"ريجيم الساعات".. إليكم آخر صيحات إنقاص الوزن
البحث عن سُبُل جديدة لإنقاص الوزن، والحفاظ على نمط حياة صحي، مسألة تتطوّر باستمرار وتخضع للتعديلات وآراء الاختصاصيين في علوم التغذية. في هذا الإطار، ومن بين التقليعات الجديدة التي ستجتاح الموسم المقبل في عالم التغذية، الريجيم المرتبط بالوقت، أي ما يطلق عليه "ريجيم الساعات". فما هذا النظام الغذائي؟ لنتعرف معا إلى أبرز سماته:
هو نظام غذائي يركّز بالدرجة الأولى على توقيت تناول الطعام، بدلاً من الحدّ من أنواع المأكولات المستهلكة، أو ما تحتويه من سعرات حرارية. بمعنى آخر، الضوابط الرئيسة التي يفرضها هذا النظام، تتعلّق بعدد الساعات المسموح خلالها بتناول الطعام.
فالمرء الذي يتّبع نظاماً غذائياً مقيّداً بالوقت، لن يتمكّن من تناول الطعام إلا خلال ساعات معيّنة خلال اليوم، مقابل الصوم في الساعات المتبقية.
في هذا التقرير، نعرّفكم إلى هذا النظام الغذائي، وتأثيره في تعزيز حجم النسيج العضلي. كما نقدم نصائح للمبتدئين عن السبل المثلى لبدء هذا البرنامج الغذائي.
لدى اتباع هذا الريجيم، السؤال الأساسي لن يكون "ماذا آكل؟" بل "متى آكل؟".
أما الاجابة عنه، فترسم تلك "النافذة" التي يُسمح خلالها بتناول الوجبات الرئيسة والخفيفة المخصصة لليوم الواحد. النافذة هي الإطار الزمني الذي يمكن تحديده، تبعاً لنمط حياة المرء وتفضيلاته. وهذه مسألة تُدرس مع الاختصاصي الغذائي الذي يتابع حالتكم. إنما عموماً، تراوح نافذة تناول الطعام من 6 إلى 12 ساعة يوميا.
خارج هذه الساعات، لا يستهلك الشخص أي سعرات حرارية، إنما، ولتجنب الجفاف وأعراضه السلبية، يجب شرب الماء أو المشروبات الخالية من السعرات الحرارية باستمرار. في بعض خطط النظام الغذائي المقيدة بالوقت، قد يستهلك الناس القهوة أو الشاي غير المحلّى ومن دون اضافة أي كريم.
ريجيم الساعات والنسيج العضلي:
المؤكد أن الاستفادة من اتباع ريجيم الساعات، ليست بالمستوى نفسه لدى الجميع؛ فكل شخص يحقق مستوى معيّناً من حرق الدهون. إنما يبقى السؤال هل يؤثر هذا الريجيم في النسيج العضلي؟ عادة ما يتّبع الرياضيون نظاماً غذائياً يعتمد على البروتيينات، لتغذية النسيج العضلي، فيما هذا الـ"دايت" المقيّد زمنياً، لا يفرض أي إملاءات من هذا النوع. رغم ذلك هل من استفادة؟
بيّنت الدراسات، أن من يتّبع هذا النظام الغذائي، في ظل المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، يجد النتيجة المرجوّة. إذ وفي دراسة، شملت مجموعة من الرجال تراوح أعمارهم بين 28 و45 عاماً، اتّبعوا ريجيم الساعات مدّة 8 أسابيع. وقد حدّد المشاركون المدة المسموح فيها بتناول الطعام بثماني ساعات. فتبين بعد انقضاء هذه المدة، انحسار الكتلة الدهنية، من دون أن تتأثر الكتلة العضلية.
فوائد "ريجيم الساعات" وبعض النصائح لنتائج مثالية:
-من إيجابيات هذا الريجيم، كما ذكرنا، أنه لا يفرض جدولاً ضيقاً بالمأكولات المسموح بها وتلك الممنوعة. طبعاً هذا لا يعني الانكباب على تناول المأكولات غير الصحية المشبعة بالسكر والدهون. لكن بعد استشارة الطبيب المعالج وخبير التغذية، يمكن البدء فوراً به. إنما يُنصح بداية باتباع مبدأ التدرّج، أي حدّ ساعات الصوم، في الأيام الأولى، على أن تزداد تدريجاً. على سبيل المثال، الامتناع عن تناول الطعام من العاشرة مساء وحتى السادسة صباحاً، ثم زيادة هذه المدة، بمعدل نصف ساعة كل ثلاثة أيام، إلى حين الوصول إلى "النافذة" المطلوبة.
-من أبرز سمات هذا الريجيم، أنه يعزز القدرة على الحرق بفضل الصوم عدداً من الساعات، فضلاً عن أنه يسهم في تجديد الخلايا ومدّ الجسم بالطاقة. وفي حال التركيز على البروتيينات كالدجاج، والسمك والخضار، ستتمكنون من حرق مزيد من الدهون.
-عند التوقف عن تناول الطعام 16 ساعة متتالية، يجب شرب المياه الفاترة من أجل حرق مخزون الدهون بوتيرة أسرع، ومن ثم مدّ الجسم بالطاقم التي يحتاج إليها.
-لتخفيف الأعراض السلبية أو تجنّب الشعور المزعج بالجوع في الأيام الأولى، يُنصح بالنوم باكراً، أي نحو العاشرة مساءً، وتناول الوجبات الغذائية في الوقت المحدد لها كل يوم. هذا ما يعزز معدّل الاستقلاب لديكم.
-اللافت أن بعض الدراسات الحديثة، بيّنت أن "ريجيم الساعات" يمكن أن يساعد ليس على تخفيف الوزن فحسب، بل خفض خطر الإصابة بالأمراض الاستقلابية، مثل داء السكري. ومع ذلك، على الذين يعانون مرض السكري، أو غيره من المسائل الصحية، التحدث إلى الطبيب، قبل تجربة هذا النوع من النظام الغذائي.
-لنتائج مثالية، من المستحسن ممارسة الرياضة مع اتباع هذا النظام، ما يسهم في تحقيق المزيد من النتائج المرجوة.
-اتباع هذا الريجيم لا يعني الحرمان من تناول العشاء برفقة الأصدقاء، إذ يمكن القيام باستثناءات بسيطة من وقت إلى آخر.