قصة نجاح مارك كوبان.. تقاعد كمليونير وعاد للعمل كملياردير!
قصص نجاح رجال الأعمال، دائما ما تكون ملهمة لنا خاصة أولئك الذين تحدوا واقعهم، ورفضوا الاستسلام للظروف، وبطل قصة اليوم هو رجل الأعمال الأمريكي وأيقونة ثقافة البوب مارك كوبان، والذي يملك ثروة تفوق الـ 4 مليارات دولار.. كيف حصل عليها ومن أين بدأ؟ وكيف تحدى الظروف من أجل التحليق في عالم الأثرياء؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال إلقاء الضوء على حياته في هذا التقرير..
ولد كوبان في عام 1958 في مدينة بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا، في ظل عائلة من الطبقة المتوسطة، هاجر أجداده من روسيا واستقروا في الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاع في عمر 12 سنة فقط أن يقوم ببيع مجموعة من أكياس القمامة حتى يتمكن من شراء زوج من الأحذية الرياضية.
درس في مدارس الولاية ومن ثم التحق بجامعة بيتسبرغ وعمل في عدة وظائف كان منها نادل ومدرب للرقص وغيرها، وبعد عام واحد في الجامعة انتقل إلى جامعة إنديانا في بلومينغتون وتخرج في كلية كيلي للأعمال في عام 1981 ونال درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال.
في فترة الثمانينيات
تمكن مارك خلال فترة دراسته الجامعية في جامعة إنديانا لإدارة الأعمال من جمع مبلغ 15,000 دولار ليقوم بشراء حانة، واعتبر أستاذه في الجامعة أنه قام بخطوة جريئة لم يقم بها أحد من قبل، استخدم مارك مهارته في مجال الأعمال التجارية لتحويل الحانة إلى أنجح المشاريع التجارية في المدينة.
عاد كوبان بعد تخرجه إلى مدينة بيتسبرغ وعمل في بنك ميلتون وقام بدراسة الآلات والشبكات في نفس الوقت، وفي عام 1982 غادر إلى دالاس في تكساس حيث عمل كنادل ومن ثم كمندوب مبيعات لإحدى الشركات المختصة في بيع برامج الكمبيوتر بالتجزئة، وبعد أقل من عام بدأ شركته الخاصة ميكروسولوشنز "MicroSolutions" وتلقى دعما كبيرا من عملائه السابقين، وهي شركة لتقنيات البرمجية قام ببيعها في عام 1990 لصالح شركة كومبوسيرف "CompuServe" مقابل 6 ملايين دولار أمريكي.
في فترة التسعينيات
قرر مارك استخدام هذه الأموال للتقاعد وأمضى الخمس سنوات اللاحقة في السفر إلى جميع أرجاء العالم لرؤية أكبر عدد من البلدان بعد أن اشترى تذكرة مدى الحياة على "الخطوط الجوية الأمريكية".
وبسبب رغبته في الاستماع إلى مباريات فريق كرة السلة الخاص بجامعته، أنهى كوبان تقاعده وأنشأ مع شريكه تود واغنز موقع "AudioNet" الذي سرعان ما توسع ليشمل مئات القنوات الرياضية والبرامج الإذاعية وبالإضافة إلى كونه أصبح منصة لإعلانات المنتجات وعروض الأزياء. أطلق على الموقع فيما بعد اسم "Broadcast.com" ليكون أول موقع ردايو إنترنت في العالم، وأطلق للاكتتاب العام في 1998، واشتعلت أسعار الأسهم وارتفعت من 18 دولاراً إلى 62 دولاراً في يوم واحد. ولاحقًا، قامت شركة ياهو بشراء الموقع وحصل مارك على 1.7 مليار دولار.
ما بعد 2000
استثمر كوبان ثروته في مشاريع مختلفة في بداية الألفية، وفي عام 2000 اشترى فريق دالاس مافيركس الذي كان يعاني من سوء الإدارة آنذاك، واستطاع إنجاح الفريق من خلال العمل المستمر لرفع الروح المعنوية للفريق ووصل في عام 2006 إلى نهائيات الدوري الأمريكي للمحترفين، كما حاز على لقب الدوري في عام 2011.
وذكرت شركة فوربس أن قيمة مافريكس وصلت في فبراير 2019 إلى 2.25 مليار دولار.
شارك مارك إلى جانب تود واغنز في تأسيس مجموعة من الوسائل الإعلامية، كما شارك في إنتاج نسخة جديدة من البرنامج التلفزيوني الشهير "ستار سيرش". وفي عام 2003، اشترى الشركاء مسرح لاندمارك وهي أكبر سلسلة لدور السينما في الولايات المتحدة بالإضافة إلى شركة ماغنوليا لتوزيع الأفلام "Magnolia Pictures".
أطلق مارك في عام 2004 محرك البحث الإلكتروني الذي يحمل اسم "Ice rocket"، ومن جهة أخرى كان مؤسسا مشاركا في مبادرة ريد سوش "Red Swoosh" التي تسمح بمشاركة الملفات، وفيمابعد تم شراء الشركة من قبل أكاماي تكنولوجيز في عام 2007.
وعلاوة على ذلك، تمكن كوبان من إنشاء العديد من المشاريع الإلكترونية، كما استثمر في موقع "Shareleuth.com" الذي ساعد في الكشف عن عمليات الاحتيال والحد من انتشار المعلومات الكاذبة. وتشمل مشاريعه الأخرى تمويل شركة موتيونلوفت، بالإضافة إلى موقع "Bailoutsleuth.com" الإلكتروني للإشراف على إنقاذ الحكومة الأمريكية للمؤسسات المالية.
يعتبر مارك كوبان مثالاً رائعًا على رجل الأعمال الذي يحب العمل ويكرس نفسه للارتقاء، وبالإضافة إلى شركته الإعلامية وفريق كرة السلة فهو يستثمر في الشركات المتنامية باستمرار، ويشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "AXS tv".