لا تكن عبد هواك.. هكذا تروض نفسك وتنجز مهامك
ربما نضع جدولا زمنيا لتنفيذ المهام وتسيير أعمالنا بشكل جيد ونعد أنفسنا بأن نطبقه، ولكننا لا نستطيع الوفاء بهذه الوعود، وبعد انتهاء اليوم نجد أننا لم ننفذ إلا قدرا قليلا للغاية منه. وهو ما ينظر إليه باعتباره نقص قوة الإرادة والعجز عن ترويض النفس.
ضعف قوة الإرادة والعجز عن ترويض النفس يمنعنا في أحيان كثيرة من إنجاز مهامنا، ويعرقلنا عن تطوير ذاتنا، وتحقيق الأمور التي طالما حلمنا بها، خاصة وأننا في المقابل نجد أننا غير قادرين على مقاومة الإغراءات، ونصبح مع مرور الوقت عبيدا لهوانا وننفذ ما تشتهيه أنفسنا دون تفكير.
وفيما يلي نستعرض مجموعة من الطرق التي توصل إليها الباحثون في علم الاجتماع والتي من شأنها مساعدتك على ترويض نفسك وكبح جماحها.
تصرف بطريقة تلقائية
لأن قوة إرادتنا محدودة للغاية فإننا عادة ما نميل إلى الاعتماد على أقل قدر ممكن منها من أجل حمايتها. إليكم الحقيقة التي تحدث عنها عالم الرياضيات ألفريد نورث وايتهيد، وهي أن الحضارة تتقدم من خلال زيادة العمليات التي نقوم بها بشكل تلقائي ودون تفكير، لذا حاول أن تكون أكثر تلقائية في تعاملاتك واعرف أن هذا الأمر من شأنه مساعدتك على معرفة المزيد والاستفادة وتحقيق النجاح.
تعرف على المزايا التي تقدمها المكسيك لرواد الأعمال لمساعدتهم على اتخاذ قراراتهم
قاوم الإغراءات
ربما لا تستطيع انتشال نفسك من الأمور الضارة فورًا، ولكنك على الأقل قادر على مقاومة الإغراءات، على سبيل المثال إذا كنت ترغب في إنقاص وزنك وخسارة الكيلو جرامات الزائدة فمن المنطقي أن تتجنب التعرض للمواد المليئة والغنية بالسكر والمليئة بالسعرات الحرارية، واطلب من النادل في المطعم عدم إحضار الخبز إلى الطاولة، إذا كنت ترغب في إنجاز عمل صعب، فأوقف إشعارات هاتفك وابتعد عن مصادر الإلهاء لحين انتهائك مما تقوم به.
احصل على قسط يكفيك من النوم
بالنسبة لـ98 % من الأشخاص، فإن عدم النوم لسبع ساعات يومياً يجعلهم يشعرون بالتوعك والتعب، ويسلبهم القدرة على التركيز، ما يعني أننا نصبح غير قادرين على السيطرة على أنفسنا والتحكم في مصائرنا. من الضروري أن تحصل على قسط كافٍ من النوم، القسط الذي يكفيك، في بعض الأحيان يكون كافياً أن تنام خمس أو ست ساعات فقط، وفي أحيان أخرى سوف تكون في حاجة إلى النوم ثماني ساعات.
أنجز أهم الأشياء في الصباح الباكر
أثبتت الأبحاث أن جسم الإنسان يكون مشحونا بأكبر قدر من الطاقة في الصباح الباكر، علاوة على ذلك فإن عوامل الإلهاء وتشتيت الانتباه تكون أقل كثيراً مقارنة بباقي اليوم. تتلاشى قوتنا مع مرور ساعات اليوم، وكلما مرّ الوقت ضعفت قدرتنا على التركيز، ما يصعب علينا الانتهاء من أكبر قدر ممكن من العمل، ما يعني أنه من الأفضل أن تنجز الأمور المهمة والضرورية والتي تتطلب تركيزاً وجهداً كبيرين في الصباح الباكر.
تناول كميات قليلة من الطعام الصحي الذي يملأك بالطاقة
الطعام الذي يحتوي على الجلوكوز، يحفزك ويعزز قوة إدارتك. لسوء الحظ فإن جسدك يستطيع الاستفادة من كمية محدودة في وقت مُعين، ما يعني أنك سوف تكون في حاجة إلى إمداد جسمك بالطاقة كل ثلاث ساعات على الأقل. تمنحك الأطعمة التي تحتوي على قدر من السكر والكربوهيدرات الطاقة، في حين أن البروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات المُعقدة تعتبر مصدرا أكثر ثباتاً للحصول على الطاقة، وبالتالي قوة الإرادة.
لا تقم بمهام مُتعددة
بالنظر إلى مدى سرعة الحياة التي نعيشها، وكثرة المهام التي نجد أنفسنا مُضطرين للقيام بها وإنجازها، نجد أن أفضل طريقة للتعامل مع كل ذلك هو أن نقوم بمهام مُتعددة، وأن نفعل الكثير في نفس الوقت.
في حقيقة الأمر، فإن التنقل بين أكثر من شيء يؤدي إلى ظهور شيء يُدعى "وقت التبديل"، وخلال هذا الوقت فإن ذهنك وانتباهك سوف يتشتتان، ولن تستطيع إنجاز أي شيء، وحتى إذا تمكنت من إنجاز بعض الأمور، فإنها لن تخرج على أكمل وجه.
خُذ قسطاً من الراحة
لا يستطيع البشر أن يعملوا مثل الحواسيب الإلكترونية، أي أن ينفذوا المهام المطلوبة منهم بسرعة وبصورة مستمرة. أثبتت الأبحاث والدراسات أن الإنسان بإمكانه العمل والتركيز لمدة 90 دقيقة فقط، ومع مرور الوقت سوف يشعر بالتعب والإرهاق بشكل تدريجي. لذلك من الضروري أن تحصل على قسط من الراحة بين كل آن وآخر، تصل إلى بعض دقائق، للاسترخاء العاطفي، وإعطاء ذهنك وجسدك فرصة لكي يستريح.