المال لن يجلب السعادة.. لماذا لا يشعر البعض بالارتياح رغم ثرائهم الشديد؟
كلنا نحتاج إلى المال لكي نتمكن من العيش، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يتعاملون مع النقود على أنها الحل السحري لكافة المشاكل، والعلاج الفعال الوحيد لأي أزمة يمرون بها. ولكن هذا غير حقيقي على الإطلاق.
تأكد من أن المال لا يشتري السعادة أبداً، ولن يساعدك على حل مشاكلك ولن يُخرجك من الأزمات، كل ما يقدمه لك المال هو السعادة المؤقتة أو اللحظية، مع مرور الوقت وبمجرد أن تعتاد أو تألف ما لديك فإن السعادة سوف تتلاشى، وتعود إلى طبيعتك وتساورك الأفكار ذاتها. تذكر أن السعادة شيء من الضروري أن ينبع من داخلنا.
العلاقة بين المال والسعادة شغلت الباحثين والعلماء لسنوات طويلة، فأجروا العديد من الأبحاث والدراسات التي تحاول معرفة ما إذا كان المال بمفرده قادر على جلب السعادة وإدخال السرور إلى نفسك.
خلصت بعض الدراسات إلى أن المال قد يساعدك على الشعور بالرضا لكن ليس السعادة، ربما تستطيع استخدام المال في شراء بعض الأشياء أو الذهاب إلى أماكن جديدة والسفر والتنقل من مكان إلى آخر، وهي كلها أمور تساعدك على عيش حياة هانئة ولكن ليست سعيدة، لأنه مع مرور الوقت سوف تفقد الأمور بريقها، وتعود إلى التفكير في المشاكل التي شغلت بالك في المقام الأول.
المال لا يُصلح العلاقات
لا يمكنك شراء الحب بالمال، ولن تستطيع استخدامه من أجل تأسيس علاقات قوية مع الأشخاص المحيطين بك، أو التقرب من أشخاص تسعى إلى الحصول على احترامهم. لأنه بمجرد فقدانك له سوف يبتعد عنك الأشخاص الذين حاولت شراء ودهم بالمال. وفي الوقت نفسه، فإن المال لن يساعدك على إصلاح علاقاتك، وإنهاء خلافاتك مع هذا الشخص أو ذاك.
في بعض الأحيان، تجد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية يميلون إلى الاعتقاد بأنهم إذا كان لديهم المزيد من المال سوف يكونوا أكثر سعادة، لكن هذا غير صحيح، لأن المشكلة التي تعاني منها لا يمكن اصلاحها أبداً بالمال. المال لن يساعدك على شراء السلام النفسي، ولا يمكن أن يعلمك كيفية التصالح مع نفسك واتخاذ قرارات سليمة.
على العكس تماماً، امتلاكك لقدر كبير من المال قد يجعلك تشعر بالتوتر الشديد لاسيما وأنك دون أن تشعر سوف تحاول امتلاك المزيد، وسوف تسيطر عليك رغبة في امتلاك مبالغ أكبر، فتعيش في حالة من القلق المستمر.
كيف تكون سعيداً سواء كنت غنياً أو فقيراً؟
بغض النظر عن قدر المال الذي تملكه فإنك تستطيع أن تكون سعيداً، يوجد عدة أمور من شأنها مساعدتك على الشعور بالسعادة، أو على الأقل تهيئة الأجواء المحيطة بك لكي تغدو أكثر سعادة، ونستعرض بعضها فيما يلي:
كُن رفقة أشخاص يشبهونك
حاول دائماً أن تكون رفقة أشخاص يشبهونك، أشخاص يهتمون حقاً لأمرك ويحبونك بصدق ويكنون لك مشاعر احترام ولا يهتمون بالوظيفة التي تشغلها أو قدر المال الذي تملكه. وفي المقابل يجب أن تكون متواجداً بجانبهم طوال الوقت وأن تهتم بهم. وجود أشخاص مثل هؤلاء في حياتك سوف يجعلك قادر على الاستمتاع بحياتك، واتخاذ قرارات منطقية وأكثر حكمة، لأنهم سوف يقدمون لك نصائح مفيدة.
وفي الوقت نفسه، اقضي المزيد من الوقت رفقة عائلتك والأشخاص الذين تحبهم، قم بالمزيد من الأنشطة معهم، اجري محادثات مع زوجتك وساعدها في أعمال المنزل.
كُن ممتناً
بإمكانك قياس السعادة التي تشعر بها في نهاية كل يوم من خلال تحديد الأشياء والأمور التي جعلتك تشعر بأنك سعيد. وأفضل طريقة لفعل ذلك هي أن تكون مُمتناً لما لديك والحافظ على ما تملك، حتى لا تشعر بخيبة الأمل إذا فقدت شيء ما ولم تكن قادراً على استعادته.
خصص فترة في نهاية كل يوم لكتابة الأشياء التي تشعر بالامتنان إزائها، هذه العادة التي يتبعها الكثير من الأشخاص الناجحين والعظماء مثل أوبرا وينفري، وبيل جيتس وغيرهم.
اعتن بصحتك
اتبع أسلوب حياة صحي. تجنب الأنشطة والمواد التي قد تجعلك تصاب بالمرض. مارس التمارين الرياضية بانتظام، وتناول طعام صحي، ولا تكن مسرفاً في أي شيء من شأنه الاضرار بصحتك، سواء كان ذلك الكافيين أو الأطعمة المليئة بالسكريات والأملاح أو الدهون، ولا تسهر لأوقات متأخرة من الليل، واحظى بقسط كافي من النوم.