مرسيدس- مايباخ "جي إل إس" 2020: مقصورة وثيرة وإنجاز قوي وقدرات رباعية
تدخل مرسيدس- مايباخ "جي إل إس" (Mercedes-Maybach GLS) إلى الأسواق في منتصف عام 2020، لكي تلهب المنافسة في القطاع الرباعي الرياضي الفاخر، الذي كانت تحتكره حتى الآن سيارات مثل بورشه كايين توربو، وبنتلي بنتايغا، وأوروس من لامبورغيني.
وتتوجه الشركة بهذا القطاع إلى ثلاثة أسواق رئيسة، هي: الصين والولايات المتحدة ومنطقة الخليج. وترى الشركة أن توجهات الأسواق مازالت نحو طلب الفخامة في قالب رباعي، بدلاً من النمط التقليدي لسيارات ليموزين سيدان، مثل سيارات "إس كلاس" التي كانت تُعدّ في الماضي علامة الفخامة من الشركة.
ورغم أن مرسيدس تمتلك الكثير من السيارات الرباعية الرياضية في كل القطاعات، كما لديها الرباعية المتخصصة "جي كلاس"، فإنها تأمل بأن تقتطع لها هذه السيارة حصة بين الفئات ألفاخرة على قمة القطاع، وهي فئات تحظى حتى الآن بأعلى معدلات النمو، وبهوامش دسمة من الأرباح. ولذلك ميزت الشركة هذا الطراز، بإضافة علامة "مايباخ" إليه، للدلالة على قمة الفخامة.
في عام 2018، كان حجم القطاع الرباعي الرياضي الفاخر، لا يتعدى 7500 سيارة فقط، ولكنه سوف ينمو بحلول عام 2023 إلى 20 ألف سيارة، يباع اغلبها في الصين والولايات المتحدة. وعند دخولها إلى الأسواق، سوف يقبل عليها المشاهير وكبار الشخصيات، حيث توفر لهم المقصورة الوثيرة، والإنجاز الرباعي، وهوامش أعلى من الأمان والسلامة.
هايبرد خفيف
وتأتي "جي إل إس" بنظام دفع هايبرد خفيف، يتضمن محركاً بثماني أسطوانات قدرته 558 حصاناً، مع نظام كهربائي هايبرد خفيف بطاقة 48 فولتاً، يمكنه أن يوفر قدرة 21 حصاناً إضافياً عند الضرورة. وتنطلق السيارة إلى 100 كيلومتر في الساعة في 4.9 ثانية، ثم إلى سرعة قصوى تبلغ 250 كيلومتراً في الساعة.
وتحمل "جي إل إس" نظام تعليق وثيراً بضغط الهواء، اسمه "إيرماتيك"، يسمح بحركة مستقلة على كل العجلات، لتوفير أقصى درجات الراحة عند الانطلاق. وتنطلق "جي إل إس" على عجلات بقياس 22 بوصة، مع خيار لعجلات أكبر حجماً بقياس 23 بوصة.
وغيّرت الشركة من التصميم العام للسيارة، بحيث تحمل فتحة تبريد أمامية عريضة، ونجمة مرسيدس الثلاثية التي تعود للمرة الأولى إلى مقدمة سيارات القطاع الرباعي. كما تتيح السيارة منصات جانبية تحت الأبواب، مضادة للانزلاق، لتسهيل دخول الركاب إلى السيارة والخروج منها. وتنسحب المنصات إلى أسفل السيارة عند الانطلاق بها.
ويتكون نظام القيادة من مقود وشاشة عريضة خلفه مقسمة إلى قسمين: الأول خلف المقود عليه مؤشرات القيادة، والآخر شاشة وسطية بحجم 12.3 بوصة. وتغطي المساحة كلها واجهة زجاجية واحدة. ويمكن اختيار تصميم المساحة الداخلية على خمسة مقاعد أو أربعة تنفيذية بضبط كهربائي منفرد لكل منها، وكسوة بجلود مسامية مزوّدة بخواص التبريد والتدفئة والتدليك. وتوجد شاشتان أمام المقاعد الخلفية بحجم 11.6 بوصة، تعملان باللمس، وتوفران برامج مالتيميديا صممتها الشركة، وتشمل التواصل عبر الإنترنت، ومعلومات الملاحة والطقس.
مما يذكر أن الشركة كانت تنتج سيارات ليموزين فاخرة بتصميم سيدان تحت علامة مايباخ. وكانت الشركة تبيع مايباخ في فئتين بأسعار تبدأ من 360 ألف دولار. ونجحت السيارة في جذب إعجاب كثير من المشاهير والأمراء والحكام، ومنهم ملك إسبانيا خوان كارلوس، وبعض الأمراء في منطقة الخليج. ولكن ضعف المبيعات، دعا الشركة إلى وقف إنتاج مايباخ في عام 2012، وضم علامة مايباخ اسماً مرادفاً لأفخم ما تنتجه في الفئات العليا السوبر، سواء من طراز "إس كلاس" أو من "جي إل إس" الرباعية ألفاخرة. ويصنع طراز "جي إل إس" في مصانع الشركة الأميركية التي تقع في ولاية ألاباما.
من لمسات الفخامة في السيارة، عزل المقصورة صوتياً لتوفير أكبر قدر من الهدوء أثناء الانطلاق، وتوفير طاولات اختيارية للمقاعد الخلفية، يمكن استخدامها مكاتب للأجهزة المحمولة، أو لتناول المشروبات من البراد المتاح في الكونسول الوسطي.
ويمكن تزويد السيارة بسقف زجاجي بانورامي، وبستائر شبه شفافة للمقاعد الخلفية. ويرتفع مستوى المقاعد الفاخرة عن سطح الطريق، ويختار المشتري لونها ونوع الجلود المخصصة لكسوتها.
وتوجه الشركة عناية خاصة لنوعية الهواء داخل السيارة. وعند دخول الأنفاق التي تزداد فيها نسب الكربون في الهواء، تغلق منافذ الهواء تلقائياً ويعتمد على إعادة تدوير الهواء في السيارة، حتى تخرج مرة أخرى إلى الهواء الطلق.
ويستمتع الركاب، كذلك، بالعطور الخفيفة داخل السيارة التي تختلط بهواء التكييف، ويختار المشتري من أنواعها المختلفة، فضلاً عن إيونات سلبية تمتص الأجسام الدقيقة والفيروسات والبكتريا المحمولة جواً. من نظم الراحة أيضاً تعديل الإضاءة الداخلية وإضافة الموسيقى والتدليك لمدة عشر دقائق، لتعزيز استرخاء الركاب وخفض نسب التوتر. وتضيف الشركة نظام تواصل بين ركاب المقاعد الأمامية والخلفية.
وتمتد الكسوة الجلدية من أسفل لوحة القيادة إلى الابواب والمقاعد، وتمنح الإيحاء بأن لوحة القيادة طافية أمام الركاب. ويعزز نظام التعليق راحة الركاب على المنعطفات، بتعديل درجة ميل السيارة، والإبقاء عليها مستوية أفقياً، حتى على المنعطفات الحادة.
ودرست الشركة جيداً القطاع المشتري لهذه السيارات، واكتشفت أن الثري الذي يقبل على شراء "جي إل إس" يمتلك، كذلك، سيارات أخرى، منها الليموزين الصالون مثل "إس كلاس" وسيارات رباعية رياضية، لم يكن يجد فيها مستوى الراحة والفخامة المطلوبين. ولذلك أقبلت الشركة على إنتاج "جي إل إس"، لتوفر للمشتري المستوى المعهود من الفخامة، سواء في سيارة صالون أو سيارة رباعية رياضية.
كما يختار المشتري بين أن يقود السيارة بنفسه، أو يوفر لها سائقاً محترفاً، ويكتفي بالجلوس في المقاعد الخلفية، وهو النمط السائد في أسواق الصين. ولكن معظم المشترين في أميركا ومنطقة الخليج، يفضلون قيادة السيارات بأنفسهم، للشعور بما توفره من حضور ومهابة على الطريق.
لم تعلن الشركة بعد عن أسعار "جي إل إس"، ولكنها لن تقل في أي حال عن 200 ألف دولار. وسوف تتحدى "جي إل إس" في القطاع الرباعي الفاخر، بناء على سمعة الشركة في المتانة الهندسية وقوة الاحتمال والاعتمادية. وهي سيارة عملية ومريحة وهادئة التشغيل بنظام تشغيل سلس وناعم.
ولكن الانتقادات التي وجهت إليها، تشمل حجمها الهائل الذي لا يتناسب مع المدن المزدحمة، وعدم تضمنها للمستوى اللائق بها من الفخامة، مقارنة بسيارات الصالون الفاخرة مثل "إس كلاس".