كيف تجد وظيفتك المُقبلة؟ التحدث مع المقربين أسهل الطرق!
قد تكون مسألة تكوين علاقات وتأسيس شبكة اجتماعية من أصعب الأمور التي تمر بها، لأنك تكون مضطرًا للتواصل مع غرباء، لكن لحسن الحظ تقول مدربة التوظيف داون جراهام: يوجد طريقة أسهل وهي إجراء محادثات مع الأشخاص الذين تعرفهم وتجمعك بهم علاقات بالفعل.
في عام ٢٠٠٢ كانت جراهام، وهي من أحد المحاورين في محادثات تيد التحفيزية، تعمل لدى شركة عالمية ناجحة، وكانت تستعد للانتقال إلى مكان آخر للحصول على وظيفة أخرى، وفجأة تلقت رسالة صوتية من مديرها أخبرها أنها سرحت من العمل.
رحلة البحث عن وظيفة جديدة
وهنا بدأت مرحلة جديدة في البحث عن الوظائف على الإنترنت، وأرسلت طلبات تقديم لأي وظيفة ذات صلة بالمجال الذي تعمل فيه. وبعد فترة لم تتلق فيها أي رد من المسؤولين عن التوظيف، أجرت محادثة مع جارتها في مصعد البناية التي يعيشون فيها، وأخبرتها عن وضعها الحالي، وبعدما ذكرت أسماء عدة شركات حاولت العمل بها، علمت أن جارتها كانت متزوجة لمدير واحدة منها، وساعدتها على التواصل معه.
يوجد اعتقاد شائع بأنه إذا كنّا مؤهلين ولدينا ما يكفي من الإمكانيات والمهارات فإننا لن نحتاج إلى المساعدة في العثور على وظيفة جديدة، ويرجع ذلك إلى سببين رئيسين أولهما هو خوفنا من التواصل مع الآخرين وشعورنا بالخجل من طلب المساعدة، أما السبب الثاني فيتمثل في مفهومنا الخاطئ عن محل العمل وطريقة التوظيف.
وتقول جراهام إن ترددنا عن طلب المساعدة من الأشخاص الذين نعرفهم غالبًا ما يكون بسبب خوفنا من أن نبدو ضعفاء أمام أشخاص مقربين منّا.
أهمية وقوة التواصل
ولكننا لا نستطيع تجاهل حقيقة أن التواصل وتأسيس علاقات قوية ضروري وفعال، حسب جراهام فإن المسؤولين عن التوظيف يكرهون عمليات اختيار موظفين جدد، تماما مثل المتقدمين، ولكنهم يريدون اتخاذ قرارات جيدة والعثور على أفضل الأشخاص، يبحثون عن أشخاص جيدين ويعلمون أن بإمكانهم الثقة بهم، لذلك يفضلون الأشخاص المرشحين من قبل معارفهم، لأنهم يوفرون عليهم العناء والمشقة المصاحبين لرحلة البحث عن أفضل موظف.
نتيجة لذلك، سوف تجد أن المعارف والعلاقات الاجتماعية تزيد احتمالات حصولك على مقابلة عمل إلى ٥٠٪، فيما تبلغ احتمالات الأشخاص الذين ليس لديهم معارف حوالي ٣٪. قالت جراهام إنه في خلال أسبوعين تلقت مكالمة من الشركة الجديدة، وحصلت على الوظيفة بالفعل.
تعديل بسيط لكنه مُهم
التواصل وتعزيز الشبكات لا يعني بالضرورة التحدث مع الأجانب، بحسب جراهام فإن هناك اقتراحا أسهل وأبسط وهو إجراء محادثات عن مسيرتك المهنية وأهدافك وطموحاتك مع الأشخاص الذين تعرفهم بالفعل، مع إجراء تعديل بسيط وهو تغيير الموضوعات التي غالبا ما تتحدثون عنها.
فكر في الأمر، هل يستطيع الأشخاص الذين تتعامل معهم بشكل روتيني، أشقاؤك، أفراد عائلتك، أصدقاؤك، زملاؤك في العمل، فريقك في النادي، التحدث عن مهاراتك؟ هل يعرفون ما هي أهدافك وطموحاتك؟، هل تعرف أنت ما يسعون هم إلى تحقيقه وما هي خططهم الخاصة بالمستقبل؟
إذا فكرت في الأمر للحظات سوف تكتشف أن بعض الأشخاص المقربين منك لا يعرفون شيئا عن أهدافك أو طموحاتك، لأنكم تقضون أغلب أوقاتكم في التحدث عن تفاصيل سطحية، ولا تتطرقون إلى ما هو أبعد من ذلك.
ابدأ المحادثات باهتمام
كيف تبدأ هذه المحادثات إذا، تقول جراهام "كن مهتما بالتعرف على أهدافهم أولا، مساعدة الآخرين طريقة رائعة لتأسيس علاقات قوية جيدة". تدعو جراهام أن تبدأ الحديث ببساطة، وأن تطرح بعض الأسئلة مثل "ما هو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه هذا العام؟"، وفي أغلب الأحيان سوف يبادلك الآخرون الاهتمام ذاته، ويسألونك عن أهدافك وطموحاتك وأحلامك.
هذه المحادثات قد تقود إلى عمليات عصف ذهني، وتلهم الآخرين بتقديمك إلى أحد الأشخاص، أو يطلعونك على بعض الأمور المهمة في مجالك، وهو ما يساعدك على العثور على وظائف جديدة. تنصح جراهام بأن يتذكر الجميع أن معارفهم لديهم شبكات وعلاقات قوية، بانتظار أن يكتشفها أحد.