بعد انتشارها بطريقة غير مسبوقة.. هل تطبيقات العلاج النفسي مُجدية؟
رغم التطور الكبير الذي يشهده العالم من حيث طريقة التفكير والتعامل مع الأزمات المُختلفة، والانفتاح على العالم بفضل التطور التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزال البعض يشعرون بالخجل من فكرة الذهاب إلى طبيب أو مُعالج نفسي، والتحدث معه بحرية شديدة وكاملة عما يشعرون به وعما يمرون ومروا به. علاوة على ذلك لا يزال البعض يتعامل مع فكرة مقابلة الطبيب النفسي على أنها "وصمة عار"، وأمر يجب إخفاؤه تماماً عن كل من حولهم عن لا يتعاملون معهم بطريقة دونية.
وفي ظل زيادة الوعي بالصحة العقلية بالتزامن مع التطور التكنولوجي الكبير، ظهرت العديد من التطبيقات الإلكترونية التي توفر لك التحدث مع مُعالجين نفسيين وأطباء دون الالتقاء بهم وجهاً لوجه، ما يُخفف من الشعور بالتوتر والقلق المُصاحبين للذهاب إلى الطبيب والمعالج النفسي، كما أنها ترفع عنك الحرج المرتبط بهذا الأمر، وتُضفي المزيد من الخصوصية في التعامل، وتسمح للمريض بالتحدث بمنتهى الحرية بالنظر إلى أنه قادر على التحدث دون وجود أي قيود، ودون أن يشعر بأنه مُراقب.
ما هي تطبيقات العلاج النفسي؟
يوجد عدد كبير من تطبيقات العلاج النفسي حاليًا، ويقدم العديد منها مزيج من الخدمات، منها بينها تطبيق الدردشة الفردي، وتطبيقات المجموعات والتي تُشبه غرف الدردشة للحصول على الدعم، وتطبيقات تقديم الدعم عبر مقاطع الفيديو بهدف الحصول على استشارة الطبيب أو المُعالج.
تختلف طريقة عمل التطبيق بالنظر إلى طريقة برمجته، هناك تطبيقات مُصممة بالطريقة التي تسمح لمجموعة من المتطوعين المُدربين بالاستماع إليك، كذلك توفر بعض التطبيقات مُدربين وأخصائيين اجتماعيين ومعالجين مُرخصين وعلماء نفس وأطباء نفسيين. وفي الوقت نفسه يوجد تطبيقات تعتمد على مهارات الذكاء الاصطناعي، ويتعامل مع مُستخدمي التطبيق بوتات مُجهزة للتعامل مع مشاكلهم ومخاوفهم.
تتوفر العديد من التطبيقات المجانية وتلك التي تستطيع شرائها، وكلما أصبحت الخدمة أفضل كلما كان التطبيق أغلى. تتوفر العديد من التطبيقات التي تساعدك على التأقلم مع الحالات النفسية اليومية من قلق وتوتر واكتئاب، كذلك يوجد تطبيقات أخرى تساعدك على مواجهة الضغوطات والمشاكل التي تواجهها في حياتك اليومية.
زلزال في عالم تطبيقات الدردشة.. واتساب يتيح هذه الخدمة قريبا
أيهما أفضل العلاج التقليدي أم الإلكتروني؟
في حين أن التطبيقات لديها الكثير لتقدمه وساعدت الكثير من الأشخاص على تجاوز مشاكلهم، إلا أن البعض يُفضل ببساطة التجربة الشخصية والتواصل البشري مع المعالج أو الطبيب.
قالت الدكتورة إلين فورا، الطبيبة النفسية والُمدربة، إن أغلب الأشخاص يفضلون التواجد في الغرفة مع أناس حقيقيين في معظم الحالات، ولكن في الوقت نفسه فإن الخضوع للعلاج عبر التطبيق أفضل من عدم تلقي العلاج على الإطلاق.
في بعض الحالات يكون العلاج عبر التطبيقات أفضل لاسيما إذا كان المريض غير قادر على زيارة الطبيب أو مقابلته، بالنظر إلى أنهم منشغلين للغاية أو بسبب ارتباطاتهم في العمل وعدم قدرتهم على البقاء في المكان نفسه لفترة طويلة.
يوافق بعض المعالجين على أن تطبيقات العلاج النفسي قد تكون خطوة أولى جيدة في عالم العلاج، خاصة إذا كنت لا تستطيع تخصيص فترة مُحددة للذهاب إلى مركز العلاج أو التأهيل النفسي، أو إذا كنت لا تستطيع تحمل تكاليف العلاج والتي قد تكون باهظة جداً في بعض الأوقات.
فيما يرى معالجون نفسيون آخرون أن العلاج عبر التطبيقات الإلكترونية لن يؤتي ثماره بالضرورة، لاسيما وأن المريض لا يستطيع الالتزام بالعلاج، على عكس الطبيب النفسي أو الشخص المُختص.
يؤكد الأطباء والمعالجين النفسيين أن بعض الناس يذهبون إلى الأطباء النفسيين لمجرد البكاء فحسب، ما يؤكد أن العلاج عبر الإنترنت لن يحل محل العلاج التقليدي أبدًا.
حسب الأطباء النفسيين فإن التطبيقات النفسية يمكن أن تؤتي ثمارها مع الأشخاص غير المصابين بالصدمات النفسية، هؤلاء الذين يمرون بمشاعر ضيق وحزن ولكنهم لا يفهمون ما يمرون بها، ولا يستطيعون العثور على مُبرر لما يشعرون بها، ويرغبون في الحصول على المساعدة من طرف مؤهل لتقديم المشورة ومساعدتهم على السير على الدرب الصحيح.
ولكن في كل الأحوال، فإن الأمر يعتمد على ما يراه الشخص أفضل بالنسبة له، إذا كنت تفضل الرسائل والتعامل من وراء شاشة عوضاً عن التواصل مباشرة مع شخص، فلا يوجد مانع في اللجوء إلى التطبيقات الإلكترونية، ولكن إذا كنت تُفضل الابتعاد عن التكنولوجية وتجد أن التحدث إلى شخص مثلك يعي ما تقوله ويفهم جيداً، فإن المعالجيين والأطباء النفسيين سوف يكونوا الخيار الأمثل.
تابع كل ما هو مميز لحظة بلحظة على و