بحثاً عن المعطف الرجالي الأيقوني.. جولة في خبايا السينما العالمية
انطلاقاً من أن الأزياء التي يرتديها المرء، تمثل أحد أساليب التعبير عن شخصيته وتفضيلاته وذوقه عموماً، ارتأينا ان نعرض لكم بعضاً من أجمل المعاطف الرجالية في تاريخ السينما. إذ عندما يأتي الحديث عن انتقاء المعطف الأيقوني، لا يُمكن أن ننكر أن الشاشة، وبما تحمله إلينا من قصص وحبكات وممثلين، تشكل مصدر إلهام للكثير من الرجال. ففضلاً عن معطفَي الممثل ريتشارد غير في "أميركان جيغولو" ودانييل كريغ، في سلسلة أفلام العميل جيمس بوند، يبقى هناك الكثير من الإطلالات التي تستحق أن نستعيدها معاً في هذا التقرير؛ فتعالوا في جولة سريعة بين أروقة الأفلام السينمائية التي لا يمكن أن يمحو الزمن جمالها، مهما طال.
1-معطف روبرت ريدفورد في "Three days of the Condor": يؤدي ريدفورد دور جو تورنر وهو مثقف، تحوّل جاسوساً لمصلحة وكالة الاستخبارات الأمريكية. وفي أحد الأيام العادية، يُصدم لدى عثوره على زملائه جثثاً هامدة في المكتب. بعدها، يخوض مغامرة للنجاة بحياته ولمحاولة اكتشاف الفاعل وسبب تورط الوكالة نفسها في مقتل هؤلاء. تدور أحداث الفيلم الذي أطلق عام 1975، وسط جو قارس، يرتدي فيه ريدفورد معطفاً أسود أيقونيا يتمتّع بصفين من الأزرار وبياقة مرتفعة، تغلّف العنق وتحيطه بهالة من الغموض الآسر.
2-معطفا بول ماكغان وريتشارد غرانت في "Withnail and I": يؤدي النجمان دور ممثلين عاطلَيْن عن العمل، يتشاركان العيش في شقة في عام 1969، لتمضية عطلة سرعان ما يتبين أنها كارثية. فيلم من الكوميديا السوداء، يطل فيه الممثلان بمعطفين، نشهد حالياً عودتهما القوية إلى الواجهة. إذ يصل التصميم عموماً إلى أعلى الكاحل ويتمتع بخطوط، تُبرِز الأحجام والأشكال المنتفخة نسبياً. كما يزين الممثلان عنقيهما بوشاحين سميكين، يستريحان عند حدود كتفيهما.
3-معطف آلان دولون في "Indian Summer": يعود هذا الفيلم إلى عام 1972، حينها اضطلع هذا النجم بدور أستاذ في الشعر والأدب، يصل إلى مدينة ريميني، ليحلّ أستاذاً بديلا في مدرسة عليا مدة أربعة أشهر. هناك تبدأ أحداث القصة وسرعان ما يجد نفسه يقع في غرام تلميذته البالغة من العمر 19 عاماً، في موازاة مواجهته مشكلات مع شريكته التي تعاني اكتئاباً نفسياً. في هذا العمل السينمائي، يرتدي دولون معطفاً بلون بني الكاميل وبتصميم متضخّم، يُبرِز قامته وجاذبيته. أما الياقة فتأتي عريضة وتتمتع برأس مدبّب. ومن الحيل التي يمكن تعلّمها من أسلوبه الآسر، هو تنسيق هذا المعطف الكلاسيكي مع كنزة بياقة مرتفعة.
4-همفري بوغارت في "Casablanca": من الأعمال الكلاسيكية على صعيد السينما العالمية، يعود تاريخ إطلاقه إلى عام 1942. يؤدي فيه همفري بوغارت دور مغترب أمريكي، يتحتم عليه الاختيار بين حبه سيدة متزوجة رجلاً يشغل منصباً في المقاومة التشيكية، ومساعدتهما على الهروب من الدار البيضاء التي تسيطر عليها قوات الفيشي، ومواصلة قتاله للنازيين. في هذا العمل الدرامي المحوك جيداً، يرتدي بوغارت معطف الترانش من "بربيري"، الذي كما بات معروفاً، صمّم أساساً للعسكر الذين يحاربون في الخنادق. يتمتع بياقة عريضة وبطيّة مزدوجة من الأمام، فضلاً عن حزام عريض مربوط بإحكام. في هذا العمل، تعزّزت شهرة هذا المعطف الأيقوني الذي لا يتخطاه الزمن، ورحنا نراه في كثير من الأفلام الأخرى.
5-معطف جاك نيكلسون في "Carnal Knowledge": أطلق هذا الفيلم في عام 1971، وهو يعرض نظرة زميلين على مقاعد الدراسة تجاه المرأة. يمثل فيه جاك نيكلسون وآرت غارفونكل اللذين يرتدي كل منهما تصميماً معيناً من معطف الدافل الإنكليزي الذي يتمتع بأزرار مستطيلة وبارزة. تصميم يلائم الأجواء الأوروبية الشتوية والقارسة.
6-هاريسون فورد وريان غوسلينغ في "Blade Runner": هناك نسختان من هذا الفيلم المشوّق، إنما العامل المشترك الذي يهمّنا الحديث عنه هنا، هو المعطف الذي سرعان ما خطف الأضواء وأحاديث متابعي الموضة على صعيد السينما. اضطلع فورد بالدور الرئيس في هذا الفيلم في عام 1982، فيما تلاه غوسلينغ عام 2017. الأول ارتدى معطفاً بنياً طويلاً، ينسجم والأجواء الحالكة المسيطرة على الفيلم. أما غوسلينغ فكان معطفه الجلدي المعالج على نحو جعل الياقة تبدو مزيّنة بلمسات من الفرو، في غاية الأناقة المسترخية إلى درجة عدم المبالاة. ولعلّ هذا العنصر الذي جعل معطف هذا الممثل الحاصد جوائز عدّة، أشهر من نار على علم.