إمبرير ليغاسي 650.. مقصورتها توفر السلامة والمدى الطويل
تنافس الطائرة ليغاسي 650 من شركة إمبرير البرازيلية، في أعلى القطاع المتوسط وهي مطورة من طائرة ركاب مخصصة للعمل مكوكاً جوياً بين المطارات المحلية. وهي طويلة المدى، حيث تطير بلا توقف لمسافة 7220 كيلومتراً بأربعة ركاب، كما تستوعب مقصورتها طوال القامة بسقف يرتفع إلى أكثر من ست أقدام. ومؤخراً أدخلت الشركة تعديلات عدة، منها تحديث لنظام القيادة وتقسيم جديد لمقصورة الركاب.
وهي من أهم الطائرات التي تنتجها شركة إمبرير البرازيلية، وتباع بثمن رخيص نسبياً مقارنة بالطائرات الأميركية والكندية، حيث لا يتعدى ثمن ليغاسي 650 مبلغ 29.5 مليون دولار. وهي تعتمد على محركين من صنع شركة رولزرويس البريطانية، مع نظام ملاحة من طراز هونيويل بريموس إيليت. وهي تنطلق بسرعة 516 عقدة، أي ما يعادل 956 كيلومتراً في الساعة.
واشتهرت ليغاسي 650 في بداية تشغيلها، بأنها طائرة توفر المزيد من السلامة لركابها، بعد حادث اصطدام جوي وقع في شمال البرازيل، بين طائرة من هذا الطراز وطائرة أخرى من طراز بوينغ 737. ونتج عن الحادث سقوط طائرة بوينغ، ومقتل كل ركابها البالغ عددهم 154 راكباً، بينما استطاعت طائرة إمبرير مواصلة الطيران، رغم العطب الذي أصابها، إلى أن هبطت في مطار برازيلي عسكري قريب من موقع التصادم، ونجا جميع ركابها.
وبعد التعديلات التي دخلت على الطائرة تُعدّ ليغاسي 650 من أحدث طائرات الشركة وأكثرها فخامة وعملية. ويمكن تقسيم المقصورة إلى ثلاثة مناطق مختلفة تستوعب فيما بينها 14 راكباً. وفي قطاعها تُعدّ ليغاسي 650 الأكثر سعة داخلياً والأعلى في مستويات الراحة. كما أن موقع المحركين خلف جسم الطائرة وليس أسفل الجناحين، يمنحها المزيد من هدوء الصوت أثناء الطيران. وتوفر الطائرة مساحة شحن جيدة خلف المقصورة، يمكن الوصول إليها أثناء الطيران.
وهي، كذلك، عالية الاعتمادية، ما يجعلها من الطائرات التي يزيد الطلب على تأجيرها في رحلات تشارتر.
وبلغ من اعتمادية الطائرة، أن شركة إمبرير الصانعة، تقدم مع الطائرات الجديدة ضماناً لمدة عشر سنوات أو 10 آلاف ساعة طيران. ويُعدّ هذا الضمان هو الأطول في الصناعة.
وتتيح الشركة بعض الوظائف للطيار ومساعده على شاشات أجهزة "آيباد" لوحية توفر سهولة الاطلاع عليها أثناء الطيران، وتخفف أعباء كثرة المعلومات على منظومة الملاحة.
وتنافس الطائرة في القطاع المتوسط الذي يشمل طائرات مثل داسو فالكون 3000 "إكس إل"، وبومباردييه تشالنجر 650، وسيسنا سايتيشن هيميسفير التي يجري الآن تطويرها. وهي تتفوق في الأسواق بناء على ثلاثة عوامل، هي السعر الأقل من غيرها والاعتمادية وسعة المقصورة. وربما كانت نقطة الضعف الوحيدة في الطائرة، هي أن كلف التشغيل ليست أقل من المنافسة وتعادل طائرات أخرى أغلى ثمناً، مثل فالكون وتشالنجر.
التصميم الداخلي
وتوفر الشركة الكثير من خيارات تصميم المقصورة للمشتري. منها الأرائك والمقاعد أو الأسرّة. وفي حالة اختيار المقاعد فقط، يمكن تركيب 14 مقعداً. ويمكن تزويد المقصورة بمائدة اجتماعات لعقد جلسات عمل أثناء الطيران.
وتضمّ المقصورة مطبخاً في مقدمتها ودورة مياة في الخلف، بالقرب من منفذ الدخول إلى قمرة الأمتعة التي يبلغ حجمها 240 قدماً مكعباً. وتوجد مساحات شحن إضافية شخصية فوق مقاعد الركاب يبلغ حجمها الإجمالي 46 قدماً مكعباً. ويمكن تركيب شاشات فردية لكل المقاعد توفر مشاهدات مرئية وسمعية مختلفة لكل راكب، فضلاً عن الشاشة الرئيسة في المقصورة. ويختار المشترى أحجام هذه الشاشات ووظائفها.
ويُعدّ دخول شركة أمبرير في إنتاج طائرات الأعمال هو الأحدث بين أحدث شركات الطيران الخاص في العالم، حيث تأسس القسم عام 2001. ولكن الشركة نفسها تعمل منذ نصف قرن تقريباً. وتعتمد على أحدث المكوّنات من شركات متخصصة، مثل محركات رولزرويس وأنظمة طيران حديثة من نوع هونيويل.
وتوفر طائرات أمبرير، كذلك، التواصل مع الإنترنت بسرعات عالية، حتى فوق المحيطات، بفضل الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية. ولذلك يتمتع رجل الأعمال بالاطلاع على بريده الإلكتروني، ومتابعة أحدث الأخبار عن شركته، أو الاجتماع بالفيديو مع آخرين أثناء رحلات الطيران. وتتوافر، كذلك للركاب خدمات الراديو الرقمي، وتلفزيون آبل وأسطوانات بلو راي للفيديو.
ويمكن تحويل المقاعدة الجلدية الوثيرة إلى أسّرة بطيّ الظهر إلى المستوى الأفقي. وطلب الوجبات والمشروبات في التوقيت الذي يناسب الركاب. وتقول الشركة إن بعض كبار رجال الأعمال يصطحب معه الطباخ الشخصي أثناء الطيران حتى يقوم بتحضير وجباته المفضلة في الرحلات الطويلة.
وتقطع الطائرة رحلات قارية طويلة بلا توقف، بحيث يمكن السفر مباشرة بين لندن ونيويورك أو بين دبي وسنغافورة. وتتوافق محركات الطائرة من الجيل الثاني، من شركة رولزرويس بأحدث معايير نظافة التشغيل من حيث البث الكربوني وايضا بمعايير هدوء التشغيل التي تسمح لها بالهبوط ليلاً في معظم مطارات العالم، ومنها مطارات واشنطن ولندن.
وهي تتسم أيضاً بالتشغيل السريع، بحيث يمكن الإقلاع في غضون عشر دقائق من ركوب الطائرة، وتوفر هذه الخاصية نظم الملاحة والمحركات الحديثة. وتمتلك الشركة مراكز خدمة وصيانة في العالم، بحيث يمكن التعامل مع أي احتياجات للطائرة في غضون ساعات قليلة في أي موقع في العالم.
وتخفف الطائرة من العبء على طياريها، بتوفير خرائط ملاحة رقمية للمسارات والمطارات، خصوصاً تلك غير المعروفة للطيار، ما يزيد من هوامش السلامة ويوفر للطيار التركيز اللازم لقيادة الطائرة أثناء الهبوط في وجهة السفر المطلوبة.
ويمكن للطائرة الهبوط في المطارات المحلية ذات الممرات القصيرة، ما يمنح رجل الأعمال ميزة الوصول أولاً إلى وجهات الأعمال الدولية بدلاً من الاعتماد على السفر بطائرات تجارية إلى المطارات الدولية، ثم القيام برحلات محلية بطائرات أخرى.