كيف هزت خاصية «التعلم الآلي» عرش ويليام شكسبير؟
الذكاء الاصطناعي لا يكف عن إدهاش المرء يوما بعد الآخر، هذه المرة تعلق الأمر بالكاتب المسرحي الشهير ويليام شكسبير، حيث فجر Petr Plecháč باحث من جامعة العلوم التشيكية مفاجأة بقوله إنه توصل بالدليل القاطع إلى أن شكسبير لم يكتب مسرحة هنري الثامن بمفرده.
أول من توقع الأمر كان ناقدا في القرن التاسع عشر
Plecháč استند في زعمه لقصة تاريخية هي التي دفعته للتوصل لاستنتاجه، مفادها أن ويليام شكسبير كان معروفا بكتابته للمسرحيات نيابة عن شركة King’s Men والتي كانت تنظم تلك المسرحيات على ضفاف نهر التايمز الشهير، ولكن الشركة احتاجت إلى بديل عقب وفاة شكسبير ما جعلها توجه ناظريها إلى جون فليتشر، أحد أفضل الكتاب المسرحيين آنذاك.
يتابع الباحث التشيكي سرد القصة قائلا: جيمس سبيدينج وهو ناقد ومحلل أدبي، لاحظ عام 1850 تشابها لافتا بين المسرحيات التي ألفها فليتشر، وبعض مقاطع مسرحية هنري الثامن لويليام شكسبير، فذهب Spedding إلى ترجيح الظن أن الاثنين تعاونا معا في كتابة تلك المسرحية، مستشهدا بمراجعة الخصائص اللغوية وأسلوب مسرحيات فليتشر ومقارنتها بـ«هنري الثامن» وظهور بعضها في المسرحية.
من هنا جاءت فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لبيتر بليشاك الباحث التشيكي لحسم هذا الفرض الشائك، شارحا بأن الموضوع برمته يمكن حله بواسطة خاصية التعلم الآلي لمعرفة مؤلف كل كلمة أو مقطع في المسرحية.
كيف تعمل الخوارزمية لتحديد كاتب «هنري الثامن»؟
طريقة عمل الخاصية، وفقا لبليشاك، عن طريق استخدام خوارزميات تعلم آلي، بتغذية التقنية ببعض مؤلفات الكاتبين لمدة سنوات لتدريبها وحفظ أنماط الكتابة الخاصة بكلا منهما، ثم تدريجيا يتم تزويدها بأعمال أكثر للتعرف عليها، يليها مجموعة أصغر في كتابات شكسبير وفليتشر للتأكد من وصول التقنية للدقة المطلوبة للتفرقة بينهما، مع مراعاة تزويد الخاصية بأعمال للكاتب بنفس النمط لأن أي كاتب قد يتغير أسلوبه الأدبي على مدار مراحل حياته.
عقب انتهاء الخوارزمية من تعلم النمط الخاص بكل مؤلف على حدة، عن طريق الاستعانة بأكثر الكلمات استخداما وأسلوب السرد وإيقاع الأحداث وغيرها من فنون الأدب، يصبح بمقدورها التعرف على أسلوب الكتابة وتحديد كاتبها في نصوص لم ترها، بليشاك في ذلك السياق درب الخوارزمية على أسلوب الكاتبين بإطلاعها على مسرحيات جون فليتشر مثل مونسور توماس وفالنتينيان، إضافة إلى مسرحيات من ضمنها مأساة كوريولانوس وهنري الثامن الخاصين بويليام شيكسبير.
من كتب مسرحية هنري الثامن؟
تلك الأخيرة مثار الجدل، فعندما طُلِب من الخوارزمية تطبيق التجربة على مسرحية هنري الثامن بواسطة تقنية rolling window، والتي تقوم بالمرور على كامل النص الموضوع أمامها لتحديد كاتبه، حدثت المفاجأة التي رجحها Spedding قبل ما يزيد على قرن ونصف القرن من الزمان، بإشارتها إلى أن فليتشر شارك بالفعل في كتابة ما يقرب من نصف المسرحية الأشهر لويليام شكسبير «هنري الثامن».