الباركنسون.. أحدث العلاجات وسبل الوقاية
لعل من أبرز الأخبار المشجعة التي اختتم بها العام السابق، هو إعلان هيئة الصحة في دبي، إتاحتها أحدث علاجات مرض الشلل الرعاشي، وهي عادة ما تكون متوافرة في المراكز العالمية المتخصصة.
بداية، لا بدّ من التعريف بهذا المرض الذي عادة ما يصيب الرجال بنسبة أكبر من النساء، خصوصاً انطلاقاً من سن الـ65.
الشلل الرعاشي، أو الـ"باركنسون" هو مرض تنكّسي في الجهاز العصبي المركزي، يؤثر في الحركة. تبدأ أعراضه عادة برعاش في اليد وتتفاقم تدريجاً، وصولاً إلى الإصابة بتيبّس حاد وبطء في الحركة، يعجز معها المريض عن القيام بالمهمات اليومية.
في المراحل المبكرة من مرض باركنسون، قد تظهر على الوجه بعض التعابير، وقد لا تظهر على الإطلاق. كما قد لا تتأرجح الذراعان أثناء المشي. ومن المرجح أن يصبح النطق بطيئاً أو ضعيفاً، أو غير واضح. ومع مرور الوقت تتفاقم الأعراض وتتوسع.
بالحديث عن مراحل المرض، يوضح أحد الاختصاصيين أن هناك عموماً أربع مراحل: في الأولى، يصاب المريض برعاش أو حركة غير إرادية، تكون في اليد أو الساق، يليها تصلب في جهة من الجسم وبطء في الحركة والكلام والانفعالات، وصولاً إلى السقوط. أما الثالثة فتتمثل بصعوبة في المشي مع ثقل في الحركة، وقد ينتهي الأمر باستخدام الكرسي المتحرك. وعادة ما يستغرق تطور المرض بين 15 و20 عاما.
ومعلوم أن الأعراض، كذلك، تشمل تغيرات في ضغط الدم، ما يسبب الدوار، خصوصاً لدى الوقوف بسبب الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم. كما قد يلاحظ المريض ضعفاً في حاسة الشمّ والإرهاق والألم. يعاني بعض المصابين بمرض باركنسون الألم، إما في مناطق محددة من أجسادهم، وإما في كل أنحاء أجسامهم.
العلاجات المتوافرة
تستند أحدث العلاجات، التي باتت متاحة في دولة الامارات، إلى مضخّة توصل بالمعدة وتمدّ الجسم بهرمون الدوبامين بشكل مستمر. كما تشتمل على لصقة، تثبت على البشرة مدة 24 ساعة، بهدف تسهيل حركة المريض وتسريعها، فضلاً عن أنواع أخرى من الأدوية، منها ما يؤخذ من 3 الى 5 مرات في اليوم، ومنها ما ما يؤخذ مرة إلى مرتين في اليوم. وهذه تساعد مرضى الباركنسون في المراحل الأولى من المرض.
كما تعتزم هيئة الصحة في دبي استضافة بعض الأطباء المتخصصين في مرض باركنسون، من أجل إجراء جراحات متقدمة جداً لبعض المرضى، تتمثل في تركيب بطاريات صغيرة جداً في الدماغ، هدفها "التحفيز العميق للدماغ".
أساليب الوقاية من الباركنسون
عموماً، لا تزال الأسباب مجهولة، ولذلك لا يمكن الحديث عن أساليب مضمونة للوقاية من هذا المرض. إنما تبقى هناك توصيات عامة، سنعرضها. أما المؤكد، فهو أن النقص في إنتاج الجسم هرمون الدوبامين في الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن ضبط ميزان الحركة، يصاب المرء بالباركنسون.
وإلى جانب التقدم في السنّ، والعوامل الوراثية، يبقى التعرض للسموم أهمها مبيدات الأعشاب والحشرات من العوامل التي قد ترفع خطر الإصابة بالباركنسون.
كما بيّنت بعض الأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق، قد تخفف خطر الإصابة بمرض الباركنسون. وأظهرت بحوث أخرى أن الذين يتناولون الكافيين، سواء عبر ارتشاف القهوة أو الشاي سواء الأسود او الأخضر، نادراً ما يُصابون بهذا المرض، مقارنة بأولئك الذين لا يشربون أي سوائل تحتوي على هذه المادة المنبّهة. رغم ذلك، لا يزال غير مؤكد إذا كان فعلاً الكافيين يقي من الإصابة بداء باركنسون. إذ ما من أدلة كافية حتى الآن.