اكتشف تأثير الطبيعة المذهل على الصحة.. تجعلنا كالأطفال
لا يحتاج أي شخص شاهد طفلاً سعيداً يلعب بحرية في الغابة إلى أي دراسة بحثية ليتأكد أن قضاء بعض الوقت في الطبيعة مفيد للصحة ويساعد على التحرر من الضغوط اليومية، ولقد حاولت مجموعة من الباحثين في المملكة المتحدة الإجابة عن سؤال عفوي يخطر على أذهاننا وهو كم نحتاج من الوقت في الطبيعة لكي نكون أكثر صحة؟
استطلع الباحثون في الدراسة أكثر من 19000 شخص في المملكة المتحدة حول المدة الزمنية التي يقضونها في الطبيعة خلال الاسبوع، كما شمل الاستطلاع حالتهم الصحية وتقييماً لأوضاعهم المعيشية. ووجدوا أن الأشخاص الذين أمضوا ما لايقل عن 120 دقيقة في الأماكن الطبيعية اسبوعياً كانت صحتهم البدنية والعقلية أفضل مقارنةً بالأشخاص الذين لا يقصدون الطبيعة، كما تضاعفت الفائدة بشكل كبير إذا قام الأشخاص بممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق.
وقالت كارولين شويلر، المؤسس والمديرة التنفيذية لمؤسسة "Wildrock" المشرفة على الدراسة: "تظهر النتائج التحول السريع في مزاج البالغين وخاصةً من أصحاب الوظائف الشاقة أثناء ذهابهم في نزهة إلى أماكن طبيعية، حيث نجد أنهم يضحكون ويكتشفون الطبيعة كالأطفال بعد قضاء ساعة واحدة، ولا يمكن أن نغفل عن تأثير الطبيعة على صحة الجسم التي تنعكس على الرئتين والعينين والدماغ، كما أنها تساعد كثيراً في التخلص من التوتر والاكتئاب".
تزداد الفوائد الصحية سواء البدنية أو النفسية كلما ازداد الوقت الذي نمضيه في الطبيعة، وكما تنصح الدراسة بالذهاب إلى الحدائق الصغيرة حتى لو كان لفترة لا تتجاوز 15 دقيقة للحصول على التأثير المذهل الذي تتركه الطبيعة على صحتنا. ولا تقتصر الفوائد على النشاط البدني سواء المشي أو غيره من الأنشطة التي نصبح أكثر حماساً لممارستها في الطبيعة، ولكنه يشمل أيضاً التخلص من القلق اليومي والاكتئاب والتوتر والإجهاد.
وتوفر الطبيعة أيضاً استراحة من ساعات "الاهتمام الموجه عقلياً" الذي نقضيه في التركيز على عملنا وشاشة الكمبيوتر وطرق قيادة السيارة، حيث يميل الناس إلى الاهتمام غير الطوعي أثناء الجلوس في الطبيعة لينتقل نظرهم بين الطيور والزهور والأشجار، الأمر الذي يساعد على الراحة وتصفية الذهن الذي يصبح أكثر حدةً في الأوقات التي يتعين على الناس العودة إلى التركيز والاهتمام.