أسسه الرسول بعد هجرته إلى المدينة المنورة.. أبرز معلومات عن "قباء" أول مسجد في الإسلام
يعد مسجد قباء واحدا من أشهر المساجد التاريخية في المملكة العربية السعودية، والذي يتمتع بمكانة عظيمة وقيمة كبيرة في التاريخ الإسلامي، فهو أول مسجد بني في الإسلام وأسسه النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم الأول لهجرته إلى المدينة المنورة - يثرب سابقاً - وخطه بيده بعد هجرته من مكة المكرمة، ويمثل مسجد قباء أكبر مساجد المدينة المنورة الذي يقع على طريق الهجرة الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بعد المسجد النبوي الشريف، فهو يبعد عنه حوالي أربعة كيلومترات.
وفي هذا التقرير نتعرف على أبرز المعلومات عن مسجد قباء وفضل الصلاة فيه.
سبب التسمية
يمثل مسجد قباء شاهدا على بداية الحضارة الإسلامية حيث بناه الرسول الكريم على مشارف المدينة المنورة من الناحية الجنوبية الغربية حيث اختار هذا الموقع لبناء المسجد فهو المكان الذي بركت فيه ناقته عندما وصلت إلى المدينة المنورة، وشارك في وضع أحجاره الأولى، بعد هجرته من مكة إلى المدينة، ومن ثم تابع بناءه الصحابة وكان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يحرص على الصلاة في مسجد قباء من حين لآخر واهتم المسلمون من بعده بعمارة المسجد والصلاة فيه.
ويعود تسمية مسجد قباء بهذا الاسم نسبة إلى إحدى الآبار الموجودة في إحدى القرى التابعة لبني عمرو بن عوف ويدعى "قبا" واختار الرسول الكريم هذا الاسم بعد أن مر على هذه القرية بعد وصوله إلى المدينة المنورة وقرر بناء مسجد فيها.
الموقع
يقع مسجد قباء جنوب غرب المدينة المنورة ويبعد عن المسجد النبوي مسافة تصل لحوالي أربعة كيلو مترات ما يعادل نصف ساعة من المشي، ويحرص العديد من الحجاج والمعتمرين على أن تكون زيارة مسجد قباء والصلاة فيه ضمن برنامج رحلتهم إلى المدينة المنورة.
برنامج سياحي في جدة.. طبيعة خلابة تسحر العيون (صور)
فضل الصلاة في مسجد قباء
خلال موسم الحج يحرص الحجاج على زيارة مسجد قباء في المدينة المنورة وذلك اقتداء بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولما لذلك من فضل عظيم، حيث ثبت في حديث متفق عليه أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يحرص على زيارة مسجد قباء والصلاة فيه، وكان يقصده من وقت لآخر وكان يختار أيام السبت لزيارته والصلاة فيه ركعتين، لحديث ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء تارة راكبا وتارة ماشيا فيصلي فيه ركعتين وكان يفعل ذلك كل يوم سبت. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ''كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكباً وماشياً، فيصلي فيه ركعتين'' رواه البخاري ومسلم.
وللصلاة في مسجد قباء فضل عظيم فهو أول مسجد أسسه الرسول على التقوى فقد قال الله تعالي: "لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ".
وفي حديث عن أسيد بن الحضير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة في مسجد قباء كعمرة. رواه الترمذي.
تطوير مسجد قباء
خضع مسجد قباء للعديد من التطويرات على مر العصور بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأهميته الدينية والتاريخية فقد اهتم الصحابة بترميم مسجد قباء وتطويره وتوسعته بداية من الصحابي الجليل عمر بن الخطاب الذي قام بزيادة عدد أبواب المسجد، إلى عثمان بن عفان الذي استبدل النخيل بالحجر بينما قام عمر بن عبد العزيز ببناء أول مئذنة للمسجد.
ظل مسجد قباء على حاله بعد التوسعة التي قام بها الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي لله عنه إلى العهد الأموي وحكم الوليد بن عبدالملك، وقد صُمم المسجد على أن يتوسطه فناء داخلي تفتح عليه جميع المداخل، وخصص الجزء الشمالي منه مصلى للنساء، وقام الوليد بن عبدالملك ببناء مجموعة كبيرة من المساجد والمباني الأخرى حيث شهد عصره تطورا كبيرا في العمارة ما جعل الوليد بن عبدالملك يطلب من ابن عمه عمر بن عبد العزيز الذي تولى حكم المدينة المنورة بأن يقوم بترميم مسجد قباء وتوسعته فقام عمر بن عبد العزيز بتطوير المسجد والذي شيد له مئذنة وأروقة واسعة قائمة على أعمدة حجرية.
أبرزها فرسان وجبل الصبايا.. تعرف على أهم الجزر السياحية في المملكة
واستمرت هذه التطويرات التي شهدها المسجد على مر العصور، إلى عصرنا الحالي حيث تم ترميم وتوسعة مسجد قباء في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- في عام 1405 هـ، وانتهت أعمال التوسعة عام 1407 هـ ، وقام الملك فهد بتوسعة مساحة مسجد قباء إلى الضعف حيث بلغت مساحة المصلى وحده 5000 متر مربع، وأصبح يحتوي على أربع مآذن وو56 قبة، بينما تم بناء ملحق به ليكون سكنا للأئمة والمؤذنين، كما يضم المسجد مكتبة كبيرة وأربع منارات وتصل مساحة أرض المسجد حوالي 13500 متر مربع، وتبلغ مساحة مباني مسجد قباء حوالي 5860 متراً مربعاً ما جعله يستوعب أكثر من 20 ألف مصلٍّ.