رغم ريادتهما في المجال.. لماذا أبعد ستيف جوبز وبيل جيتس أبناءهما عن التكنولوجيا؟
كلما مرّ الوقت اكتشف علماء النفس مدى خطورة الهواتف الذكية على عقول المراهقين. ونصحت منظمة الصحة العالمية الآباء في الآونة الأخيرة بالحد من وقت استخدام الأطفال دون سن الخامسة للهواتف والأجهزة الإلكترونية، وعدم السماح لأبنائهم بالتعرض لهذه الأجهزة لأكثر من ساعة واحدة في اليوم.
ووجدت دراسات أخرى أنه كلما قلّت فترة التعرض لشاشات الهواتف الذكية فإن الحالة النفسية للأطفال والمراهقين تكون أفضل، ويكونون أكثر ثباتاً وأكثر قدرة على التركيز. كذلك وجدت أبحاث أخرى أن الأطفال الصغار الذين يتعرضون لوسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمون الهواتف الذكية بشكل متكرر أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب أكثر من أقرانهم الذين لا يفعلون ذلك.
ويقول جون كليمت ومان مايلز، مؤلفا كتاب "Screen Schooled: Two Veteran Teachers Expose How Technology Overuse is Making Our Kids Dumber": إن التحدث عن مخاطر استخدام الهواتف الذكية بدأ منذ عقد من الزمان. مؤكدين أن هذا الأمر يعرض الأطفال والمراهقين للعديد من المشاكل الصحية والنفسية.
أشار كل من كليمنت ومايلز إلى أن أقطاب التكنولوجيا في العالم، بيل جيتس وستيف جوبز، بذلوا مجهوداً كبيراً لكي يمنعا أبناءهما من استخدام الهواتف الذكية والتعرض للتكنولوجيا بصورة متكررة، كما أنهما نادراً ما يسمحان لأبنائهما باستخدام الأجهزة التي يبتكرونها.
ويتساءل المؤلفان عما يعرفه المسؤولون التنفيذيون في أكبر شركات التكنولوجيا ولا يعرفه المستهلكون! ويؤكدان أنهما يعرفان جيداً حجم المخاطر التي تصيب الأطفال والمراهقين من وراء كثرة استخدام وسائل التواصل التكنولوجية.
كيف إذا يحمي الرواد في عالم التكنولوجيا أبناءهم من الأجهزة التكنولوجية، بينما يعملون على بيعها للأطفال في جميع أنحاء العالم؟
مفاجأة.. ستيف جوبز مالك "آبل" يستخدم السحر والتعويذات للنجاح
محظورات وممنوعات
لدى بيل جيتس ثلاثة أبناء يحرمهم جميعاً من استخدام الأجهزة والهواتف الذكية حتى يبلغوا الرابعة عشرة من عمرهم، كذلك يُمنع تماماً استعمال الهاتف أثناء تناول الطعام، كذلك غير مسموح لهم باستخدام الهواتف قبل الذهاب إلى السرير مباشرة.
قال الرائد في مجال التكنولوجيا في أكثر من مناسبة، إنه يبذل مجهوداً كبيراً للحيلولة دون إصابة أبنائه بإدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة التكنولوجية. في المقابل يشجع جيتس أبناءه على قراءة الكتب والقصص وأداء الواجبات المدرسية، والاجتهاد في استذكار دروسهم، والبقاء على تواصل شخصي مباشر مع الأصدقاء وأفراد العائلة.
تجنب الأمراض النفسية والصحية
وقبل رحيله عن عالمنا، أكد ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، أنه يحد من استخدام الوسائل التكنولوجية في منزله، منعاً لإصابة أبنائه بمشاكل صحية ونفسية واجتماعية.
وأكد جوبز، في حوار صحفي اُجري معه قبل وفاته، بأنه يفرض الكثير من القيود على استخدام التكنولوجيا في المنزل، ويبذل مجهوداً كبيراً لمنع أبنائه من الوقوع في فخ إدمان الإنترنت والتعرض الدائم والمستمر لشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الأمور.
الترويج للأجهزة التكنولوجية في المدارس
بالرغم من منع أبنائه من التعرض للكثير من الوسائل التكنولوجية، يقول بعض الخبراء إن بيل جيتس يروج لاستخدام هذه الأجهزة في المدارس. وفي الوقت نفسه فإن جيتس عمل على تطوير الأجهزة ما يسمح لها بمساعدة الطلاب في البيانات التعليمية، وسعى إلى جعل الأجهزة التي تصنّعها شركته من أفضل الأدوات التي يمكن استخدامها في مجال التعليم.
في تدوينة نشرها مؤخراً، احتفل جيتس بفعاليات أقيمت في مدرسة بسياتل، تأخذ أهداف الطلاب الشخصية، مثل الرغبة بالالتحاق بكلية مُعينة، وتضع لهم الطريق للوصول إلى هناك. ويلعب المعلمون في هذه المدرسة دوراً أشبه بالمدربين، ويستخدمون الأجهزة الإلكترونية لمساعدة الطلاب على التخطيط لمستقبلهم.
وأعرب بيل جيتس عن أمله في مساعدة الشباب على تحقيق أقصى استفادة من مواهبهم من خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية.