هذا ما تفعله الأطعمة المعالجة لجسدك عند تناولها لمدة أسبوعين
إن الأطعمة المعالجة الفائقة التجهيز، كالأنواع المصنوعة التي تقاوم السكر والدهون والملح، موجودة في كل مكان في الولايات المتحدة، وهذه الأطعمة تشكل ما يصل إلى 60 % من متوسط النظام الغذائي الأمريكي. لكن هنالك دراسة صغيرة جديدة ومكثفة نشرت في مجلة "استقلاب الخلية" (cell metabolism) تظهر أن سعرها المنخفض والترويج لها يأتي على حساب الصحة.
عندما يقوم الأشخاص بتناول نظام غذائي لأطعمة عالية المعالجة لمدة أسبوعين، فإنهم يستهلكون سعرات حرارية أكثر بكثير، ويزيد وزنهم أكثر ودهون الجسم أيضا مما يفعلون عندما يتناولون نظاما غذائيا لأطعمة أقل معالجة، على الرغم من أن كلا النظامين يحتويان على نفس الكميات من العناصر الغذائية مثل السكر والدهون والصوديوم.
ليست صدمة كبيرة أن الأطعمة العالية المعالجة غير صحية، فهنالك أبحاث أخرى ربطت هذه الأطعمة بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان والسمنة. والذي كان غير متوقع هو أن السكر والدهون والملح لا يبدو عليهم أنهم كانوا الدافع الذي يقود الأشخاص لتناول المزيد من الأكل. "لقد فوجئت بالنتائج"، هذا ما قاله كيفن هال، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة وكبير الباحثين في المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في المعاهد الوطنية للصحة. "إنها أول تجربة يمكن أن تثبت فعليا أن هنالك علاقة سببية بين شيء ما يتعلق بالأطعمة المعالجة الفائقة التجهيز، بغض النظر عن تلك العناصر الغذائية، التي تسبب المزيد من تناول الطعام للأشخاص والمزيد من زيادة الوزن".
وفي الدراسة، 20 شخصا بالغا ذوو صحة جيدة عاشوا في المختبر لمدة شهر، حيث تم إعداد جميع وجباتهم والوجبات الخفيفة أيضا لهم. وكانت خطط الوجبتين تلك إما طعام معالج فائق التجهيز أو غير معالج، وكان الجميع يأكلون واحدة ثم ينتقلون إلى الأخرى لمدة أسبوعين في وقت واحد. (أطعمة مثل الرافيولي المعلب، قطع الدجاج، خبز البيغل وعصير الليمون خاص بالحمية، هذا ما تألف منه النظام الغذائي للطعام المعالج الفائق التجهيز، أما بالنسبة لنظام الغذاء غير المعالج، فقد كان يحتوي على سلطات، البيض المخفوق، دقيق الشوفان والمكسرات).
يحتوي كلا هذين النظامين الغذائيين على ملامح غذائية متطابقة تقريبا، مع نفس الكمية من السكر، الدهون، الصوديوم، الألياف وأكثر من ذلك. لكن الوجبات تلك كان لها تأثيرات مختلفة جداً. فعندما قام الأشخاص بتناول نظام غذائي لطعام معالج فائق التجهيز، فإنهم تناولوا نحو خمسمائة سعرة حرارية في اليوم، أكثر مما يتناولون في النظام الغذائي للطعام الأقل معالجة. هم أيضا اكتسبوا حوالي رطلين على مدار أسبوعين لنظام الغذائي للطعام المعالج الفائق التجهيز، وفقدوا نفس مقدار الوزن في النظام الغذائي للأطعمة غير المعالجة.
هم كانوا يأكلون بشكل أسرع، أيضا، وهذا ما قد يكون أحد الأسباب لزيادة وزنهم. "إن الطعام المعالج الفائق التجهيز يميل إلى أن يكون أكثر طراوة، مما يجعل منه أكثر سهولة في المضغ والبلع"، هذا ما يقوله هال. "إحدى النظريات تقول إنه إذا كنت تأكل بسرعة أكبر، فأنت لا تعطي لجهازك الهضمي الوقت الكافي بإرسال إشارة إلى عقلك بأنه أصبح لديك سعرات حرارية كافية، وأنك ممتلئ، وأن تتوقف عن الأكل. وبحلول الوقت الذي يحصل فيه الدماغ على هذه الإشارة، يكون قد فات الأوان، فأنت بالفعل قد أفرطت بتناول الطعام".
وهرمونات الأشخاص أيضا تغيرت اعتمادا على وجباتهم ومدى معالجتها. على الرغم من أن الأشخاص قالوا إنهم شعروا بنفس القدر من الشعور والامتلاء والرضا تجاه كلا النظامين الغذائيين، إلا أن نظام الغذائي للطعام غير المعالج أدى إلى زيادة في هرمون قمع الشهية والذي يسمى بي واي واي وانخفاض في هرمون الجوع الجريلين. "كل من هذه التغييرات الهرمونية والتي حدثت، لأسباب لا نفهمها بشكل تام، تميل إلى دعم ملاحظاتنا"، هذا ما يقوله هال. وللنظام الغذائي للطعام غير المعالج، " فإن الأشخاص يقومون تلقائياً بتقليل استهلاكهم من السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وفقدان الدهون في الجسم، ومن دون الاضطرار إلى حساب السعرات الحرارية أو حتى القيام بذلك عن قصد".
إن تجنب تناول الأطعمة المعالجة الفائقة التجهيز ليس بالأمر السهل، وخاصة من الناحية المالية. ففي الدراسة، فإن مكونات وجبات الأطعمة غير المعالجة تكلف حوالي 40 % أكثر من الأطعمة المعالجة الفائقة التجهيز، هذا ما يقوله هال. لكن الدارسة تقدم أحدث دليل على أن خفض تناول الأطعمة المعالجة الفائقة التجهيز قد يستحق الثمن الإضافي والجهد الإضافي.