لهذه الأسباب قد يؤثر الشغف سلبًا على المؤسسات الريادية!
كلما كان رائد الأعمال أكثر شغفًا زادت احتمالات نجاحه وأصبح أكثر تميزًا، إذ بات الاهتمام بالشغف وتأثيره على عمل المؤسسات أكثر إلحاحًا بعدما زاد الاعتماد على نمط الإدارة الجماعية في الفترة الأخيرة.. لكن كيف يؤثر الشغف سلبا على أداء العمل وما هي أنواعه؟ هذا ما نستعرضه في هذا التقرير..
«كتاب اليوم».. كيف ينجح رواد الأعمال ويحدثون تغييرا وكيف تحقق النجاح بدورك؟
كيف يؤثر الشغف على أداء العمل؟
اُجريت دراسة لمعرفة كيف تؤثر العاطفة على فرق ريادة الأعمال، ووجد أن اختلاف الأمور التي يشعر أفراد الفريق بالشغف تجاهها يؤثر سلبًا على أدائهم، وذلك بسبب تضارب العواطف وتعدد الهويات داخل الفريق الوحيد، كذلك وجدت الدراسة أن تنوع الشغف يصبح أكثر ضررًا خلال المراحل المُقبلة لتطوير المشروع.
أنواع الشغف المختلفة
يوجد للشغف أنواع عديدة ليس نوعاً واحدًا، هو ما أكدته الباحثة والأستاذة الجامعية ميليسا كاردون، والتي قالت إن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الشغف بين رواد الأعمال، واستعرضتهم فيما يلي:
1-الشغف للابتكار: وهو التركيز على العثور على فرص جديدة وإنتاج منتجات وتوفير خدمات مختلفة، هؤلاء هم العلماء النموذجيون أو ما يمكن اعتبارهم رواد الأعمال المنتجين.
2- الشغف بالتأسيس: هؤلاء يركزون على تأسيس المشاريع والانتقال إلى مراحل متقدمة، وغالبًا ما يكونون أصحاب الفضل في إطلاق شركات ناشئة ناجحة.
3- الشغف بالتطوير: أما الشغوفون بالتطوير فهؤلاء يركزون على تنمية المشاريع، وجذب عملاء جدد، وتوظيف موظفين مبدعين، ويتحملون مسؤولية خلق ثقافة تنظيمية.
تأثير اختلاف أنواع الشغف على الفرق الريادية
وجدت الدراسة أن اختلاف أشكال الشغف لها تأثير سلبي على فرق تنظيم المشاريع وريادة الأعمال، خاصة ما يتعلق بتأثيره على أعضاء الفريق وعلاقتهم ببعضهم البعض، لاسيما إذا كان أحدهم شغوفًا بشيء ما، فيما يفتقر الآخر الشغف في نفس المسألة، تتسع الهوة فيما بينهما، وفي بعض الأحيان يصبح النقاش بينهما مستحيلاً، وعجزهم عن السير في طريق واحد والوقوف على أرضية مُشتركة.
رائد الأعمال محمد الفاضل..صاحب أول منصّة افتراضية عالمية لدعم رواد الأعمال بالمملكة
متى يصبح اختلاف أنواع الشغف مشكلة؟
في بعض الأحيان يصعب معرفة التأثير الناجم عن اختلاف أنواع الشغف في المراحل الأولى من إطلاق المشاريع أو تدشين الشركات الناشئة، ولكن سرعان ما يكون ملحوظًا وواضحًا في المراحل الأكثر تقدمًا، والتي تعتمد بصورة رئيسية على التنمية.
في المراحل الأولى يصب أعضاء الفريق اهتمامهم على الأهداف قصيرة المدى، مثل العثور على عملاء، وتعزيز العلامة التجارية، ولكن مع مرور الوقت يتحول تركيزهم إلى الأهداف طويلة المدى، والمشاكل التي تتعلق بالمراحل القادمة، وهنا تصبح الاختلافات الفردية مشكلة أكبر، ويصبح الافتقار إلى هوية ثابتة وانتماء الجميع إلى نوع شغف واحد أزمة تؤثر على الجميع، وربما تحول دون حدوث أي تطوير أو تنمية. كذلك يخلق هذا الاختلاف بين الموظفين حالة من التشتت التي تلقي بظلالها على صورتهم أمام العملاء والمستثمرين.
أظهرت الدراسة أنه يسهل على المستثمرين والعملاء ملاحظة أن العاملين في مؤسسة ما يعانون من حالة تشتت ناجمة عن اختلاف أهوائهم، وأنهم يفتقرون إلى هوية، ولا يسيرون على الطريق نفسه، ما يدفعهم إلى تجنب عقد شراكات أو توقيع اتفاقيات مع مؤسسة أو شركة بعينيها.