الرفدة موروث سعودي قديم.. تصل لـ 500 ريال ويجمعها الزوج قبل العرس بساعات
يتبع كل مجتمع مجموعة من العادات والتقاليد التي يتمسك بها، وفي الغالب تشكل تلك العادات معاني خاصة لأفراد ذلك المجتمع، وتكثر هذه الأمور بالتحديد في المجتمعات الشرقية.
وفي المملكة العربية السعودية، العادات التي يحرص المواطنون عليها غالبًا ما تكون موروثة ولها جذور ضاربة في أعماق الماضي، وكان يتبعها أجدادهم، و«الرفدة» أحد أبرز تلك العادات والتقاليد التي عرفت في المنطقة الجنوبية والعديد من المناطق الأخرى، حيث يطلق عليها السعوديون أسماء أخرى أبرزها «العانة»، نسبة لأنها تكون في المقام الأول من أجل إعانة الزوج.
شاهد على تاريخ التعليم.. تعرف على أقدم مدرسة حكومية بالسعودية
الرفدة تصل لـ 500 ريال
وترتبط الرفدة بالزواج وهي عبارة عن دفع مبلغ من المال أو تقديم مساعدة عينية للعريس الجديد من أجل مساعدته على تكاليف الزواج، وتعرف على أنها سلوك إسلامي سليم ومفيد، وبحسب المتعارف عليه بين السعوديين فإن الرفدة تم تحديدها في بعض الأوقات بمبلغ 500 ريال وفي بعض الأحيان يتم تقديم خروف من أجل أهل العريس، وتستهدف في المقام الأول التواصل بين المواطنين وتدعيم صلة الرحم بين الجميع، بالإضافة إلى هدفها الأساسي وهو مساعدة الأزواج على تكاليف الزواج التي تمثل للمعظم عبئا كبيرا سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
كيف يجمع الزوج الرفدة
اعتاد السعوديون عندما يحين موعد زواج أحد أبنائهم، دعوة أهل المنطقة التي تقطن فيها العائلة، ويتجمع المدعوون في مكان معين في صباح يوم الزواج، ويذهبون جميعهم بما فيهم شيخ القبيلة أو القرية والذي يجتمع بهم، وينادي فيهم كل واحد يعطي «النوبة» أو الرفدة المتفق عليها، حيث بدأت الرفدة منذ وقت طويل بـ 10 ريالات فقط، ولكنها مع الوقت تحولت لـ 500 ريال سعودي إذا ما كان المتزوج من خارج القبيلة، أما إذا ما كان من القبيلة نفسها فيتم إعطاؤه 200 ريال فقط، وتُسلم النقود للعريس من عائلته، ولكن الأقارب يعطون الرفدة في المنزل عند زيارة الزوج بعد إتمام العرس.
وأظهر مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول الرفدة، عددا من العائلات السعودية، خلال عرس أحد الشباب في المملكة، وتجمعوا داخل قاعة الأفراح من أجل إعطاء العريس الرفدة أو «المعونة»، ولكنهم فعلوها بشكل مختلف حيث حرصوا على رمي النقود في صحن طعام كان سوف يستخدم في تقديم الطعام للمدعويين، وقاموا بوضع الصحن على طاولة أمام العريس.
وبدى في المقطع عدد هائل من الأموال التي جمعها العريس عن طريق الرفدة أو المعونة التي تلقاها من العائلات التي حضرت العرس، في مشهد لفت أنظار الجميع، وتداول الفيديو على نطاق واسع للغاية.
بين الرفدة والنقطة عادات عربية
والرفدة تشبه النقطة في مصر والعانية في الإمارات، ولكن تختلف في مصر عن بلدان الخليج بأن النقطة تكون للزوج ووالد العروس أيضًا، وهي عادات وتقاليد موروثة عن الآباء والأجداد في بلدان الشرق ودول الخليج، المعروف عنها الكرم، ولعل تلك العادات هي جزء من الكرم، حتى وإن كان هدفها الأول هو مساعدة العريس في النفقات أو تجهيزات الزواج، وفي بعض المجتمعات تشكل هذه العادات عبئا على المتزوجين كونهم مطالبين برد ما حصلوا عليه في شكل رفدة أيضًا أو نقطة عندما يأتي توقيت زواج الآخرين.
البعض يعتبر الرفدة في المملكة العربية السعودية، على أنها قرض حسن، يستعيره الزوج الذي جاء دوره في الزواج، ويتم رده عندما يأتي دور الآخرين، حيث يشعر البعض أن الرفدة أو النقطة هي دين معلوم ومحدد يجب قضاؤه كما هو في توقيت زواج صاحب النقطة أو الرفدة.