ما سبب خفقان القلب؟ هنا يصبح مرضا
يعتبر خفقان القلب من أكثر المضاعفات أو الأعراض التي تنتج عن بعض الأمراض، وعلى رغم كونه أمرًا اعتياديًا، فإن زيادة خفقان القلب تشكل إنذارا للكثيرين؛ لأنها تحدث بشكل غير متوقع، ويعد فهم السبب الذي أدّى إلى حدوث خفقان القلب من الأمور المهمة التي تساعد على السيطرة على المخاوف المتعلقة به.
ما هو خفقان القلب
ويطلق الأطباء على تسارع أو خفقان القلب الذي قد يشعر به المرء، تسمية "عدم انتظام دقات القلب" وهو يحدث بشكل دائم أو متقطع ويشير مصطلح خَفَقان القلب إلى تسارع نبضات القلب وبشكل غير منتظم، أو الشعور ببطئها، أو الشعور بتوقفه، وقد يكون الخفقان طبيعياً أو مرضياً، أو متقطعاً أو مستمراً، ويحدث في مناطق الصدر أو الحلق أو الرقبة.
وعادة ما يظهر خفقان القلب لدى الشخص عندما يكون معدل نبضات القلب سريعاً جداً، ويُطلق على هذه الحالة تسرّع القلب أو الحبَض ويخفق قلب الإنسان البالغ في وقت الراحة ما بين 60 - 100 مرة في الدقيقة الواحدة.
وفي بعض الأحيان تتسارع دقات القلب، وتبدأ بالخفقان بطريقة غير منتظمة، ما يؤدي إلى الشعور بعدم انتظام دقات القلب داخل الصدر، وفي بعض الأحيان يكون سبب هذا التسارع الشديد في إيقاع دقات القلب، القلق أو عدم ممارسة الرياضة، ولذلك فمن السهل معالجة هذا السبب.
سريرك يتسبب بمرضك.. ما الذي يمكن أن يسببه لك عدم تنظيف فراشك
ولكن في أحيان أخرى يكون سبب خفقان القلب على الأرجح، مشكلة كهربائية، وفي الحقيقة هنالك العديد من العوامل التي يمكن تؤثر في تحديد معدّل نبضات القلب لدى الشخص، مثل: العمر، وحالة الجسم البدنية.
أسباب خفقان القلب عند النوم
يعاني البعض من زيادة الشعور بخفقان في القلب عند النوم مسببا إزعاجًا شديدًا عند النوم، كما قد يسبب قلقًا واضطراب في النوم؛ ويعني الخفقان عند النوم تسارعا في معدل نبضات القلب عن معدلها الطبيعي، وتتمثل أعراض خفقان القلب عند النوم بتسارع شديد في النبضات، وتكون مزعجة ومقلقة كثيرًا، كما أن المريض يشعر بالغثيان والقيء، وقد يصاحب ذلك اختناق مصاحب لألم في الصدر، وفي حالات متقدمة قد يحدث غياب عن الوعي.
ولزيادة خفقان القلب عند النوم أسباب تتعلق إما بالقلب نفسه أو بغير القلب، ومن هذه الأسباب منها ارتفاع نسبة هرمون الأدرينالين في الجسم، نتيجة التعب الشديد، أو الشعور بالتوتر والقلق، أو الحماس الزائد إضافة إلى تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، مثل القهوة والشاي ولوقت متأخر، والعقاقير المنشطة، والتدخين.
كما تشمل أسباب خفقان القلب عند النوم تناول الأطعمة الدسمة، والغنية بالتوابل والكروموسوم ولوقت متأخر من الليل، إلى جانب التعرض إلى نوبات هلع مخيفة وشديدة الى جانب الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية فضلا عن التغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة في فترة الحيض أو سن اليأس، علاوة على وجود مشاكل القلب المرضية مثل، وانخفاض مستوى السكر في الدم، وزيادة نشاط الغدة الدرقية، وانخفاض ضغط الدم وغيرها.
أسباب خفقان القلب بعد الأكل
فيما يشعر البعض بخفقان في القلب عند النوم يشعر البعض الآخر بخفقان بعد الأكل وهو ما يُعرف أيضًا بخفقان القلب بعد الأكل أيّ أنّ ضربات القلب يُصبح عددها أكثر من 100 ضربة في الدقيقة الواحدة، وهذا الخفقان يكون على شكل ضربات قلّبٍ سريعةٍ جدًا أو صلبةٍ جدًا تسبب عدم الارتياح والألم للشخص، كما أنّ هناك من يعاني من عدم انتظام ضربات القلب أثناء تناول الطعام.
وتعزى أسباب خفقان القلب بعد الأكل إلى ارتفاع ضغط الدم في الشرايين والأوردة كما يعدّ التدخين وشرب المشروبات الكحولية من أكثر الأشياء التي تؤثّر سلبًا في عمل القلب، ولذلك تجد مدمنيها يعانون من خفقان القلب بعد الأكل كذلك يؤثر الكافيين والعقاقير سلبيا على عمل القلب خاصة بعد الأكل، كذلك قد يرجع سبب الخفقان بعد الأكل إلى تشوهات خلقية وضمور في عضلة القلب فضلا عن زيادة نشاط إفراز الغدة الدرقية.
علاج دقات القلب السريعة
يعتمد علاج دقات القلب السريعة على معرفة المُسبّب الرئيسيّ للحالة، وعلى شدّتها أيضاً، ويهدف العلاج إلى خفض معدّل نبض القلب ومنع حدوث المضاعفات الصحيّة، ويمكن في بعض الحالات السيطرة على معدّل نبض القلب من خلال القيام ببعض الإجراءات البسيطة، أما في حال عدم معرفة المُسبّب فإنّه يُلجأ لخيارات عديدة على أمل تخليص المصاب من هذه المشكلة.
وفي العموم يهدف العلاج بشكل أساسيّ إلى محاولة تقليل سرعة ضربات القلب إلى الحدّ الطبيعيّ، ومحاولة تجنيب المصاب التعرّض لتسارع ضربات القلب في المستقبل، بالإضافة إلى تقليل خطر المعاناة من المضاعفات المترتبة على تسارع ضربات القلب،
وتتعدد علاج دقات القلب السريعة بين مناورة العصب الحائر أو مناورة العصب المبهم حيث يعمل هذا العصب على تنظيم ضربات القلب، وإنّ مناورة هذا العصب تؤدي إلى تقليل سرعة ضربات القلب، كذلك يمكن علاج دقات القلب السريعة بالأدوية ومنها مضادات اضطراب النبض، ومن هذه الأدوية ما يعمل على استعادة نبض القلب، ومنها ما يعمل على تنظيم سرعة ضربات القلب، ومنها ما يعمل على تحقيق الهدفين في آنٍ واحد.
كما يمكن علاج دقات القلب السريعة عن طريق تقويم النظم القلبي أو وقف الرجفان الارتعاشي ويُلجأ إلى هذا النوع من العلاجات في الحالات الطارئة التي تتطلب استعادة نظم القلب الطبيعيّ بسرعة، أو في الحالات التي يفشل فيها استخدام الأدوية ومناورة العصب الحائر في السيطرة على الحالة.
وغالبا ما يتم إجراء هذا الخيار العلاجي في المستشفيات، وذلك من خلال تزويد القلب بصدمة كهربائية كفيلة بالتأثير في مجرى الإشارات الكهربائية الخاصة بالقلب، ممّا يؤدي إلى استعادة النظم الطبيعيّ للقلب وعادة ما يتمّ هذا التقويم إمّا باستخدام لصقات خاصة، وإمّا باستخدام ما يُعرف بمزيل الرجفان الخارجي الآلي.