كيف يساعدك «التأمل» على مواجهة ضغط وإرهاق أزمة كورونا؟
من السهل أن تشعر بالغضب أو التوتر أو أن تُستثار أعصابك هذه الأيام، ربما تستمع إلى الموسيقى المفضلة وفجأة تتلقى مكالمة مُزعجة من رئيسك أو أحد العملاء تفقدك صوابك، بالإضافة إلى الضغوطات الأخرى مثل ازدحام حركة المرور، دفع الفواتير، تربية الأطفال، المشاكل الزوجية وغيرها.
والآن، خلال أزمة تفشي فيروس كورونا، ومع الوضع الجديد الذي فرضه علينا الفيروس، سواء كان العمل في المنزل، أو مواجهة خطر وتهديد جديد لم يسبق للبشرية أن واجهته، بات من الصعب التحكم في الأعصاب والسيطرة عليها، وهنا تأتي أهمية ممارسة التأمل وتصفية الذهن.
ما أهمية التأمل؟
يساعدك التأمل على التركيز على النفس، والأحاسيس الجسدية الأخرى، عوضًا عن التركيز طوال الوقت مع عقلك الثرثار الذي لا يتوقف عن الكلام، لذلك يعتمد التمرين بصورة رئيسية على التركيز على أنفاسك، ما يمكنك من التفكير بهدوء شديد، وتهذيب عقلك وإجباره على البقاء في اللحظة الراهنة، فلا يعود إلى الماضي ولا يحاول التسلل نحو المستقبل، وبالتالي تتجنب الإصابة بالقلق، الغضب، الاكتئاب، وتصبح أكثر لطفًا وتعاطفًا تجاه الآخرين.
وبعدما كان التأمل إحدى الممارسات المتعلقة بديانات أو طوائف مُعينة، أصبح الآن يوصى به الأطباء والمعالجون النفسيون، لقدرته الكبيرة على مساعدة الناس على تنظيم أفكارهم وضبط مشاعرهم.
باولو كويلو يكتب : لمَ التأمل؟ الحفاظ على السلامة العقلية (الجزء الأول)
إعادة صياغة المواقف العصيبة
تتمثل إحدى أهم وظائف التأمل في تعزيز القدرة للتعامل مع المواقف العصيبة والاستجابة للضغط. يدرس الباحثون في مختبر ستانفورد تأثير الإجهاد على العقل والجسم، وكيف يمكن استخدام التأمل لتعزيز القدرة على الاستجابة للتوتر والضغط والإجهاد، ووجدوا أنه يساعد البشر على عيش حياة أكثر صحية ورفاهية.
وفي دراسة نُشرت هذا العام، وجد الباحثون أن التأمل يساعد البشر على التكيف مع الإجهاد والضغط وكل ما يؤدي إلى التوتر، لأنه يساعدهم على النظر إليها باعتبارها جزءا من الحياة، وبالتالي يقبلونها، بعدما كانوا يقاومونها، ويحاولون الهروب منها.
يساعدك التأمل على التخلص من الأفكار السلبية، والتغلب على الآراء والمعتقدات التي تسيطر عليك وتمنعك عن عيش حياة طبيعية، وبهذه الطريقة تستطيع تغيير بعض العادات التي تزعجك، وتصبح حياتك أفضل.
ماذا كان سيفعل بيل جيتس لمكافحة كورونا في حال كونه رئيسًا لأمريكا؟
كيف تعتاد على ممارسة التأمل؟
أفضل طريقة للاعتياد على التأمل هي ممارسته لفترة قصيرة في البداية. يوجد عشرات المنصات التي تساعدك على القيام بذلك وكلها مجانية، بداية من مقاطع الفيديو والدروس الموجودة على يوتيوب، سبوتيفاي، وبعض التطبيقات الأخرى التي من الممكن تنزيلها على هاتفك المحمول مثل Calm، Headspace، 10% Happier، Insight Timer.
وحتى إذا لم تتمكن من الوصول إلى هذه التطبيقات أو مقاطع الفيديو، كل ما عليك فعله هو إغلاق عينك والتركيز مع أنفاسك لعدة دقائق، الأمر بهذه البساطة، ليس عليك الذهاب إلى الجبال الشاهقة، أو حضور جلسات تأمل لدى معالجين نفسيين.
ولكن هناك شيء عليك الاهتمام به، وهو أن التأمل لا يتعلق باتهام نفسك أو إصدار الأحكام، تجنب جلد الذات ولومها وتوبيخها على بعض الأفعال، ولكنه يتعلق أكثر بإعادة التفكير فيما يجري حولك، وفيما يحدث بداخلك، كي تتمكن من فهم نفسك بصورة أفضل.