إنفوجرافيك.. كيف تطورت بدلات الفضاء على مدار 50 عاماً؟
منذ رحلة التي قام بها آلا شيبرد عام 1961، اعتمد رواد فضاء ناسا على بدلات فضائية لمساعدتهم على العمل والحفاظ على سلامتهم. بداية من بدلة ميركوري الفضية اللامعة وصولاً إلى البدلات ذات اللون البرتقالي التي يرتديها طاقم المكوك.
على مدار الأعوام الماضية كانت البدلات بمثابة مركبات فضائية شخصية، تحمي المُستكشفين أثناء إطلاق المكوك أو المركبة الفضائية والوصول إلى سطح القمر، وأثناء العمل في محطة الفضاء الدولية، أو السير على سطح القمر.
وفي الذكرى السنوية الخمسين لقيام رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج بالسير على سطح القمر خلال مهمة أبوللو 11 التي أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، نستعرض كيف تطورت بدلات رواد الفضاء، وكيف عملت وكالة الفضاء على تجهيزها بأفضل المعدات لمساعدة رواد الفضاء على القيام بعملهم على أكمل وجه.
مهمة فضائية مذهلة.. هل تستطيع "ناسا" الكشف عن كيفية نشأة الكون
مشروع ميركوري
عندما بدأ برنامج ميركوري التابع لناسا، احتفظت بدلات الفضاء بالتصميمات الخاصة ببدلات الطيران المستخدمة سابقاً، إلا أن ناسا أضافت لها مادة تُسمى مايلر أعطتها المزيد من القوة والقدرة على تحمل درجات الحرارة القصوى.
في 20 فبراير 1962، انطلق رائد الفضاء جون إتش. جلين إلى الفضاء على متن مركبة الفضاء ميركوري أطلس، وأصبح أول رائد فضاء يدور حول الأرض. بعد الدوران 3 مرات، هبطت المركبة فوق المحيط الأطلنطي. وكان جلين رائد الفضاء الوحيد الذي يقوم برحلة في الفضاء وهو يرتدي بدلة ميركوري.
بدلة فضاء مشروع جمناي
عندما بدأ العمل على مشروع جمناي، وجد رواد الفضاء صعوبة في التحرك وهم يرتدون بدلة ميركوري، لاسيما وأن هذه البدلة لم تكن مناسبة للمشي في القضاء، ما تتطلب إجراء بعض التغييرات. على عكس بدلة ميركوري الناعمة تم تصميم بدلة جمناي المرنة والتي تسمح لهم بتحمل الضغط.
جمناي تيتان 4
عمل المهندسون في ناسا على تطوير بدلات الفضاء خلال الرحلة الفضائية جمناي تيتان 4، لكي يسمحوا لرواد الفضاء بأن يطفو في الفضاء بدون أي خطورة. وقاموا بربط رواد الفضاء بحبل طويل مُثبت بالمركبة الفضائية يبلغ طوله 25 قدماً، كذلك قاموا بطلاء الخوذة بالذهب لحماية رائد الفضاء من أشعة الشمس غير المفلترة والضارة.
الليلة بـ35 ألف دولار.. ناسا تعلن عن رحلات سياحية لمحطة الفضاء الدولية
مشروع أبولو
مع برنامج أبولو، أدركت ناسا أن رواد الفضاء سوف يتعين عليهم السير فوق سطح القمر. لهذا السبب توصل مصممو الفضاء إلى بعض الحلول الإبداعية استناداً إلى معلومات جمعوها من برنامج جمناي. لم تعد البدلات الفضائية التي يرتديها رواد فضاء أبولو مُبردة بالهواء. جرى تزويد البدلة بطبقة من النايلون لتبريد جسم رواد الفضاء بالماء، على غرار الطريقة التي يُبرد بها مُحرك السيارة.
كذلك تمت إضافة طبقات إضافية من القماش لتخفيف حدة الضغط على رواد الفضاء وحمايتهم من الحرارة الشديدة.
السير على القمر
تم تطوير بدلة فضاء واحدة بشكل يسمح لمرتديها بالسير على القمر. ولتحقيق ذلك، تم تزويد بدلة الفضاء بأطراف مطاطية، وحقيبة ظهر محمولة لدعم الحياة تحتوي على الأكسجين ومعدات إزالة ثاني أكسيد الكربون ومياه تبريد. وكانت تزن حوالي 82 كيلوجراما على سطح الأرض، و14 كيلوجراما فقط على سطح القمر بسبب انخفاض جاذبيتها.
بدلة الرحلة المكوكية
عندما تم إقلاع أول رحلة مكوكية والتي تحمل اسم "إس تي إس-1" في أبريل 1981، ارتدى رواد الفضاء جون يونج وروبرت كريبن نسخة مُعدلة من بدلة الفضاء، تساعدهم على تحمل الضغط الشديد. واُطلق على هذه البدلة اسم "بدلة اليقطين" بسبب لونها البرتقالي. وتشمل هذه البدلة خوذة بها وسائل تواصل، وحقيبة ظهر تحتوي على مظلة، وقفازات، وصمامات وأحذية وأدوات نجاة.
الطفو الحر
في فبراير 1984، أصبح رائد الفضاء بروس ما كندلس أول من يطفو في الفضاء غير مربوط، وذلك بفضل جهاز jetpack تم تزويده في بدلة الفضاء، ويُسمى وحدة المناورة المأهولة. لم يعد هذا الجهاز يُستخدم الآن، ولكن رواد الفضاء يرتدون مثله في حالة الطوارئ.
بدلات المستقبل
توصل المهندسون الذين يعملون على تصميم بدلات الفضاء إلى تصاميم جديدة لبدلات الفضاء الخاصة بالمهام المستقبلية، وتمكنوا من إعداد نظام بدلة يتكون من تشكيلين أساسيين سوف يتم استخدامهم في مهام مختلفة. البدلة البرتقالية والتي يتم ارتدائها أثناء الانطلاق أو الهبوط، إذا لزم الأمر، والتي تحميهم من الضغط الشديد الذي يواجهونه في المقصورة. والبدلات البيضاء التي يتم ارتدائها أثناء السير على سطح القمر بغرض استكشافه.