وتنطلق إلى سرعة قصوى تزيد على 150 ميلاً في الساعة. وهي الاكثر انسيابية بين كل سيارات بورشه، بمعامل مقاومة هواء لا يزيد على 0.22 درجة. وتصل السيارة إلى أسواق العالم خلال الربع الأول من عام 2020 الجاري. وكان أول ظهور للسيارة في المنطقة خلال سباقات "فورميولا إي" في الدرعية بالرياض في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتقول الشركة إن طراز تايكان هو الأسرع شحناً بين السيارات الكهربائية الفاخرة المتاحة في السوق حالياً، بما في ذلك "موديل إس" من شركة تيسلا. ولا تستغرق سيارات تايكان سوى 23 دقيقة للوصول بنسبة الشحن إلى 80 في المئة من الشحن الكامل للبطاريات. وتحمل السيارة لوحة قيادة رقمية وشاشات تعمل باللمس، مع إمكانية طلب شاشة إضافية للراكب الأمامي. وأكدت الشركة انها تلقت 30 ألف طلب مسبق لحجز سيارات تايكان الكهربائية، بما يضمن نجاح الطراز الجديد ويعزز خطط الشركة لإنتاج 40 ألف سيارة سنوياً. ومن المتوقع أن يفوق إنتاج تايكان طراز 911 الذي باعت منه الشركة في العام الماضي نحو 35 ألف سيارة. وتتوقع الشركة ان يتحول معظم إنتاجها إلى أنواع كهربائية بنهاية العقد المقبل.
- أودي "إي ترون": وهي بداية دخول أودي إلى القطاع الكهربائي، وتنتمي إلى القطاع الرباعي الرياضي بأربعة أبواب، وتتسع لخمسة ركاب. وتعمل "إي ترون" بمحركين كهربائيين على محوري السيارة الأمامي والخلفي. وهي بقدرة 300 كيلوواط، وتوفر سرعة قصوى تصل إلى 124 ميلاً في الساعة، مع انطلاق إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة في 5.7 ثانية. ويصل مدى السيارة إلى 241 ميلاً. وتحمل السيارة أحدث أنظمة القيادة الرقمية والتحكم التي بدأت مع الجيل الجديد لطراز "أيه 8"، ثم انتشرت إلى سيارات القطاعات الأخرى في الشركة. ويمكن التحكم الصوتي في الوظائف، وشحن الهواتف الجوالة الذكية لاسلكياً. ويوفر نظام "إم إم أي" وظائف متعددة، منها الملاحة الإلكترونية والتواصل مع الإنترنت مع كاميرات محيطة ومساعدة على صف السيارة. وتوفر "إي ترون" مواصفات فاخرة، منها الانطلاق الصامت الوثير على نظام تعليق بضغط الهواء ودفع رباعي يرتقي بنظام "كواترو" الذي ابتكرته أودي إلى مستوى السيارات الكهربائية.ويمكن شحن السيارة منزلياً أو من نقاط الشحن السريع التي لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة لشحن نسبة 80 في المئة من طاقة البطاريات. وفتحت الشركة بالفعل باب الحجز للسيارة في أوروبا منذ العام الماضي، على فئة تدشين أولية بمواصفات عالية. وفي بريطانيا اكتمل حجز هذه الفئة، رغم ثمنها الباهظ. وتحمل مجموعة التدشين الأولى مزايا إضافية، مثل التعرف إلى إشارات السرعة القصوى على الطرق، ونظام كروز الفعال المتغير السرعة. ويصل ثمن السيارة من فئة التدشين الأولى في بريطانيا إلى 82.2 ألف استرليني (106.8 ألف دولار).
- مرسيدس "إي كيو سي": وصف رئيس شركة دايملر أولا كالينيوس سيارة "إي كيو سي" بانها بداية عصر جديد للشركة. وتصل "إي كيو سي" إلى الأسواق خلال هذا العام بسعر يقترب من 80 ألف دولار. وهي، مثل بقية السيارات الكهربائية، تجتذب حوافز حكومية في أوروبا تصل في المتوسط إلى خمسة آلاف يورو تخصم من الثمن. وهي أول سيارة كهربائية من مرسيدس، والأولى من ضمن كثير من النماذج التي سوف تنتجها الشركة تحت علامة "إي كيو" من الآن وحتى عام 2022. وتبدو السيارة تقليدية في التصميم الخارجي، مقارنة بالمنافسة من جاغوار "أي بيس" وتيسلا موديل إكس. وهي تشبه طراز مرسيدس الرباعي الرياضي الصغير "جي إل سي"، ويصل طولها إلى 4.7 متر. وتتسع السيارة لخمسة مقاعد وتبنى على شاسيه جديد ومرن سوف يدعم عائلة سيارات "إي كيو" في المستقبل. وهي تأتي بمقاعد يمكن تدفئتها وعجلات بقطر 19 بوصة وإضاءة أمامية فعالة ضمن المواصفات الأساسية، مع خيارات تشمل إضاءة داخلية من 64 لوناً وباقة مساعدة السائق تشمل التعرف إلى علامات سرعات الطرق. وهي تحمل لوحة قيادة رقمية وشاشة كبيرة الحجم يمكن بها التحكم في كثير من الوظائف. ويمكن وصل السيارة بالهواتف الجوالة عبر تطبيق "مرسيدس مي". ويتعرف السائق إلى مستوى الشحن في السيارة بالهاتف الجوال، مع إمكانية ضبط التكييف عن بعد، بحيث يمكن تبريد السيارة أو تدفئتها قبل قيادتها. وتقول الشركة إن السيارة يمكن شحنها من الكثير من محطات الشحن المختلفة. وتدخل السيارة إلى الأسواق خلال الربع الأول من العام الجاري.
- فولكسفاغن "أي دي 3": قالت مجموعة فولكسفاغن إنها تلقت حجوزات على كامل الدفعة الأولى من السيارة الكهربائية "أي دي 3" البالغ حجمها 30 ألف سيارة. وتتميز الدفعة الأولى من "أي دي 3" بمواصفات ومدى أعلى من عموم سيارات الطراز المخصصة للبيع بعد ذلك. وتتوجه بها الشركة إلى فئات تسعى لكي تكون الأولى في اقتناء سيارات كهربائية. ويصل ثمن السيارة إلى 40 ألف يورو (45 ألف دولار) في ألمانيا، ولكن المشترين يحصلون أيضاً على دعم حكومي. وتعتقد إدارة الشركة أن تقديم دفعة بمواصفات أعلى يمكنها أن تثير الاهتمام في الأسواق، خصوصاً مع زخم دخول الكثير من السيارات الكهربائية الأخرى خلال العام الجاري. وتشير مواصفات سيارة التدشين من فولكسفاغن إلى بطاريات بقدرة 58 كيلوواط/ساعة توفر 480 كيلومتراً من المدى بشحنة واحدة. وتأتي بعدها في عام 2020 سيارات الطراز العادي بقدرة 47 كيلوواط/ساعة، مع مدى يصل إلى 330 كيلومتراً. وتؤكد الشركة أن البطاريات تحتفظ بنسبة 70 في المئة من طاقتها، بعد ثماني سنوات من الاستعمال أو مسافة 160 ألف كيلومتر. وتسعى فولكسفاغن إلى إزاحة تيسلا من قمة مبيعات السيارات الكهربائية بحلول عام 2025، بمبيعات يصل حجمها إلى مليون سيارة سنوياً تشمل 20 طرازاً مختلفاً. وينافس هذا الطراز سيارات مثل تيسلا "موديل 3". وتقدم الشركة شحناً كهربائياً مجانياً لمدة عام كامل لكل مشتر للدفعة الأولى من "إي دي 3". وهي الأولى من بين 20 طرازاً كهربائياً تنتجها الشركة خلال السنوات العشر المقبلة.
- بي إم دبليو "أي 4": وهي الأحدث بين سيارات بي إم دبليو الكهربائية التي تشمل أيضاً طرازي "أي 3" و"أي إكس 3"، وتصل إلى الأسواق في عام 2021. وهي تحمل الجيل الخامس من نظام "أي درايف" وجيلاً حديثاً من البطاريات يوفر إنجازاً رياضياً مع مدى يصل إلى 600 كيلومتر. وهي سيارة كوبيه رياضية بأربعة أبواب تماثل الفئة الرابعة في سيارات البنزين التقليدية. وتمثل السيارة جزءاً من حملة الشركة لاقتحام القطاع الكهربائي بسيارات لا تقل تفوقاً عن سياراتها البترولية. وكانت الشركة سباقة بين الشركات الألمانية في دخول القطاع الكهربائي والهايبرد، بسيارات القطاع "أي". وتقول الشركة إنها بحلول عام 2023 سوف يكون لديها 25 طرازاً كهربائياً أو هايبرد بالشحن الخارجي. وتعادل قدرة محركات السيارة "أي 4" الكهربائية 530 حصاناً، أي ما يعادل قدرة محرك تقليدي بثماني أسطوانات. وتوفر السيارة الكهربائية استجابة فورية للانطلاق وإنجازاً يفوق ما تقدمه سيارات الاحتراق الداخلي. وتتميز بطاريات السيارة بأنها تأتي بتصميم مسطح ووزن يصل إلى 550 كيلوغراماً، توفر قدرة انطلاق إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة في أربع ثوان، مع سرعة قصوى تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة. ويمكن شحن نسبة 80 في المئة من طاقة بطاريات "إي 4" في مدة لا تزيد على 35 دقيقة، وتعني هذه الوتيرة من الشحن أن الطاقة اللازمة لمسافة 100 كيلومتر يمكن شحنها في ست دقائق.