مواقفنا راسخة وإنجازاتنا مستمرة وجهودنا متواصلة.. النص الكامل لخطاب الملك سلمان
ألقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، خطابه السنوي، في مقر مجلس الشورى، في مستهل أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى.
وقال خادم الحرمين الشريفين، إن نهج المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس قائم على تطبيق شرع الله، وعلى أسس الوحدة والتضامن والشورى، وإقامة العدل واستقلال القرار.
وأضاف الملك سلمان، «نحمدالله على ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية؛ جعلت من بلادنا مصدر فخر وعز لنا جميعاً».
الخطاب السنوي لخادم الحرمين
وأكد خادم الحرمين الشريفين، أن المملكة تسير بعون الله في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات؛ من خلال رؤية 2030 بجميع محاورها التي ترتكز على النمو الاقتصادي، واستدامته في المجالات كافة.
وتابع الملك سلمان: «زيارتنا لعدد من مناطق المملكة خلال العام المنصرم استمراراً للقاءاتنا المستمرة مع أبنائنا وبناتنا المواطنين ومتابعتنا لاحتياجاتهم وتدشين مشاريع تنموية فيها».
واستطرد خادم الحرمين: «حرصنا على المضي قدماً في المشاريع التنموية، وخلق مجالات اقتصادية جديدة دليل على عزم الدولة الراسخ على تحقيق أهدافها بتنويع قاعدة الاقتصاد واستثمار المتغيرات الاقتصادية لبناء مكتسبات وطنية جديدة، سيكون المواطن فيها الهدف والرافد».
وأضاف خادم الحرمين، «شرف الله المملكة بأن جعلها حاضنة الحرمين الشريفين، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن على رأس أولويات رؤية 2030، والذي نجح في استضافة أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين»، مؤكدًا «نسعى لأمن وطمأنينة الحاج والمعتمر منذ وصوله وحتى مغادرته».
وشدد الملك سلمان، على أن مكانة المملكة الرائدة ستظل مرتكزاً أساسياً في سياستها الخارجية، مؤكداً مواقفها الراسخة من القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب والمسلمين الأولى، مضيفًا «نسعى لمواصلة جهودنا لمواجهة ما يحدث بأمتنا العربية والإسلامية».
وأشار إلى أن المملكة تتقدم بخطى ثابتة في سبيل تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي، مضيفًا «عازمون على تنفيذ جميع الإصلاحات الداعمة لنمو اقتصادنا».
كلمة خادم الحرمين في مجلس الشورى
ولفت إلى أن المملكة تعرضت لـ 286 صاروخاً باليستياً و289 طائرة مسيّرة ولم يؤثر ذلك على مسيرة المملكة التنموية ولا حياة المواطنين والمقيمين فيها بفضل من الله ثم بفضل بمنسوبي قطاعاتنا العسكرية والأمنية".
وتابع: «نفخر بشهداء الواجب والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل العقيدة والوطن، ونؤكد أن أسرهم ستظل دوماً موضع عنايتنا واهتمامنا».
وأكد الملك أن الدولة تواصل بذل الجهود لإيجاد فرص عمل للمواطنين والمواطنات وخفض معدل البطالة، وقد قطعنا خطوات كبيرة في تطوير القدرات البشرية وتهيئة شباب الوطن ذكوراً وإناثاً لسوق العمل.
وأضاف خادم الحرمين «سنواصل جهودنا في تمكين المرأة السعودية ورفع نسب مشاركتها في القطاعين العام والخاص، ونشير بكثير من الاعتزاز لارتفاع نسبة مشاركة المرأة من 19.4% بنهاية عام 2017 إلى 23.2% بنهاية النصف الثاني من عام 2019».
وقال الملك سلمان «نؤكد حرصنا واهتمامنا بتنمية أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة ودعم رواد الأعمال، ونشهد هذا العام ارتفاعاً في أعداد المنشآت بنسبة 13% ونمو حجم إقراضها، ونواصل تشجيعها لرفع حصتها في المشتريات الحكومية».
وأِشار إلى أن إعلان طرح جزء من أسهم أرامكو سيتيح للمستثمرين داخل المملكة وخارجها للمساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم؛ مما يؤدي إلى جلب الاستثمارات وخلق آلاف الوظائف، ويعزز من حجم السوق المالية السعودية.
وكشف خادم الحرمين الشريفين، عن أن البيانات تُظهر ارتفاع معدلات الإيرادات غير النفطية بنحو 15%، وارتفاع معدل النمو للناتج المحلي غير النفطي خلال الربع الثاني من هذا العام بنسبة 3% مقارنة بمعدل نمو 2.5% في الربع الثاني من عام 2018.
وأكد الملك، أثناء خطابه السنوي في مقر مجلس الشورى، أن المملكة تواصل جهودها المشرفة في نصرة الشعب اليمني العزيز، كما تواصل المملكة دعمها لجهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مضيفًا «نأمل أن يفتح اتفاق الرياض الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث».
وأشار خادم الحرمين، إلى أن المملكة عانت من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه التي وصلت مؤخراً إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمدة لتقويض كل فرص السلام والأمن في المنطقة.
وأوضح أنه «على النظام الإيراني أن يدرك أنه أمام خيارات جدية وأن لكل خيار تبعات سيتحمل هو نتائجها، والمملكة لا تنشد الحرب لأن يدها التي كانت دوماً ممتدة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان».
وأضاف «نأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة، وأن يدرك أنه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب».
وتابع الملك سلمان: «يحق لنا أن نفخر اليوم بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تمت مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل والأدوات ليعود الاعتدال والوسطية سمة تميز المجتمع السعودي»، مضيفًا «بقدر ما نفخر بماضينا المجيد لنفخر اليوم بهذا الحاضر الذي يتجسد في عزم شبابنا وشاباتنا وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بإباء وثقة».