جديد الذكاء الاصطناعي في 2019 .. تحويل الصورة الثابتة إلى فيديو أبرزها
الذكاء الاصطناعي لم يعد خيالا نشاهده في أفلام الخيال العلمي الهوليودية، بل أصبح جزءًا هاما من حياتنا اليومية، ما بين أجهزة معالجة البيانات الضخمة، وتقنيات التزييف المشهورة لمقاطع الفيديو والصور، والروبوتات التي تستطيع إجراء المحادثة التفاعلية، بجانب أنظمة المساعد الشخصي بالهواتف الذكية الشهيرة، والترجمة الآلية الفورية وغيرها الكثير والكثير من تقنيات الذكاء المتطورة.
كما تداخل الذكاء الاصطناعي في عصرنا هذا مع نظم التعليم الحديث والعميق ونظم معالجة اللغة، وأصبح العمل به جزءا من جميع شركات التقنية حول العالم، واعتمدت عليه كل من جوجل ومنصة يوتيوب وغيرها بشكل كبير، وفي التقرير التالي نرصد لك أبرز تطورات تقنية الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي 2019 :
كيف أصبحت الإمارات رائدة الذكاء الإصطناعي في الوطن العربي بقيادة دبي؟
الأمن السيبراني
مع انتشار التطور التكنولوجي الكبير، زادت معه إمكانية الخروقات الأمنية للأمن الإلكتروني، ذلك الأمر جعل الشركات تلجأ للاعتماد على وسائل أكثر ذكاء لحماية معلوماتها وتأمينها، ولذلك بدأت تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على التعلم الآلي مما يجعل من تلك البرامج الأمنية أكثر قوة وذكاء.
وشهدت الفترة الماضية ظهور تقنية تسمى Cyber Defense، والتي تعتمد على الاستجابة سريعا للهجمات الإلكترونية التي تهدد البنية المعلوماتية، وتعتمد على تقنيات تتمكن من كشف الأشخاص المشبوهين، ومواجهة ما يصل لـ 95% من جميع هجمات القرصنة الإلكترونية حول العالم، كل ذلك بالاضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد مكونا رئيسيا في خدمات اتصالات الجيل الخامس.
الحوسبة السحابية
الحوسبة السحابية التي تعد أحد الأنظمة التي تنظم عمل الأشخاص عن طريق الإنترنت، ومع التقدم والتطور الكبير في الحوسبة السحابية خلال السنوات الماضية، أدمجت عليها تقنيات الذكاء الاصطناعي المميزة، مما جعل التنبؤات والتحليلات، واستخراج البيانات أكثر سهولة مع التقليل من التكلفة مما يساعد في انتشارها بشكل أكبر وأوسع.
وتنتشر مجموعة من شركات الحوسبة السحابية الكبرى حول العالم مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل وعلي بابا، في حين يرى الخبراء حول العالم أن تلك الشركات سيكون لها دور كبير ومؤثر بشكل أكبر خلال العام القادم 2020، وذلك بفضل سعيها الدائم للتوسع في جميع المستويات العالمية للتقنية والذكاء الاصطناعي.
تطوير تقنية التعرف على الوجوه
تقنية التعرف على الوجوه من أكثر التقنيات الأمنية أهمية وتستخدمها الأجهزة الأمنية في أغلب دول العالم، وخاصة في مراكز الخدمات المالية، ومراكز التسوق، ومحطات السكة الحديدية، والمطارات، وجهات تنفيذ القانون المختلفة، ويعد التطور الكبير في الفترة الماضية في تقنية التعرف على الوجوه جعلها تنمو بشكل كبير، في حين وصلت عائدات تلك التقنية خلال عام 2019 إلى 3 مليارات و200 مليون دولار أمريكي.
ومن المتوقع أن تبلغ عائدات تلك التقنية الهامة 7 مليارات دولار أمريكي خلال عام 2024 بزيادة تصل لـ 16% خلال 5 سنوات فقط، في الوقت الذي تواجه فيه تلك التقنية الهامة مجموعة من المشكلات ومنها مخاوف التحيز العرفي، وعدم الدقة في تحديد هوية الأشخاص، ولذلك يعول الباحثون إلى التخلص من تلك المشاكل وحلها سريعا خلال فترة بسيطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستمنع تدخل البشر في الأمر بشكل كامل.
تكيف الذكاء الاصطناعي مع استخدامات البشر
دخل كل من جهاز أليكسا للمكبرات الصوتية من أمازون، وجهاز جوجل هوم من جوجل، منافسة قوية خلال عام 2019، وذلك بفضل مزايا تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أضيفت إليهما، حيث يقوم جهاز جوجل هوم بإجراء محادثات بـ 27 لغة مختلفة، ويقوم بالترجمة الفورية للغات، وتنفيذ 3 أوامر متتالية، على الجانب الأخر يسهل جهاز أليكسا طلب واستلام ودفع ثمن البضائع من أمازون عن طريق أوامرك الصوتية فقط.
ولكن أكثر ما ميز إدماج الذكاء الاصطناعي لخدمة البشر كان في برامج المساعدة الصوتية في الأجهزة الذكية المختلفة، والبرمجيات والخوارزميات في اجهزة المكانس الكهربائية والأفران والتلفزيونات الحديثة من طراز فور كي، وكاميرات الهواتف، وغيرها الكثير.
معالجات الذكاء الاصطناعي
سعت أغلب الشركات في العالم خلال عام 2019، إلى تطوير معالجات تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي " AI chips "، والتي تساعد تلك الشركات في تحقيق التعلم الآلي لأنظمة تشغيل منتجاتها أو التعرف على الوجه، وتعمل شركات مثل AMD - ARM - كوالكوم - إنفيديا - إنتل، في الاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي لتطوير نظام التعرف على الوجه في أجهزتها، وانتشر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في مجالي الرعاية الصحية والسيارات لإنقاذ الأرواح.
ومن جانبه كشفت شركة السيارات الشهيرة فورد عن استخدام تقنية جديدة في سيارتها خلال عام 2022، وهي تقنية C-V2X، والتي ستمنح سياراتها قدرة التواصل بشكل تلقائي مع السيارات والمباني ورؤية الزوايا وإشارات المرور والطرق، مما يقلل من الحوادث في سيارتها ويحسن من استهلاك الوقود.
كتابة المحتوى
استطاعت شركة OpenAI، استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء نموذج لغوي يحمل اسم " GPT"، يملك القدرة على كتابة محتوى نصى متماسك، ويترجم آليا ويجيب عن الأسئلة، ويحقق أداء مميزا ومتطورا في الكثير من معايير اللغة، ويملك القدرة على إنشاء نص قوي بمفرده، وتحديد السياق، وكتابة الجمل، بفضل التدريب الذي حصل عليه عن طريق ما يزيد على 8 ملايين صفحة ويب، وعند النظر إلى المحتوى الذي كتبه لن يمكنك تحديد ما إذا كان مكتوبا بواسطة نظام ذكاء اصطناعي أم إنسان.
يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح الذكاء الاصطناعي قادرا على اتخاذ قرارات أكثر دقة من البشر وتحليل كميات ضخمة جدا من البيانات، وهو ما حدث في وكالة أسوشيتد برس العالمية التي كتبت أول خبر بواسطة الذكاء الاصطناعي وحينها لم يستطع القراء التفريق أن الخبر مكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي وليس صحفيا بشريا، ولكن عن طريق ما يعرف بإسم الصحفي الآلي، في حين نشرت واشنطن بوست ما يزيد على 850 مقالا بواسطة الصحفي الآلي.
تقنية Deepfake
تقنية Deepfake، المقصود بها تحويل الصورة الواحدة الثابتة إلى فيديو، واستطاعت شركة سامسونج ذائعة الصيت، في مايو 2019، أن تقوم بإنشاء مقاطع فيديو ولكنها وهمية لشخص باستخدام صورة ثابتة واحدة، عن طريق استخدام تقنية التعلم الآلي التي تعرف باسم شبكات التعارض التوليدية " GANs "، وتم من خلالها استخدام صورة واحدة ثابتة وتحويلها إلى فيديو وهمي.
واستطاع خبراء سامسونج استخدام صور طبيعية بدقة عالية لتتمكن نماذج التعلم الآلي من التعرف على وجه الإنسان بشكله الهندسي الأساسي وإضافته كقناع على وجه شخص آخر في مقطع فيديو، وإنتاج فيديو للوحة الموناليزا الشهيرة نفسها.
التعلم العميق والآلي
يعد نظام التعليم العميق واحدا من أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم، وبشرح مبسط للأمر فإن التعلم العميق هو نظام يعطي الأنظمة فرصة تحسين وظائفها عن طريق اكتساب المعرفة الجديدة من تجربة استخدام نفس الشيء في الحسابات المعقدة ومعالجة البيانات، وبذلك يمكن لتلك الأنظمة تحسين تعاملها مع الأمر في كل مرة، وتحسن من أداء الشركات وتجنب المخاطر التي تتعرض لها.
وتستخدم تلك التقنية بشكل أكبر في شركات القيادة والسيارات، وشركات الرؤية الحاسوبية، والشركات التي تعمل في تقنية التعرف على الوجه وشركات أنظمة التنبؤ والتصنيف.