ليبرا كوين.. لماذا يرغب فيس بوك في التحكم بالنقود والمال؟
مع إطلاق عملة ليبرا كوين من قبل Calibra التابعة لشركة فيس بوك، ندخل عصرًا جديدًا من المعالجة المالية وأكثر أهمية من البيانات والتحكم.
أعلن فيس بوك منذ أشهر عن نوع جديد من العملات بهدف أن يصبح عملة عالمية تستخدم ليس فقط على نظامها الأساسي ولكن في كل مكان.
هل يمكن أن تصبح عملة ليبرا أول عملة عالمية أم أن الناس سوف يبتعدون عن المراقبة أكثر من ذلك؟
في هذه المقالة، نتطلع إلى فهم إمكانات هذا المشروع ونوع التأثير الذي يمكن أن يكون له على الاقتصاديات وعلى بياناتك الشخصية.
-
عملة مختلفة عن بيتكوين تتوفر على مميزات تجعلها عملة عالمية
على عكس بيتكوين يتم تقديم ليبرا باعتبارها عملة معدنية مستقرة، مما يعني أن قيمتها مرتبطة بأصول مثل العملات الأخرى، وهو ما يعني أن السعر لن يتقلب مثل الجنون.
هذا مهم للغاية إذا كنت تبحث عن بناء عملة عالمية، سوف يكون هذا مطمئنا للكثير من الناس خصوصا وأن الغالبية لا يحبون بيتكوين ومنافساتها لكونها يمكن أن تفقد قيمتها سريعا كما تكتسبها أيضا.
بيتكوين غير مركزية تمامًا، مما يعني أنه لا يوجد كيان أو مجموعة واحدة تتحكم في مصيرها أو كيف يتطور المشروع.
عملة ليبرا تسوق لنفسها على أنها غير مركزية أيضًا، لأنه من أجل وضع توجيهات إستراتيجية، فإنها تتطلب تصويتًا بنسبة 50٪ فما أكبر من مؤيدي المشروع، كما تعلمون ... تتطلع فيس بوك لينضم إليها 100 شركة ضمن الشركات الأعضاء في المؤسسة التي تتخذ من سويسرا مقرا لها لكن حاليا خسرت 5 أعضاء مثل باي بال و فيزا وماستركارد وايباي.
-
تأثير عملة ليبرا وأكبر شريحة بحاجة إليها
إذا كنت تعيش في العالم المتقدم، فقد لا يبدو هذا المشروع كبيرًا بالنسبة لك، نظرًا لأنك تمتلك بالفعل بعض أو أقل من الوصول إلى بعض إصدارات هذه الخدمة.
في الدول المتقدمة تثق الشعوب في الغالب في أن الحكومة لن تفسد الأمور بشكل سيئ للغاية، فالدولار الأمريكي أو اليورو شكلان مستقران للغاية من العملات ولا يمكن توقع انهيارهما بشكل كامل كما يحدث مع عملات دول أخرى.
كل ما يجب أن تعرفه عن عملة ليبرا Libra المعلن عنها من فيس بوك
ليس هذا هو الحال بالنسبة لجزء كبير من العالم، إذا كنت تتطلع إلى دول مثل تركيا وأوكرانيا والأرجنتين يمكنك أن ترى أن التضخم يمثل مشكلة حقيقية، وهذا يعني أن المال يفقد السلطة بسرعة.
لكن هذه الدول لا تزال تحاول إبقاء الأمور تحت السيطرة، إنها في الواقع واحدة من أكبر المشكلات في العالم التي تحتاج إلى حل منطقي.
إذن المستخدمين من الدول الناشئة والصاعدة هم أكثر الأشخاص الذين يحتاجون إلى عملة مثل ليبرا، ومع توجه الدول الكبرى لحظرها ومنعها تراهن فيس بوك على أن تحقق نجاحات معها في الدول التي تعاني من التضخم.
-
مشكلة كبيرة ... أرباح ضخمة
مشكلة تبادل النقود في العالم والتضخم والمشاكل المالية ذات الصلة تحتاج إلى حل وهو ما سينقذ الملايين من الناس حول العالم.
بالنسبة للشركات مثل فيس بوك فهذه المشاكل تحتاج إلى خدمات وحلول تعمم على الشريحة المتضررة، ومصلحتها الأولى في ذلك أنها ستحقق أرباحا ضخمة من وراء تلك الخطوة.
على الرغم من أن ليبرا لن يتصرف كالبنك، مما يعني أنك لن تكسب مصلحة على أموالك، إلا أنها ستكون قادرة على الحفاظ على قيمة أموالك، وهو أمر كان مهم بشكل لا يصدق للمستثمرين من أمريكا الجنوبية وآسيا وخاصة الصين والذين يجبرون على ابقاء أموالهم خارج حدود البلد بسبب تقلبات العملات المحلية هناك، إنهم عادة ما يشترون ويحتفظون بالعقارات في مواقع رئيسية في جميع أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.
ليبرا ستوجه إذن ضربة قوية لقطاع العقارات وعوض أن يشتري أحدهم عقارات في الدول المتقدمة سيقدم على إبقاء نقوده في محفظة Calibra.
أما المصلحة الثالثة فهي أن الشركة ستضمن أن تتم معظم المعاملات بداخل منصتها وخارجها وعلى منصات أخرى بالعملة التي طورتها والتي يمكن أن تجمع بيانات مالية من ورائها وهو ما سيساعدها في نقل منصتها الإعلانية إلى مستوى جديد وغير مسبوق في عالم الإعلانات على الإنترنت.
ومصلحتها الثالثة هي أن المستخدمين حول العالم مستعدون للدفع مقابل استهلاك المحتوى وهذا مقابل التخلص من المحتوى الإعلاني والدعايات، وفي حالة تم إطلاق ليبرا فسيكون من السهل على الشركة تطبيق نظام اشتراكات مدفوعة أو رسوم مقابل الحصول على تلك المزايا، بل وربما إطلاق نظام للناشرين والمواقع الإلكترونية يكون تابعا لفيس بوك ويربح فيه الناشرين المال باستخدام عملة ليبرا.
إذا نجحت فيس بوك في تخطي المنظمين وغضب المشرعين وتشكيك الناس والرأي العام والمخاوف من مشروعها فستنتقل الشركة إلى مستوى جديد من الأرباح واستغلال بيانات المستخدمين.