هذا ما يخبرك به الإيجابيون لمساعدتك على التعامل مع التوتر
بالتأكيد مرّت عليك أيام غلبك فيها النعاس وأنت في طريقك إلى المنزل، أو اعتذرت عن الذهاب برفقة أصدقائك لحضور فعالية أو الاستمتاع بحفل؛ لأنك منشغل في العمل. لا يوجد شخص منّا لم يشعر في حياته من قبل أنه ليس لديه وقت كافٍ لعيش حياة إيجابية متوازنة بين العمل والجانب الشخصي.
أغلبنا يعاني من أجل تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ولا يوجد حل سحري يساعدك على تحقيق هذا التوازن، فلن تظهر أمامك فجأة ساحرة تحقق لك أمانيك، لاسيما وأن نيل المطالب لن يكون أبداً التمني، ولكن عليك العمل والمثابرة من أجل الوصول إلى ما تحلم به.
إذا نظرت حولك وأمعنت النظر فيما يجري فلن تجد أفضل من التفاؤل لمساعدتك على تحقيق هذا التوازن. عندما تتعامل مع الأمور من خلال منظور متفائل فإنك سوف تكون أكثر سعادة وستغدو حياتك مُريحة للغاية، كما أنك ستصبح أكثر إنتاجية، وستحقق المزيد من الإنجازات في حياتك المهنية.
مزايا التفاؤل
التفاؤل أداة مفيدة لتخفيف التوتر. وجدت دراسة أن المتفائلين يواجهون الأزمات المادية والضغوط الاقتصادية بنسبة أقل كثيراً من الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر الشديد، كما أنهم أكثر عرضة للعيش في رفاهية مادية أكثر من المتشائمين.
ووجد استطلاع خضع له 2000 شخص بالغ على مستوى العالم، أن المتفائلين أكثر عرضة حوالي سبع مرات إلى العيش في رفاهية مادية عن المتشائمين. كما أنهم يشعرون بالرضا في حياتهم؛ لأنهم بغض النظر عن مقدار المال الذي يملكونه، إلا أنهم قادرون على التصرف فيه بحكمة ما يعود عليهم بنفع كبير.
في الوقت نفسه، توصل الاستطلاع إلى أن المتفائلين يحققون المزيد من أهدافهم الشخصية والمهنية، أما هؤلاء الأقل تفاؤلا فيميلون إلى الاعتقاد بأن أهدافهم غير قابلة للتحقيق.
الصلة بين التفاؤل والنجاح
أُجريت الكثير من الأبحاث التي عملت على دراسة الصلة بين التفاؤل وتحقيق النجاح، واجتمعت جميعاً على أن التفاؤل سمة قيّمة على الجميع أن يتحلى بها.
أظهرت الأبحاث أن الشركات التي تعتمد على نهج أكثر تفاؤلاً تجني أرباحا أكبر، ومن بينها شركة تأمين وطنية تمكنت من زيادة إجمالي الإيرادات بنسبة 50 %، كذلك زادت إنتاجية الفريق بنسبة 31 % في ثلاثة أسابيع بفضل اتباع أسلوب متفائل في الإدارة.
التفاؤل هو توقع حدوث أشياء جيدة، والاعتقاد بأن سلوكنا وطريقتنا في التعامل يساعدنا على تحقيق النجاح، لاسيما عند مواجهة التحديات. بالتأكيد يلعب التفكير المنطقي والعقلاني دوراً كبيراً في إحراز التقدم وتحقيق النجاح. ما يقودنا إلى مُصطلح "التفاؤل العقلاني" الذي يعني التقييم الواقعي للحاضر، والحفاظ على الاعتقاد بأنك قادر على القيام بأي شيء، ومواجهة التحديات بغض النظر عن صعوبتها.
خطوات التفاؤل
وفيما يلي مجموعة من العادات البسيطة التي يستطيع أي شخص إضافتها إلى أسلوب حياته كي يبقى أكثر ايجابية:
اتخذ الخطوة الآن
أظهر استطلاع اُجري مؤخراً أن المتفائلين لا ينتظرون الخطة المُفصلة أو الكاملة، ولا يوجد في القاموس الخاص بهم ما يُعرف باللحظة المثالية، عوضاً عن ذلك فهم يحاولون تحقيق أهدافهم وإنجاز مهامهم مهما سنحت لهم الفرصة، ولا يقيدون أنفسهم بأي شروط.
أظهرت الأبحاث أن إحراز التقدم والإنجازات الصغيرة يساعدك على تحقيق أهدافك الأكبر، سواء كانت مالية أو غير ذلك، ما يعني أن الخطوات الصغيرة التي تتخذها قد تكون إجراء مهما تلجأ إليه لمواجهة التحديات.
ركز على الأفضل
بإمكاننا السيطرة على أدمغتنا والتحكم في الأشياء التي نفكر فيها، ولكننا غالباً ما نحتاج إلى القليل من المساعدة لرؤية الأجزاء الإيجابية في حياتنا، تلك الأمور التي تستحق الاحتفاء بها. لذا خصص بضع دقائق لتحديد الأشياء التي تجعلك تشعر بالامتنان، ودوّنها في دفتر مذكراتك، لا تستهن بهذه الممارسة البسيطة التي من شأنها تحسين حياتك وجعلها أفضل كثيراً.
توقع غير المتوقع
حتى المتفائلون يمرون الانتكاسات ويعيشون أوقاتاً شديدة الصعوبة. ولكنهم على عكس المتشائمين أكثر قدرة على مواجهة هذه الظروف الصعبة، كما أنهم يحرصون على التعلم من الأخطاء. لذلك من الأفضل أن تضع قائمة بالأشياء الثلاثة الصعبة أو التحديات المُرهقة التي واجهتها في الماضي، والتي أحدثت تغييراً كبيراً في حياتك، وحاول أن تتعلم منها، وأن تحدد الدروس التي استفدتها منها، بإمكانك من خلال هذه الطريقة أن تكون مُهيئا للعديد من الأشياء التي قد تواجهك في المستقبل.