الفلفل الوردي لقارورة خريفية دافئة تبعث على التفاؤل
يُعدّ الفلفل الوردي من المكونات اللافتة التي دخلت عالم صناعة العطور النسائية والرجالية، على السواء، ولاقت إقبالاً بفضل نغماتها التي تمتزج بتناغم مطلق مع الأزهار والحمضيات والأخشاب، لتفتح الأفق على مجموعة واسعة من العطور الاستثنائية التي يمكن أن تحيط المرء بهالة من العبق الدافئ والعميق والعذب.
فما الفلفل الوردي؟ وكيف استطاع أن يشقّ طريقه بنجاح إلى قارورة الرجل؟
-الفلفل الوردي هو نوع من الفلفل الذي يُحصلُ عليه من التوت، وتحديداً فصيلتَي Schinus molle وSchinus terebinthifolius. ومعلوم أن زراعة هاتين الشجرتين، تنتشر أساساً في أمريكا الجنوبية، وتحديداً في البرازيل والبيرو.
-غالباً ما يلقّب هذا النوع من الفلفل بـ"الفلفل المزيّف"، لأنه لا يتمتّع بنكهة حارّة أو حادّة كسواه من أنواع الفلفل. أما تسميته فناتجة ببساطة عن لونه النابض. بالحديث عن تسمياته، فإنها تتغيّر أيضاً تبعاً للأماكن الجغرافية التي تُزرع فيها هذه النباتات. لذلك، هناك الفلفل البرازيلي والأمريكي والريونيون... إلخ.
-يتوافر الفلفل الوردي منذ القرن الخامس، إنما لم يصبح استخدامه شائعا م قبل، كما هو الحال الآن.
-يستخرج هذا النوع من الفلفل من شُجيرة تنتمي إلى عائلة الفُستقيّات وتعطي ثماراً حمراء ثم سوداء. كما تنتج الشجرة نفسها نوعاً من الصمغيات التي تُستخدم للمضغ، بمعدل ثلاثة محاصيل في السنة.
-تخضع ثمار التوت المحمرةّ والصغيرة، لعملية تجفيف من أجل الحصول على الفلفل الوردي. في المقابل، لا تدخل أوراق الشجرة أو صمغياتها في تركيبة هذا المكوّن الفريد.
-راج استخدام الفلفل الوردي في صناعة العطور، بعدما اتّسع استعماله في المطبخ عموماً في الأعوام الخيرة. وبحسب خبراء العطور، فإنّه يتمتّع بمذاق حلو يملأ الفم، لذلك يُعدّ مزجه في صلصات السلطات أو اللحوم أو حتى مع بعض أنواع الفاكهة أمراً محبباً.
-العطر الأول الذي دخل الفلفل الوردي إلى تركيبته هو عطر "بلاجرز من إيستيه لاودر" (Pleasures by E.Lauder) الذي أطلِق في عام 1995. اللافت أنه لاستخراج شذى هذه الحبات الوردية، لم تُضغط او تُعصر للحصول على الزيت العطري. فعلى العكس تماماً، استخدمت الدار المذكورة تقنية "الاستخلاص العذب" وفيه يُستخدم ديوكسيد الكربون بمادته التي تراوح بين السائل والغاز، وتمريره بين حبات التوت المجففة أي الفلفل الوردي، لاستخراج المركبات منه. هذا ما يمنح شذى عذباً يصلح للنغمات العليا اللافتة، بدلاً من القاعدة الثقيلة التي كان يحصل عليها، مع استخدام تقنيات الاستخراج التقليدية.
-نتحدّث حالياً عن الفلفل الوردي بوصفه "شذى المستقبل". إذ في عالم التسويق، يُنظَر لهذا المكون الفريد على أنه ملائم تماماً لمزاج العصر وروحه وايقاعه المتسارع وضغوطه المتلاحقة، لأنه ببساطة يرفع المزاج ويعزّز المعنويات ويبعث على التفاؤل. فهو عبق دافئ، مطمئِن، إنما فيه ما يكفي من الجرأة والحضور القويين، استعدادا للمواجهة. كما يعدّه الخبراء في عالم العطور أنه من النغمات التي تعبر عن المغامرة والرومانسية والاندفاع لمعانقة الحياة عموماً.
في هذا التقرير، نعرض لكم مجموعة من أبرز العطور الرجالية التي دخل الفلفل الوردي إلى تركيبتها.
-Bleu De Chanel: صدر في عام 2010، وهو كسائر عطور "شانيل"، يخاطب الرجل الرصين والمندفع في الوقت نفسه. عطر أروماتيك خشبي بامتياز، من توقيع العطار جاك فولج. تفوح نغمات الليمون من مقدمته ممزوجة بشذى النعناع والجريب فروت والفلفل الوردي العذب، الذي يحيط الرجل بهالة من الدفء. أما القلب فمن الزنجبيل جوزة الطيب والياسمين. ختاماً، ترسو القاعدة على مجموعة من الأخشاب كالصندل والأرز والباتشولي، فضلاً عن نجيل الهند والبخور والمسك الأبيض.
-Spicebomb Viktor &Rolf: عطر خشبي حار للرجال، صدر في عام 2016. كما يحمل توقيع العطار أوليفيه بولج. تفوح من مقدمته نغمات البرغاموت والجريب فروت والفلفل الوردي، فيما ينبض القلب بالزعفران والقرفة والفلفل، قبل أن يرسو ختاماً على الفيتيفير والتبغ والجلود.
-Precious Leather Roberto Cavalli: صدرت هذه المجموعة أساساً من "روبيرتو كافالي" في عام 2016، إنما انضمّ هذا العطر إليها في عام 2018، ليقدّم إضافة فاخرة تعكس الذوق الرفيع والمتقن. مركِّب العطر أوليفييه بيشوه، أراد تقديم توليفة تلائم الجنسين لتعبّر عن الدفء والأسلوب والحضور اللافت. لذلك، اختار مزج الفلفل الوردي مع خلاصة الورد مع نفحات من البرغاموت والتوابل.
-Azzaro pour Homme Hot Pepper: عطر حديث، صدر في عام 2018، من توقيع العطار فيليب رومانو. إصدار يعكس الإقبال الواسع على الفلفل الوردي، كونه مكوّناً يمزج بين الدفء والعمق من دون أن يقلّ حماساً واندفاعاً. تفوح من مقدمته نغمات الفلفل الحار وتوت العرعر فيما القاعدة ترسو على الكشمير.
-Declaration L’Eau Cartier: ما يميّز هذا الإصدار عن سابقه أي "ديكلاراسيون" هو طابعه المنعش. لعلّه ليس الوقت المناسب للحديث عن العطور المنعشة، إنما لخريف دول الخليج مذاق مختلف، يتيح استخدم هذه الفئة من القوارير التي تنبض بالحمضيات. صدرت هذه القارورة في عام 2014، وهي تتميّز برائحتها الخشبية التابلية، إنما أضيفت إلى تركيبتها جرعة من الحمضيات، من الغريب فروت وعصير الليمون في ظل الحفاظ على الطابع الخشبي. إذ يحتوي هذا العطر على نغمات أخشاب الأرز ممزوجة بالفلفل الوردي والزنجبيل.
-Royal Oud Creed: من العطور المرموقة التي تخاطب الرجل الباحث عن التميز المطلق. فهذه القارورة الفاخرة، التي صدرت في عام 2011، تمثّل الكياسة بذاتها. تفيض بالكثير من دفء عطور الفوجير والأخشاب بفضل تركيبتها التي تحتوي على الكثير من المكونات ذات الجودة العالية! تستهل شذاها بنغمات الليمون الحامض والفلفل الوردي والبرغاموت، لتتابع رحلتها مع أخشاب الأرز والغالبانوم، قبل أن ترسو على العود الهندي وأخشاب الصندل والمسك. قارورة مصممة للرجل الصلب، الكلاسيكي، المقدام.