«العشرة المميزون».. ثريا عبيد: المفتاح الذهبي لفتيات السعودية (فيديو)
تبادر مجلة الرجل إلى إطلاق قائمة «العشرة المميزون في إلهام السعوديين» تقديراً لكوكبة من الرجال والنساء الذي خاضوا تجارب استثنائية خلال مسيرة حياتهم، أسماء تجاوزت ذاتها وشرطها لتجترح آفاقا أخرى للعيش، ولتقدم للآخرين ما يفيدهم ويسهم في بناء الإنسان والمجتمع، أسماء رفعت اسم السعودية عالياً في المنطقة وأمام العالم.
اختيار القائمة اعتمد على عدد من الركائز، انطلاقا من كون المرشح يحمل قيم السعودية في حله وترحاله، مرّ بالعديد من الأحداث والتجارب الاستثنائية وأصر على النجاح والعطاء، غيّر من نفسه أولاً ومن مجتمعه الصغير ومن ثم مجتمعه الكبير تالياً، استطاع أن يترك بصمة خالدة في مجاله، ومهد الطريق وفتح الآفاق لغد أفضل. وكان في المحصلة قدوة وعلامة فارقة يلهم الآخرين في مسيرة حياتهم.
الدكتورة ثريا عبيد ابنة المدينة المنورة، وُلدت في بغداد عام 1945م وتلقت تعليمها في القاهرة، تغربت وهي طفلة لم تتجاوز السبع سنوات من أجل العلم والتعليم، نشأت بين ثمانية أشقاء لأب يعشق العلم والمعرفة ترك وظيفته من أجل العمل الصحافي.
عاصرت الطفلة ثريا عبيد حقبة زمنية لم يكن في السعودية أي ملامح تعليمية للفتيات، ومع ذلك كان والداها يدفعان بها للعلم والتصرفات الاجتماعية التي تليق بـ"الفتاة المتعلمة" فكانت الابنة التي لا تخالف لأهلها رأياً؛ فهي ترى أن تلبية مطالب الوالدين واجب، ما جعلها تفوز بثقتهما لتحقيق رغبتها في استكمال دراستها الجامعية في أمريكا.
وبالفعل حصلت الشابة ثريا عبيد على أول بعثة لفتاة سعودية للولايات المتحدة، وذلك كان في فبراير ١٩٦٣ لتكون المفتاح الذهبي للفتيات من بعدها، فما حققته وهي في عمر 17 عاما من حضور مشرف وتحمل لمسؤولية الباب المفتوح، شجع المسؤولين السعوديين في أعلى المستويات لفتح الباب لابتعاث الفتيات، وكان ذلك في عهد ولي العهد الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- حيث كان يدير شؤون المملكة في ذلك الوقت، ولها كلمة شهيرة في هذا الفصل فدائما ما تقول: "كان لدي أب يحلم وملك يحقق".
حصلت ثريا عبيد على الشهادة الجامعية الأولى في كلية ميلز -وهذه كلية للفتيات في أوكلند، كاليفورنيا عام 1966م، ثم أكملت مسيرتها التعليمية حتى حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي كتخصص أساسي، والإنثربولوجيا الثقافية كتخصص فرعي من جامعة وين في ديترويت -ميشيغن عام 1974م.
بعد أن فرغت من تحصيلها العلمي بدأت مسيرة حياتها العامة، حيث تمّ تعيينها في العام 1975م كمسؤولة عن برنامج المرأة والتنمية في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) في بيروت، وبقيت مع أسرتها الصغيرة حتى 1982م عاشت خلالها أحداث الحرب الأهلية اللبنانية، والاجتياح الإسرائيلي.
بعدها انتقلت (الاسكوا) إلى بغداد ومعها الدكتورة ثريا عبيد وأسرتها، وخلال تلك الفترة تم منعها من السفر خارج العراق مع الموظفين الدوليين العاملين في الاسكوا وكذلك العاملين في الشركات الأجنبية وتطلب الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة وساطة كوفي عنان.
الدكتور يوسف العثيمين لمجلة "الرجل": السعودية عمود الخيمة ورأب الصدع الخليجي من داخله
في العام 1993م تمّ تعيينها في منصب نائب الأمين التنفيذي (للاسكوا) حتى عام 1998م، وانتقلت بعد ذلك إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان في نيويورك، وعملت هناك حتى عام 2000م مديرة لشعبة الدول العربية وأوروبا، ووجد الممثل الدائم للمملكة العربية السعودية، السفير فوزي عبدالمجيد شبكشي، الفرصة لتحتل المملكة أحد المناصب القيادية في الأمم المتحدة، فتقدم باقتراح ترشيحها لمنصب وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لصندوق الأمم للسكان على صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل طيب الله ثراه بحكم موقعه كوزير للخارجية، وجاءت الموافقة من المقام السامي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، وتم الترشيح الرسمي.
قدمت الدكتورة ثريا أحمد عبيد الكثير خلال عملها بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والبرامج الوطنية، لتغير صورة المرأة السعودية محليا، والمرأة العربية على المستوى الدولي، وقد استحقت بجدارة وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى والذي كرمها به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكانت أول امرأة سعودية يتم تكريمها في حفل الجنادرية عام 2013م كضيفة ذلك الموسم الأدبي.
لم تنتهِ رحلة ثريا عبيد عند هذا الفصل، ففي العام 2013م كانت من بين 30 سيدة تمّ اختيارهن ليكن عضوات تحت قبة الشورى. وفي العام 2015م تم توليها منصب رئيس لجنة حقوق الإنسان كأول امرأة تصعد لمثل هذا المنصب في المجلس بعد أن أيد مجلس الشورى توليها.