تفشل الكثير من الجهود للحد من الآثار السلبية للتنافسية الشديدة بين الشركات والمؤسسات، بسبب الطريقة المُعقدة التي يتم الاعتماد عليها لحل هذه المشاكل. أظهرت الأبحاث أن السيطرة على الآثار السلبية للتنافسية والعدائية التي تنشب بين الأقطاب المتنافسة يرجع إلى كل من العقل والعاطفة.
إذا كانت عاطفتك تجاه شخص سلبية، فقد يرجع هذا بصفة رئيسية إلى أنك تشعر بأنه يمثل لك تهديدا، ومن ثم يتحول هذا الشعور إلى مجموعة من المشاعر المُختلطة وغير المفهومة. قبل أي شيء عليك أن تعلم أن المشاعر السلبية لن تؤذي أحدا إلا أنت، سوف تقضي عليك بالبطيء وتمنعك من تحقيق أحلامك والوصول إلى ما تطمح إليه، لذلك خُذ نفساً عميقاً وحاول أن تُغلب العقل والمنطق على العواطف، وفكر بهدوء حتى تتمكن من الإمساك بزمام الأمور والوقوف على أرض مشتركة مع خصمك أو الطرف الآخر.
وقد يلجأ بعض المسؤولين التنفيذيين الذين يقررون إنهاء حالة العدائية المصاحبة للتنافس إلى بعض الأساليب التي تمكنهم من السيطرة على هذا الأوضاع، ويحاولون تقديم مجموعة من الأسباب التي تسمح بالتعاون وتعزز الثقة بين الأطراف.
كيف تتخلص من المشاعر السلبية إزاء منافسك؟
حسناً كيف تتخلص من المشاعر السلبية إزاء الطرف المتنافس والتحرر من المشاعر السلبية التي تسيطر عليك؟ فيما يلي نُقدم لك عدة خطوات من المُحبذ اتباعها لكي تتمكن من تحويل أعدائك إلى حلفاء.
إعادة توجيه
الخطوة الأولى تتمثل في إعادة توجيه المشاعر السلبية إزاء المنافسين وأن تتخلص منها. إعادة التوجيه مسألة ضرورية للغاية، ولكن لا يعني ذلك بأن تقبل بأي شيء أو توافق على أي شيء، أو تضغط على نفسك للموافقة على أمور لن ترضيك، ولا تلائم سياسة شركتك.
ومن بين أساليب إعادة التوجيه الشائعة الأخرى هي المناقشة حول الأشياء التي تشترك فيها أنت وخصمك أو عرض مصدر المشكلة أو التوتر، من خلال تقديم المبادرات وعقد الاجتماعات، وحتى اللجوء إلى طرف ثالث محايد.
8 مهارات لا بد منها لرئيس مجلس الإدارة.. الناجحون فقط يملكونها
تبادل المنفعة
المبدأ الرئيسي هنا يقوم على الإعطاء والتقديم قبل الحصول على أي شيء. في بعض الأحيان يعتمد التخلص من المشاعر السلبية على التخلي عن شيء ذي قيمة عوضاً عن المطالبة بالحصول عليه. إذا أعطيت ثم طلبت شيئاً في المقابل، فأنت لا تُنشئ علاقة، ولكنك تحاول تحقيق النجاح بأي صورة ممكنة.
وقبل أن تفعل ذلك عليك أن تفكر ملياً فيما يمكن أن تقدمه للطرف الآخر. وأفضل شيء للقيام بذلك هو أن تقدم شيئا لا يتطلب سوى القليل من الجهد، ومن خلال هذه الطريقة سوف تستطيع تعزيز الثقة بينك وبين الطرف الآخر، وسوف تكسب المزيد من المصداقية.
توظيف العقلانية
الخطوة الثالثة هي توظيف العقلانية، حاول أن تتعامل مع الأمر بعقلانية شديدة حتى لا تبدو جهودك وكأنها غير شريفة أو تضيع سُدى. حدد أهدافك من تحسين العلاقة مع منافسك أو الطرف الآخر الذي تشعر بالعدائية تجاهه. تجنب الغموض قدر المستطاع وكُن واضحاً وتحلى بالشفافية خلال التعامل مع هذا الشخص، وفي الوقت نفسه استشر الأشخاص المُقربين منك وتأكد من أن الخطوات التي تقوم بها سديدة وأنها ستؤتي ثمارها ولن يُساء فهمها.
عنصر فعال للوصول إلى القمة.. إليك أفضل استراتيجية لإدارة القوى العاملة
خطوات فعالة
ومن خلال الاعتماد على الخطوات الثلاثة السالف ذكرها، فإنك سوف تستطيع التخلص من الكثير من المشاعر السلبية التي تسيطر عليك، وسوف تتجاوز مشاعر الخوف والحسد وغيرهم من الأمور التي قد تؤدي إلى ظهور خصوم جديدة.
ضع في اعتبارك أن هذه الخطوات فعالة، ولكن ليس بالضرورة أن تنجح في كل مرة ومع أي طرف. لذلك عليك أن تحاول التعاون بشكل غير مباشر مع الخصم أو الطرف المنافس، على سبيل المثال استعن بطرف ثالث أو جهة خارجية تثق بها أنت ومنافسك، ويمكن لهذا الطرف الجديد مساعدتكما على الوقوف على أرض مشتركة، وحل مشاكلكما، ما يمكنكما من الجلوس معاً وإجراء مفاوضات بشكل مباشرة.