أفضل كتب الأعمال لعام 2019
اغتنى مشهد المكتبة المتخصّصة بكتب الأعمال، بمجموعة من القراءات المشوّقة التي تضع بين أيدي القراء أفكاراً مهمة، عن سبل إدارة الأعمال، أو تجاوز التحديات، وصولاً إلى تغيير نمط التفكير، بهدف قياس النجاح، بالارتكاز على نتائج أو معايير مختلفة. من بين هذه القراءات، اخترنا لكم مجموعة مفيدة تستحقّ أن تدخل مكتبتكم، وهي كالآتي:
1-Company of One: Why Staying Small is the Next Big Thing for Business (شركة فرد واحد: لماذا البقاء صغيراً هو الأمر الاهم في عالم الأعمال؟) للكاتب بول غارفيس.
عادة ما يُقاس النجاح بالتوسع والانطلاق في تأسيس فروع إضافية، لكن يضيء هذا الكاتب على جانب مغاير؛ يقيس النجاح وفقاً لمعيار مختلف كل الاختلاف عن المعايير "التقليدية"، كيف ذلك؟ إنه يذكّر المرء بأنه ليس آلة، ويطلق السؤال الأهم: بما أننا بشر ولسنا آلات، فلماذا نصمّم أعمالنا لنعمل لاحقاً كآلات؟ الواقع إنه يطلق مقاربة مختلفة في عالم الشركات الناشئة، تركز على الحفاظ على حجم صغير للأعمال، وتفادي النمو المتسارع، بهدف ضمان السعادة والاستدامة والربح. لقد ترك بول غارفيس عالم الأعمال، حينما أدرك أن العمل تحت الضغوط الهائلة التي تفرضها الشركات الضخمة، لا يتوافق مع تعريفه الخاص للنجاح. لذلك، قرر أن يعمل بشكل مستقل من البيت، مقابل أن يمتلك وقتاً حراً أكثر من السابق، ويحقق مستوى الإنتاج الذي يطمح إليه. لذلك، يشرح الكاتب كيف يمكن القيام بهذا الأمر.
يبدأ بعرض لطريقة التخطيط، تحديد العائد المطلوب، والحفاظ على رضى العملاء، والقيام بكل الأعمال بشكل منفرد. لذلك، يشدد على أهمية تحسين العمل، بدلاً من تكبيره وتوسيعه.
2-"Be Fearless" "تحرّرْ من مخاوفك" لجان كايس. كانت المديرة التنفيذية السابقة في AOL والمرأة الأولى التي تترأس "الجمعية الجغرافية الوطنية" (National Geographic Society).
في كتابها هذا، تفنّد كايس النجاح بين خمسة مبادئ توجيهية: القيام برِهان كبير، والمخاطرة بجرأة، زالاستفادة من الفشل وتعلّم الدرس، والخروج من دائرة الأمان الخاصة بك، وإعطاء الأولوية للإلحاح على الخوف.
الأهم من ذلك، أن الكتاب مملوء بأمثلة لأهمّ الرواد في عالم الأعمال، لا بل من باتوا يُعدّون أسطوريين، من هنري فورد إلى جيف بيزوس، إلى خوسيه أندريس، وصولاً إلى كايس نفسها. كما يعرض الكتاب أهم مسيرات هؤلاء. يهدف عرض بعض الدروس الأساسية التي تستند إلى قصص واقعية، إلى إثبات أن بعض الأفكار قادرة على تغيير مسار الحياة. اللافت أن ميليندا غيتس، واحدة من أوائل القراء الذين أعجبوا جداً بهذا الكتاب، وقالت: "إذا كنتم في حاجة إلى جرعة من الشجاعة، أوصي بهذه المجموعة القوية من القصص والأدلة التي تدعو إلى التفاؤل".
3-"عصر الرأسمالية المراقبة" The Age of Surveillance Capitalism" للكاتبة شوشانا زوبوف، وهي أستاذة محاضرة في جامعة "هارفرد بزنس سكول".
لا يخفى على أحد أن التكتلات الكبرى في عالم الأعمال اليوم، هي شركات التكنولوجيا الضخمة. وعدا الشركات العملاقة في السابق، فإن تكتلات الأعمال اليوم، تعرف مقداراً هائلاً من المعلومات عن كل واحد منا. وهي لذلك، تتمتع بتأثير كبير في حياتنا. كما أن الكثير من القوة التي تتمتع بها هذه الشركات، تنصبّ في نطاق غير خاضع للتنظيم من جانب الحكومة. في "عصر رأسمالية المراقبة"، تستكشف زوبوف، الصفقة التي تجعل كل هذه المسائل ممكنة وهي تختصرها بالمبدأ الآتي: القبول بالتضحية بالخصوصية مقابل فوائد متنوعة، منها التفاعل مع الأصدقاء والتسوق عبر الإنترنت.
تعرض في كتابها نظرة معمّقة عن السبل التي يغيّر فيها هذا النظام الاقتصاد والسياسة والمجتمع بشكل عام، مع استشراف لآفاق المستقبل.
4-" The Prosperity Paradox" "المفارقة المزدهرة" تأليف كلايتن كريستنسن، وإيفوسا أوغومو، وكارين ديون.
يُعدّ هؤلاء الكتّاب من أهم المفكرين الاداريين في العالم. وبعد جهود مكثفة في مجال الأبحاث، قدّموا كتاباً يحثّ على التفكير بمفاتيح التنمية الاقتصادية الناجحة. يستكشف كريستنسن، الأستاذ في كلية هارفرد للأعمال، مؤلف كتاب "معضلة المبتكر"، كيف يمكن أن يؤدي الابتكار إلى التغييرَيْن الاجتماعي والاقتصادي. فقبل عقود، زار كريستنسن كوريا الجنوبية، ضمن بعثة، ويقول إن هذه الدولة تشكل خير مثال على التحول الاقتصادي المذهل. يشرح في الكتاب، كيف يمكن الدول الأخرى تجربة النوع نفسه من التقدم والنمو. يعتمد هذا الأمر على الحاجة إلى ثلاثة أنواع من الابتكار: الكفاءة والاستدامة وخلق السوق. من المهم أيضاً استهداف اقتصاد "عدم الاستهلاك"، وهو ما فعلته شركة تويوتا ، على سبيل المثال ، عندما أنتجت سيارات للذين لا يستطيعون شراء سيارات فورد أو كرايزلر. يشكل هذا الكتاب قراءة رائعة وملهمة، ومن شأنه أن يعيد قولبة ممارسات التنمية الاقتصادية في العالم.
5-لماذا الكثير من الرجال غير الأكْفاء يصبحون قادة؟ "Why Do So Many Incompetent Men Become Leaders?" " للكاتب توماس شامورو بريموزيتش.
يستند هذا الكتاب إلى إحدى أشهر مقالات "هارفارد بيزنس ريفيو" التي نُشرت عام 2013 بالعنوان نفسه. يعتمد بريموزيتش، الأستاذ في جامعتي لندن كولدج وكولومبيا، على عقود من البحث والأمثلة المستقاة من الواقع، لتوضيح كيف أن الرجال غير الأكْفاء، ينتهي بهم المطاف في المركز الأهم: القيادة. يوضح في كتابه كيف يمكن التمييز بين الكفاءة المشروعة، ومجرد إبراز الثقة غير المبنية على شيء ملموس، وكيف يمكن التعرف إلى جانب خطير من النرجسية. يقول إن هناك فئة ممتازة في بيع أفكارها للآخرين. في ختام الكتاب، يلفت إلى أن السيدات يمكنهن الوصول إلى مراكز قيادية أكثر من الرجال، علماً أن ذلك يعود في جزء منه إلى وعيهنّ والدرجة العالية من الذكاء العاطفي.