رجل الأعمال سلطان آل دبارة: لا أحد يضمن دخلك سوى عملك الحر.. كن قائداً لا مديراً
• العمل التجاري الحرّ أحد أهم عوامل تطوير المهارات الشخصية
• رجل الأعمال الناجح يسعى لاكتساب الحلفاء والمنافسين والخصوم
• تمويل الأفكار أسهل بكثير بعد الإيمان بها والإعداد الكامل لتحقيقها
لم يركن لكونه ابن عائلة تجارية كبيرة بمنطقة عسير، فاختار أن يشقّ طريقه بنفسه فحصل في 2010، على الشهادة الجامعية المتوسطة في تكنولوجيا هندسة القوى الكهربائية. ثم في عام 2013 حاز بكالوريوس العلوم التكنولوجية في هندسة الطاقة الكهربائية، واجتاز الكثير من الدورات في اللغة الإنجليزية والتدريب التعاوني والطاقة، ومهارات القيادة والإدارة المبتكرة من دول عدة.
بدأ المهندس سلطان مهدي آل دبارة القحطاني (32 عاماً)، حياته العملية أثناء دراسته فعمل في شركات عدة، ووصل إلى منصب الرئيس التنفيذي في عدد منها، وغدا مستشاراً صناعياً معتمداً، يؤمن بأن اكتساب الخبرات العملية المختلفة يأتي بالاحتكاك مع الخبرات العالمية والتدريب، وحضور الفعاليات والمعارض المختلفة بإنحاء العالم.
توقفت مجلة" الرجل" عند تجربة المهندس القحطاني، وحاورته في قضايا العمل الحرّ، وسبل نجاحه واستمعت إلى أهم ما في جعبته من نصائح للشباب.
منذ نعومة أظفاره
منذ نعومة أظفاره وهو يرى والده يعمل دون كلل أو ملل، ورأى نجاحاته الواحدة تلو الأخرى، فكان مصدر إلهامه. وحياته العملية هي نبراسه، وتعلم منه الاجتهاد في العمل ولم يكن طفلاً مدللاً، ولكن كان يصحبه إلى مقر عمله منذ الصغر، بل كان يكلفه بعض المهام في العمل، وكان يحاسبه عليها إما بالجزاء الحسن أو العقاب عند الخطأ أو الإهمال، فنشأ سلطان على تحمل المسؤولية، وظل يدرس ويعمل في الوقت نفسه. في الوقت الذي كان رفقاؤه وزملاؤه يلعبون ويلهون، كان سلطان يتعرف إلى الآلات والمعدات بمصانع عائلته، ويطلع على كل جزئية في كيفية تصنيع البويات والدهانات، بل إنه برع في فصل الألوان. وتعلم بعد ذلك طريقة تسويق هذه المنتجات.
تجربة شخصية
عن تجربته الشخصية يقول: بالنسبة لي فقد عملت في مصانع "دهانات المملكة"، وبدأت من الصفر بمعنى تدرجت في العمل داخل المنظومة، حتى وصلت الآن إلى منصب المدير التنفيذي، ونائب رئيس مجلس الإدارة، كما أنني أعمل الآن مستشاراً صناعياً لعدد من الشركات الصناعية. وحصلت على شهادة مزاولة مهنة مستشار صناعي من وزارة التجارة والاستثمار، وانتخبت عضواً بمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأبها (أصغر عضو في المجلس) ورئيس لجنة التدريب فيها، ونائب رئيس اللجنة الصناعية.
يتابع: بدأت العمل مستقلاً، رغم توافر فرص العمل السهلة، وتدرجت في العمل داخل مصانع الدهانات، وتعرفت إلى كل شيء من بداية التصنيع إلى أن يخرج المنتج إلى السوق وكيفية تسويقه والتعامل مع العملاء وإرضائهم وكسب ثقتهم، وفي سبيل ذلك نظمت حياتي بطريقة علمية وعملية، وأوّل ما فكرت فيه، هو تنظيم وقتي، وإيجاد خطة مناسبة تمكّنني من تنفيذ أعمالي في الوقت المطلوب، هذا ما يجعلني أعطي قيمة كبيرة لكل الدقائق، عكس الوظيفة العامة التي غالباً ما يكون فيها العامل غير مهتم بالوقت، وقد يتعمّد إضاعة الدقائق بل والساعات في كثير من الأحيان، حتى لا ينجز فيها عملاً يُجهده، على عكس العمل الحر تماماً، فتقدير الدقيقة والساعة يجعلك شخصاً مؤهلاً لبناء حياة ناجحة.
إتقان مراحل العمل
وعن المحطة الأبرز في مسيرة حياته العملية، يقول سلطان: كل مرحلة اجتزتها لها أهمية كبيرة في حياتي العلمية والعملية. فمرحلة الشهادة الجامعية المتوسطة في تكنولوجيا هندسة القوى الكهربائية، ثم بكالوريوس العلوم التكنولوجية في هندسة الطاقة الكهربائية، كان لهما تأثير كبير في حياتي، ونقلة نوعية بمسيرتي نحو امتهان العمل الحر، وكان لهما رصيد كبير في بناء الفكر لدي، ما زلت أنهل من معينه حتى الآن.
وعن محطة العمل الحر يوضح: بدأت العمل الحرّ، خلال الدراسة التي كانت مفترق طرق بالنسبة لي، وزرت عدداً من المعارض العالمية واشتركت في كثير من المؤتمرات في كل أنحاء العالم، وكنت أمام خيارين، إما الاستسلام، وقبول وظيفة عادية إشرافية أو هامشية داخل المصانع، أو البدء من أسفل وتعلّم كيف أنتج المنتج ومراحل تصنيعه وإخراجه للسوق، وتسويقه والتعامل مع العملاء. وأتقنت كل المراحل، ثم أسست مكتب الطاقة المتجددة للاستشارات الصناعية، بناءً على حصولي على شهادة لمزاولة مهنة الاستشارات مستشاراً من وزارة التجارة والاستثمار، وأعتقد أن هذا التخصص سيفتح المجال أمام أبواب الصناعة بالمملكة، وخاصة خلال مرحلة الاكتفاء الذاتي التي تسعى إليها رؤية المملكة 2030 التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – ولي العهد الأمين – حفظه الله.
صناعات حديثة
بعد حصوله على الشهادات الجامعية سالفة الذكر، ظل يعمل ويجتهد ولا يخجل من السؤال والتعلم والتزود بالمعرفة والعلم من منابعة، ولم ينس أن ينوع من مصادر المعرفة نقل تقنيات حديثة للمملكة.
يؤكد سلطان، أنه استفاد من تجارب علمية من مختلف أنحاء العالم، مثل الصين وكوريا الجنوبية في صناعة المطاط والإطارات، وفي سبيل ذلك وقع بصفته مستشاراً صناعياً، اتفاقية المشروع المشترك بين الشركة الكورية "تي آر بي" و"السعودية المتقدمة للسيور المطاطية". كما اهتم بالمنتجات التقنية والإلكترونية، والألواح الشمسية والطاقة المتجددة، من إسبانيا والصين وصناعة وتجميع السيارات في ماليزيا.
خلق فرص للعمل
وأوضح أنه في سبيله لتأسيس شركات مع مستثمرين من هذه الدول لإدخال هذه الصناعات للمملكة، حيث توفّر كل سبل الدعم المادي واللوجستي والمعنوي من الدولة، لإنجاح هذه الصناعات الجديدة ويتم جلب هذه التقنيات الحديثة من الشركات الأصلية التي تشرف على التصنيع بجودة الصناعة الأم نفسها، بأيدٍ وطنية، وبذلك توفّر فرصاً للعمل للشباب والشابات السعوديين، وتصبح المملكة مصدراً أساسياً لتوزيع هذه المنتجات على مستوى الشرق الأوسط وبجودة المنتج الأصلي نفسها، مع إبرام شراكات عالمية مع رجال أعمال من مختلف أنحاء العالم.
عزيمة وثقة
وعن أهم المعوّقات التي واجهته في حياته العملية، يوضح أن اقتحام العمل الحر يجعل منك شخصاً مسؤولاً بالدرجة الأولى، فلا أحد يضمن لك دخلك غير عملك واجتهادك، لن تتقاضى راتبك الشهري وأنت تهمل عملك، مشيراً إلى أن أهم المعوّقات التي واجهته في بداية حياته، نقص الخبرة والمعلومات. وحاول أن يتغلب عليها بممارسة العمل الحر من بدايته، ولم يخجل من التعلم والتزود بالدورات التدريبية، والسفر إلى جميع أنحاء العالم، للتعرف إلى أهم إنجازات العلم والصناعة ، وزار عدداً من المصانع والشركات وعقد اللقاءات، وشارك في عدد كبير من الفعاليات المحلية والعالمية.
حزب أعداء النجاح
كما واجه بعض الذين يمكن أن يطلق عليهم حزب أعداء النجاح، فلا يتمنون الخير للآخرين، ويضعون العراقيل أمام الشباب، ولكن لم تكسر عزيمته وإصراره، حيث يؤمن بأن الله لا يضيّع من أحسن عملاً، ولديه الثقة الكافية بنفسه. ولديه عقيدة راسخة وهي: لا يستطيع الإنسان التقدم إذا كان فاقداً للثقة، فمثلاً هناك فئة من الأشخاص لا تثق بما تملكه من قدرات، ومهارات يركزون بشكل أساسي على عيوبهم، وهذا خطأ، لأن الذي يريد النجاح والتفوق، يجب أن يركز على ما يملكه من مهارات ومواهب ومميزات، ويحسن استغلالها للوصول إلى ما يريد.
ربط المشاريع بحاجة المجتمع
وعن تجربته مع حاضنات ومسرّعات الأعمال يذكر سلطان آل دبارة، أنه استفاد شخصياً من هذه التجربة، حيث تبنت حاضنات الأعمال بمنطقة عسير أحد مشروعاته التقنية، واستفاد من دراسات الجدوى المقدمة للمشروعات والدورات التدريبية، والدعم الفني والمعنوي والمالي المقدم للمشروعات الشبابية. مؤكداً أن مؤسسات الدولة تنشئ وتجهّز مقرات الحاضنة، وفقاً للمواصفات المعتمدة، على أن يكون تشغيل وإدارة الحاضنة، من جهات مختصة ولها كامل الصلاحية باستخدام خبراتها المتعددة، والعمل على ربط البحوث العلمية في تخصص حاضنات الأعمال التي تتم في المنطقة بحاجة القطاع الخاص وتطبيقاته، وإيجاد قنوات الاتصال المناسبة لتفعيل نتائج هذه البحوث في الجوانب التطبيقية التي تمسّ حاجة الاقتصاد والمجتمع بالمنطقة، والتعاون في حاضنات الأعمال المناسبة لمواطني المحافظات المختلفة .
نجحت بالتدريب والاطلاع
ويقيم تجربته قائلاً "من يستطيع التقييم يكون خارج التجربة، ولكني أعتقد أنها ناجحة بالنتائج التي توصلت إليها في مدة قصيرة، رغم الضغوط والصعوبات التي واجهتني في بداية تجربتي، حيث إنني قمت بتحديد خطى واضحة ومحفّزة لانطلاقتي نحو التميز ودخول سوق العمل لتخطي جميع العقبات، بصقل مهاراتي وقدراتي عن طريق الالتحاق بدورات تدريبية في اللغة الإنجليزية خارج المملكة وداخلها، وعن طريق الاطلاع المستمر على كل ما يتعلق بتخصصي وتخصص المصانع التي أعمل فيها، بعدها بدأت التفكير في الاطلاع على تجارب الآخرين، وخاصة في الخارج بالصين وكوريا، وبعض الدول العربية والأجنبية وفي مختلف مناطق المملكة".
السيور المطاطية لأول مرة بالمملكة
في إطار ثمرات أعماله واجتهاده المستمر وقع المستشار الصناعي م. سلطان آل دبارة، اتفاقية المشروع المشترك بين الشركة الكورية "تي آر بي" والشركة "السعودية المتقدمة للسيور المطاطية"، حيث تسعى الشركتان إلى إنشاء مصنع لإنتاج السيور المطاطية، حيث إن الاتفاقية الموقعة تستهدف توطين صناعة السيور المطاطية في المملكة، إذ يتوقع أن تثمر هذه الشراكة استثماراً كبيراً في المستقبل، حيث يؤدي قطاع الصناعة والتصنيع دوراً محوريّاً في مستقبل الاقتصاد السعودي، بصفته أحد القطاعات المستهدفة في برنامج الإصلاحات الاقتصادية، لمساهمته في توفير المزيد من فرص العمل وتحقيق التنوع الاقتصادي وزيادة الصادرات وتحقيق نمو مستدام.
همسة للشباب
- لا يوجد زر سحري لتحقيق النجاح، أثبت تجربتك أمام الجميع
- كن قائداً لا مديراً في شركتك تحمل رؤية وهدف ونموذج
- في عالم الأعمال الحقيقي هناك ما يمكن أن نسميه خطة جيدة ولكنها ليست كاملة
- عليك السعي لاكتساب الحلفاء فالحياة دائمة التغير، ومنافسو اليوم قد يصبحون شركاء في الغد
رجل الأعمال سلطان آل دبارة في سطور
• السن 32 عاماً متزوج وله طفل هو بندر.
• حصل في 2010 على الشهادة الجامعية المتوسطة في تكنولوجيا هندسة القوى الكهربائية.
• في عام 2013 حاز بكالوريوس العلوم التكنولوجية في هندسة الطاقة الكهربائية.
• اجتاز الكثير من الدورات في اللغة الإنجليزية والتدريب التعاوني والطاقة، ومهارات القيادة والإدارة المبتكرة من دول أجنبية عدة.
• نائب الرئيس التنفيذي لشركة مصنع المملكة للإطارات.
• الرئيس التنفيذي لشركة رواد المملكة للطاقة المتجددة.
• عضو منتدب لشركة مجموعة المملكة للخدمات العقارية.
• رئيس شركة المملكة للتدريب والمساندة.
• الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة مصانع "دهانات المملكة".
• نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة المملكة للدعاية والإعلان.
• مستشار صناعي معتمد من وزارة التجارة والاستثمار.
• عضو بمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأبها.
• رئيس لجنة التدريب بغرفة أبها.
• نائب رئيس اللجنة الصناعية بغرفة أبها.
• عضو تنفيذي لدى اللجنة الوطنية الصناعية بمجلس الغرف السعودية.
• عضو في مجالس الأعمال السعودي( العراقي، العماني، والجيبوتي).
• العمل التجاري الحرّ أحد أهم عوامل تطوير المهارات الشخصية
• رجل الأعمال الناجح يسعى لاكتساب الحلفاء والمنافسين والخصوم
• تمويل الأفكار أسهل بكثير بعد الإيمان بها والإعداد الكامل لتحقيقها