• متجر فارم أول تطبيق الكتروني لبيع وتوزيع الخضار والفواكه في السعودية.
• عملنا ليل نهار ونجحنا بفضل الله ثم مجهودنا وعدم الخجل من العمل.
• وفرت بيئة في التطبيق لا يمكن الحصول عليها في أي محل خضار تقليدي.
• أدعو الشباب للتخلي عن فكرة الوظيفة والتوجه للعمل الحر..
• بالإصرار والعزيمة تصبح أحلامك حقيقة.
تتعدد قصص النجاح وتختلف باختلاف أساليبها وأدواتها وأشخاصها، نحن اليوم أمام قصة جديدة لرائد الأعمال السعودي الشاب محمد سعيد آل كامل، مؤسس تطبيق فارم، وشريك مؤسس موقع إلكتروني (عين_عسير)، الشاب الذي تمكن من تأسيس أول تطبيق إلكتروني سعودي لبيع الخضار والفواكة عن طريق الإنترنت، يقدم خدماته للزبائن في كل أنحاء السعودية.
ولكن كيف بدأ؟ وفي أي بيئة وبأي أدوات ومحفزات؟ وكيف تمكن من تذليل العقبات؟ هذا ما حاولت مجلة "الرجل" استقصاءه في اللقاء مع رائد الأعمال الشاب محمد سعيد آل كامل.
النشأة والبيئة
نشأ محمد آل كامل، في بيئة زراعية كان جده مزارعاً ولديه أرض زراعية في منطقة عسير كان يزرعها ويحصد خيرها، ويقول محمد "مثل أي شاب، بدأت حياتي بالدراسة النظامية من الابتدائي إلى الجامعة، وتخرجت في جامعة الملك خالد قسم إدارة أعمال، وحصلت على عمل في إحدى الوظائف بشركة من شركات القطاع الخاص".
ويكشف آل كامل، بأن راتبه في الوظيفة كان جيداً ويستطيع من خلاله الزواج وتأسيس أسرة، لكن طموحه لم يتوقف عند حدود الوظيفة.
شغفه بالعمل الحر ، وعشقه الدائم للتطوير والمثابرة، جعلاه يترك العمل بالشركة ويقدم استقالته. وتفتّق ذهنه عن مشروع للبدء بفتح محل لبيع الخضار والفواكة، لكن قبل البدء بالمشروع قام بدراسة جيدة جداً للسوق، عبر عمله على إحدى منصات بيع الخضار في السوق، فعرف الأسعار والأنواع المختلفة واكتسب خبرات عدّة، ثم افتتح المحل بمشاركة عدد من أصدقائه.
متجر فارم
ويعدّ متجر فارم أول برنامج إلكتروني على الإنترنت ابتكره محمد آل كامل وأصدقاؤه، لبيع وتوزيع الخضار والفواكه في جميع أنحاء المملكة، وهو أول تطبيق خضار وفاكهة في المملكة، بفكرة وتصميم وتنفيذ سعودي، خاصة مع ظهور وانتشار كثير من مشاريع (الترك فود) بين الشباب السعوديين ومعظمها تجهيز الوجبات السريعة وبيعها.
بداية الفكرة
وعن البدايات وكيف تمت ترجمة هذا الحلم إلى واقع، بطريقة احترافية لجذب الزبائن يقول الشاب محمد آل كامل "بدأت هذه الفكرة تتبلور في ذهني عندما شاهدت سيطرة العمالة الوافدة على محال بيع الخضار والفواكه، وصعوبة دخول الشباب السعودي ومنافستهم في هذا المجال، أصبحت خضارنا، وما ينتجه وطننا من محصول زراعي مدعوم من الدولة، تذهب فائدته إلى العمالة الوافدة التي أصبحت تتحكم في أسعار منتجاتنا الزراعية، وتفرض إرادتها ومصلحتها المادية على المزارعين" .
وأضاف أنه قرر المساهمة بفكرة لتقديم خدمة عصرية للمواطنين، ومنافسة احتكار العمالة لهذا القطاع، والدفع في الجهود لسَعوَدَة الخضار والفواكه التي كانت هناك محاولات لتطبيقها إلا أن مصيرها كان الفشل.
الدراسة من الواقع
يقول محمد: رغم أنني أنتمي لبيئة زراعية، ولكن مع توافد العمالة الأجنبية أصبحت مهنة الزراعة غير مجدية، بسبب سيطرة العمالة على كل المحاصيل، وعدم قدرة المزراع السعودي على مواجهة المنافسة.
شغف محمد بالزراعة دفعه للتعلم كيفية التفريق بين المحاصيل، رغم حداثة سنه، وبعد ترك الوظيفة اتجه للعمل في سوق الخضار والفاكهة، وخاض حربا وصفها بالـ "شعواء" بمواجهة المسيطرين على السوق، لكنه استطاع بمساعدة أصدقائه الدخول إلى السوق والتغلب على العقبات، وقد تعلم كل أعمال البيع والشراء، وطريقة الفرز والحصول على أعلى جودة بأقل سعر .
النجاح والفشل
وعن عوامل النجاح، يرى محمد "أنه حين يتم البحث عن سبب نجاح أو فشل أي مشروع، يجب أن يكون البحث مرتكزاً على دراسة وفهم وتفكير عقلية الفئة المستهدفة منه، ولذا وجدت أن سبب فشل سَعوَدَة الخضار سابقاً، هو عدم إحاطة المسؤولين عن إصدار هذا القرار، بأفكار الشباب ورغباتهم وهواياتهم، وإلا كيف نفسر نجاح شبابنا في مشروع (متجر فارم) بالرغم من مشاق هذا العمل والتعب الذي يواجهونه في تجهيز الوجبات، وفشل الآخرين في مجال بيع الخضار الذي لا يحتاج إلى أي مهارة فنية".
ويواصل قائلاً : قررت أن أواكب نجاح شبابنا في تجربة (متجر فارم) بالتفكير في إنشاء برنامج إلكتروني، مستعيناً بما لدينا من خبرة طويلة في مجال الحاسب الآلي، وبرامج الكمبيوتر في بيع الخضار والفواكه، أن أصمّم وأنفّذ هذا البرنامج الأول من نوعه على مستوى المملكة، مراعياً في ذلك توفير بيئة عمل مناسبة للشباب، وتوفير مميزات لعملاء البرنامج لا يمكن الحصول عليها في اي محل خضار تقليدي.
طرق جذب العميل
وأوضح آل كامل، أنه بعد عمله في السوق بدأ بتأسيس محل لبيع الخضار والفاكهة، بالتعاون مع أصدقائه السعوديين، ونجحت الفكرة، بعد أن تقدم بمشروعه مع دراسة الجدوى له لبنك التنمية الاجتماعية، وبرنامج بادر اللذين ساعداه بالخبرات والتمويل، وتقديم الدورات التدريبية وتشجيعه، حيث كون فريقاً للعمل من الشباب السعودي المكافح.
ويضيف "واصلنا العمل ليل نهار، إلى أن نجحنا بفضل الله ثم مجهودنا جميعاً، وعدم الخجل من العمل وقد اجتهدنا كثيراً في ابتكار طرق تجذب العميل، بحيث يطلب العميل الخضار او الفاكهة أو كليهما معاً، وتتم خدمته وتوصيل كل منتجاتنا لعملائنا بكل سهولة"، وكشف آل كامل: "استكمالاً لرغبتنا في التميز، قمنا بتغليف الخضار وتعليبها بأحجام مناسبة للأسر الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وحفظها داخل ثلاجات، خصّص الجزء الأمامي منها لها، حيث تم تزويدها بأجهزة تبريد حديثة ومتطورة. كما تم عزلها بمادة الفوم وبسماكة 10 سم، لتحفظ البرودة داخلها وتحمي الخضار من التلوث".
تخلوا عن فكرة الوظيفة
في ختام حواره لفت محمد آل كامل إلى أنه صمّم برنامج متجر فارم @FARMMTJR، كما أنه شريك مؤسس موقع @3SEEREYEعين_عسير، وهذه مشاريعه التي يعتزّ بها، فقد بذل الجهد الكثير ، بمشاركة زملائه للوصول إليها، وهو يدعو الشباب إلى التخلي عن فكرة الوظيفة وأن يتوجهوا إلى العمل الحرّ الذي هو هدف شباب المستقبل الذين يجب أن يكون لديهم حلم وإصرار وعزيمة، ويترجموا هذه الأحلامهم إلى واقع.
وأضاف بأن "الشباب السعودي لديه الرغبة بالعمل في جميع المجالات إذا وفرت له أسباب النجاح، وليس تفكيره منصباً على التوجه إلى العمل الحكومي فقط، إنما العمل الحرّ الذي تدعمه رؤية 2030".