بقناصة الطائرات.. لماذا تعدم أستراليا آلاف الإبل سنويًا؟
أطلقت أستراليا منذ عام 2010 برنامجًا يمتد حتى عام 2014 يهدف إلى التخلص من الإبل المتوحشة، خوفًا من أن يدفعها المناخ الجاف إلى الاستيطان في المناطق التي يعيش فيها السكان الأصليون وتندر فيها المياه، ما يُسبب أزمة بشرية، ، لكن هذه الحملة أثارت غضبًا في جميع أنحاء العالم.
ظهور الإبل في أستراليا
في عام 1606 كانت أوروبا قد أثبتت بالفعل كونها من الرواد في عصر الاكتشاف، وكان المستكشفون الأوروبيون يقومون برحلات استكشافية في الأراضي البعيدة، وفي هذا الوقت كان بالإمكان الوصول إلى الهند عبر البحر، وكذلك أفريقيا، والأمريكتين الشمالية والجنوبية، كما استطاع المستكشف الهولندي فيليم جانزون الوصول إلى أستراليا في فبراير 1606 وأصبح أول أوروبي يصل إلى القارة.
منذ أربعمائة وأربعة وأربعين عاماً عندما وصل جانزون أستراليا كان يعيش فيها السكان الأصليون، ولم تكن الإبل منتشرة في أي مكان، ولا تستطيع رؤيتها في أي مكان بالقارة، ولم يكن هناك أي إشارة على ظهورها في هذا الوقت، وبحلول عام 2020 باتت أستراليا تمتلك أكبر عدد من الإبل البرية، ويقدر عددها بحوالي 30 ألفا، وموزعة في 37 بالمئة من المناطق في القارة الواسعة.
قتل آلاف الإبل
انتشار الإبل البرية في أستراليا لم يكن خبرًا سارًا، إذ تتعامل معه السلطات باعتباره نوعا من الغزو لفصيل غريب من الحيوانات، والذي يجب إيقافه على وجه السرعة، والحد من انتشاره، ولم تجد طريقة أفضل من الإعدام الجوي، إذ يُطلق قنّاصة الرصاص على الحيوانات أثناء تواجدهم في طائرات ومروحيات، وبحلول عام 2012 كانت أستراليا قد قتلت حوالي 75 ألفا من هذه الحيوانات.
وفي 8 يناير الجاري شنّت السلطات الأسترالية عملية استمرت خمسة أيام تهدف إلى التخلص من آلاف الإبل بالإعدام جوًا، وتُشير وسائل الإعلام إلى أنه جرى التخلص من عدد كبير من الإبل والتي يتراوح عددها ما بين 5000 إلى 10 آلاف.
أثارت عملية إعدام وقتل الجمل غضبا شديدا في جميع أنحاء العالم، ووصفها كثيرون بغير الإنسانية وطالبوا بوقفها فورًا.
ظهور الإبل في أستراليا
على مدار ما يقرب من 230 عامًا بعد اكتشاف أستراليا، لم يكن في القارة الواسعة أي من هذه الإبل، والسبب الرئيسي في ظهورها هناك هو تلبية احتياجات الاستعماريين. في النصف الأول من القرن التاسع عشر، أراد البريطانيون استكشاف المناطق النائية من القارة الشاسعة، إلا أن هذه البيئة لم تكن مواتية لخيولهم، بالنظر إلى التضاريس والطقس الجاف، ما دفع إلى استيراد عدد كبير من الإبل، ووصلت الإبل إلى أستراليا في عام 1840.
على مدار عقود من الزمن، ظلت الإبل البرية من أهم الأمور التي اعتمد عليها الاستعماريون من أجل الانتقال في أستراليا، وفي عام 1907 قرر البريطانيون استيراد ما يقرب من 20 ألفا من الإبل، وكان معظمهم من الهند، وأفغانستان وبعض الدول العربية.
آفة برية
استمر عدد الإبل الوحشية في أستراليا، وفي الفترة بين عامي 2001 و2008 وصل عددهم إلى مليون حيوان، وفيما بعد جرى تنقيح هذه الأرقام ووصلت إلى 600 ألف حيوان، ولا يزال العدد يرتفع، وحذر خبراء الحياة البرية في السلطات الأسترالية من ارتفاع عدد الإبل الوحشية إذا لم يتم مراقبة هذا النمو السكاني، وتوقعوا أن يتضاعف هذا العدد خلال 8- 10 سنوات.
في السنوات الأخيرة، حاول الأستراليون العثور على طرق أخرى للتخلص من الإبل، مثل وضعها في أماكن خاصة، وتصدير لحومها وتربيتها في المزارع، وأشارت التقارير الصادرة عن الحكومة إلى أن حوالي 5000 جمل تم ذبحها للاستهلاك البشري كل عام.
في عام 2013، تبنت الحكومة الأسترالية خطة لإعدام الحيوانات البرية، وقامت بتنفيذها لينخفض عدد الإبل إلى حوالي 300 ألف، وأكدت السلطات أنها تتعامل مع الإبل باعتبارها آفة برية.
ما المشكلة؟
تأكل الإبل الوحشية وتنام وتتجول في المناطق الواسعة بأستراليا، ويشتكي السكان الأصليون من وجودها ويؤكدون أنها تسبب لهم الكثير من المشاكل لأنها تأكل الحشائش وتعيش في الأماكن التي من المفترض أن تعيش فيها ماشيتهم، كما أنها تنافس على الموارد المائية المحدودة في المنطقة.
وحسب السكان الأصليين فإن الإبل الوحشية هي السبب الرئيسي في حدوث الجفاف في أستراليا، ويطالبون بالتخلص منها في أسرع وقت ممكن، ولهذا السبب وجدت السلطات الأسترالية أن أفضل طريقة لقتل الإبل هي إلقاء الرصاص عليهم من المروحيات، واعتبروها أكثر الطرق والأساليب إنسانية، وأرجعوا السبب الرئيسي لها إلى حماية مصالح مجتمعات السكان الأصليين والمناطق المحلية.