ما هو الطلاق الصامت وأسبابه وكيفية التخلص منه؟
الوحدة أمر مُحبط، وإذا كنت تشعر بها في علاقتك مع شخص تحبه كثيراً فلن يكون هناك كلمات تكفي لوصفها وشرح حقيقة ما تشعر به. وجودك في نفس المنزل مع شخص تشعر بأنك غريب عنه رغم ما بينكما من ذكريات وتفاصيل حميمية قد يدفعك إلى الجنون، وهو ما يُطلق عليه اسم «الطلاق الصامت».
ما هو الطلاق الصامت
الطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي هو ما يحدث عندما يكون الزوجان يعيشان في منزل واحد ولكنهما منفصلان تماماً عن بعضهما، ولم يعد بإمكان الاثنين التواصل مع بعضهما، فلم يعد بينهما أي علاقة جسدية أو عقلية، ببساطة يصبحان زوجين أمام الآخرين، ولكن في حقيقة الأمر حياتهما تغدو باردة ويغيب عنها الحب والرضا.
الطلاق الصامت في الإسلام
الطلاق الصامت أو الانفصال العاطفي ما هو إلا الهجر، وحسب الشريعة الإسلامية فإن الهجر وسيلة للإصلاح وتقويم السلوك، وهو الوسيلة الثانية التي يُنصح باللجوء إليها بعد الوعظ، ويشمل الهجر في الفراش أو الكلام «الخصام»، ولكن بشرط ألا يزيد على ثلاثة أيام إذا كان الزوجان في بيت واحد.
وفي حالة استمرار الأمر بين الزوجين، ولم يجد أحدهما أي وسيلة لإنهاء المشاكل المترسخة بينهما، والتخلص من هذا الفتور الذي أصاب علاقتهما، فهنا سوف يكون من الأفضل اللجوء إلى أبغض الحلال وهو الطلاق والانفصال النهائي.
الطلاق وأثره على الأبناء
لا يوجد أدنى شك في أن علاقة الأبوين لها تأثير قوي ومباشر على الأبناء، فهي المرجع الأول والرئيسي الذي يتعلم منه الأبناء كيفية التعامل مع المشاكل العاطفية والأمور الرومانسية.
إذا كانت علاقة الأبوين سيئة وبها فتور فسوف يلاحظ الأبناء ذلك، وسوف يؤثر الأمر على شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم والمحيطين بهم، حسبما تؤكد الكثير من الأبحاث والدراسات. وقد كشفت العديد من الدراسات وإحصائيات الرأي أن الأطفال الذين يتربون في كنف عائلة تعاني من مشاكل زوجية وعاطفية فإنهم يكونون أكثر اضطراباً وغير مستقرين نفسياً، ويكونون أكثر عرضة للانفصال عن أزواجهم.
وفي الوقت نفسه، تؤثر المشاكل الزوجية مثل الانفصال التام أو الطلاق الصامت على قدرة الأبناء على التحصيل والدراسة، وتضعف قدرتهم على التركيز، وتجعلهم يشعرون بالتشتيت.
مخاطر ومحاذير الطلاق الصامت
الطلاق الصامت ما هو إلا مُسمى آخر للشعور بالوحدة. الشعور بالوحدة له العديد من الآثار الضارة على صحتنا العقلية، وتضعف قدرتنا على التركيز وتشتت انتباهنا طوال الوقت.
وحسب الدراسات، فإن الشعور بالوحدة يضعف نظامنا المناعي، ويجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كذلك قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ما يجعل أعمارنا أقصر.
وقد تؤدي زيادة الشعور بالوحدة إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق الشديدين، ويتسبب في تشويه صورتنا الذاتية عن أنفسنا وعن حياتنا وعلاقتنا.
7 طرق تساعدك على إقامة علاقات زوجية رائعة بعد الزواج لسنوات طويلة
علامات الطلاق الصامت
قبل أن تتفاقم الأمور وتصل إلى نقطة لا يمكن الرجوع عنها، بإمكانك الاعتماد على بعض العلامات التي توضح أنك وشريك حياتك قد بلغتوا مرحلة الطلاق الصامت، ومنها:
غياب الحميمية
هل تتذكر آخر مرة شعرت فيها بالحميمية مع شريك حياتك؟ إذا أخذت وقتا للإجابة على هذا السؤال فهذا يعني أن علاقتك الزوجية في مشكلة. غياب الحميمية في العلاقة الزوجية دليل قاطع على حدوث الطلاق الصامت، ربما يكون غيابها نابع عن ضيق الوقت وكثرة انشغالاتك، أو ربما لفقدان الاهتمام بها.
التوقف عن المشاركة
مشاركة الأمور البسيطة من أساسيات العلاقة الزوجية الصحية، مثل التحدث إلى بعضكما على الهاتف وإطلاع كل منكما الآخر على ما جرى في يومه. الزوجان اللذان يتمتعان بعلاقة زوجية جيدة لا يُخفيان شيئا عن بعضهما، ويكونون حريصين دائماً على مشاركة كل شيء مع بعضهما، وحدوث غير ذلك يعني أنهما يعانيان من مشكلة.
تنسى الأيام المميزة
ربما تتذكر مواعيد الاجتماعات الضرورية التي عليك حضورها، وتذكر جيداً الجدول الزمني الخاص بالتمرينات الرياضية الخاصة بأبنائك ولكنك لا تتذكر يوم عيد ميلاد زوجتك، أو ذكرى زواجكما، وغيرها من الأيام المميزة والمناسبات الخاصة بكما. نسيان هذه الأمور يعني أنكما فقدتما الاهتمام، وبأن الفتور تسلل إلى علاقتكما.
كيف يؤثر الزواج عبر الإنترنت على استمرارية العلاقة بين الطرفين؟
شريك حياتك لا يطلب منك أي شيء
إذا كان شريك حياتك مُتردد في مطالبتك بمساعدته، وإذا توقف عن اللجوء إليك فهذا يعني أنه يشعر بالوحدة، وبأنك أصبحت غريباً عنه. عندما تقل درجة اعتماد الزوجين على بعضهما، فهذا يعني أن علاقتهما تعاني من خطب ما، وبأن هناك مشكلة حقيقية يجب حلها.
حل الفتور بين الزوجين
إنهاء الطلاق العاطفي يتطلب الكثير من الجهد ويحتاج إلى الكثير من العمل، وإذا قررت منح علاقتك الزوجية فرصة أخرى واستعادة ما فقدته من شغف فعليك القيام ببعض الأمور والتي من بينها:
كُن صاحب الخطوة الأولى
إذا كنت تشعر بالوحدة، فمن المُحتمل أن يكون شريك حياتك يشعر بالأمر نفسه، ولكنه مُحتجز مثلك داخل دائرة من المشاعر المُعقدة ويتعامل مع الصمت باعتباره أفضل شيء للتعامل مع المشاكل الحالية، ويعجز عن كسر هذا الجمود. وهنا سوف يكون من الأفضل أن تكون صاحب المبادرة وتقوم بالخطوة الأولى كي تخرجا من هذه الغرفة المُظلمة. تستطيع فعل ذلك من خلال سؤالها عن آرائها في شيء تهتمان به، وتؤكد لها بأنك تهتم حقاً بها، وأنك تستمع لما تقوله لك.
لا تتوقع أن يتلاشى الصمت فوراً وأن تنتهي المشكلة بسرعة، الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، ويتطلب القيام بالعديد من الأمور كي ينكسر الحاجز بينكما.
7 طرق تساعدك على إقامة علاقات زوجية رائعة بعد الزواج لسنوات طويلة
اعثر على الاهتمامات المُشتركة
إذا كان شريك حياتك يجلس في الغرفة المُقابلة يشاهد برنامجه المُفضل اذهب واجلس إلى جانبه، وأظهر اهتمامك بما يشاهد، واسأله عما يحدث وماذا يجري، وناقشه فيما شاهدتماه بعد انتهاء العرض.
كذلك بإمكانك اقتراح القيام ببعض الأنشطة معًا، مثل المشي أو الجري، أو ممارسة رياضة اليوجا أو التأمل، أو مشاهدة شريط حفل زفافكما مع أبنائكما، أو قوما بطهي وجبة لذيذة للعائلة.
ضع نفسك مكان شريك حياتك
حاول أن ترى الأمور من منظور شريك حياتك، وأن تضع نفسك مكانه وتفكر فيما يفكر فيه كي تتمكن من تقريب المسافات بينكما، بهذه الطريقة سوف يكون الخروج من دائرة الصمت وكسر الحاجز بينكم أمر أكثر سهولة وبساطة.