لم يكن الأمر سهلا أبداً.. نظرة على قصة صعود مؤسس «أوبر»
الطريق إلى النجاح ليس سهلاً، مع ذلك فإن التحديات التي نواجهها ونتغلب عليها هي ما تكسبنا خبرة وتجعلنا حياتنا شيقة ومثيرة. حسناً، هل تخيلت يوماً إنك سوف تستطيع أن تطلب سيارة تصلك أينما كنت بمجرد أن تضغط بإصبعك على بعض الرموز الموجودة في أحد تطبيقات هاتفك المحمول؟ ربما لا، ولكن رائد الأعمال ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذي لأوبر، تمكن من تحويل هذا الحلم إلى حقيقة.
لم يكن الأمر سهلاً ولم يحقق ترافيس كالانيك هو الرئيس التنفيذي لأوبر كل هذا النجاح بسهولة، ولم يصل إلى القمة بين ليلة وضحاها، ولكنه بذل الكثير من الجهد ومر بالكثير من الإخفاقات. في بداية الأمر شعر الناس بالارتباك إزاء التطبيق الأول الذي قدمه كالانيك لتوفير هذه الخدمة، وعانى كالانيك من الكثير من القيود والتناقضات التي تصدى لها جميعاً من أجل تحقيق هدفه، وفي نهاية المطاف بات الملياردير الشهير، صاحب أهم التطبيقات الخدمية التي تعمل في جميع أنحاء العالم.
حياة ترافيس كالانيك قبل تطبيق أوبر
لم يسلم الأمر أيضاً من الكثير من الانتقادات واستخفاف الكثيرين بما يفعله كالانيك، إلا أن ثقته القوية ورغبته الشديدة في تحقيق حلمه جعله رائد أعمال بارعا. بلغت قيمة شركته لخدمات السيارات حوالي 18 مليار دولار في يونيو 2014، وفي العام نفسه كانت تقدم خدمات في 128 مدينة داخل 45 دولة.
الأمر غريب.. ماذا اشترت أوبرا وينفري بأول مليون دولار في حياتها؟ (فيديو)
قبل أن يغدو كالانيك أحد ملوك وادي السيليكون درس هندسة الحاسب الآلي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ثم انضم إلى مشروع يحمل اسم Scour، هدف إلى مشاركة الملفات وتحميل الموسيقى، وحقق المشروع نجاحاً كبيراً في عام 1998، ما دفع كالانيك إلى ترك دراسته الجامعية من أجل الاتجاه إلى سوق العمل وإعطاء وقته بالكامل للعمل.
شعرت الشركات القابضة والعملاقة في مجال صناعة الترفيه بالغضب الشديد إزاء مشروع كالانيك، فاتحدوا معاً ورفعوا دعوى قضائية ضد الشركة مطالبين بالحصول على 250 مليار دولار، ما أجبر كالانيك وشركائه على إعلان إفلاسها عام 2000 لتجنب الدعوى القضائية.
نهوض الرئيس التنفيذي لأوبر مُجدداً
حاول ترافيس كالانيك الوقوف على قدميه مُجدداً، حتى تمكن من تأسيس مشروع جديد يحمل اسم ريد سووش. وفي تلك الأثناء أنفق المليونير الأمريكي مبالغ كبيرة على شراء منزل جديد، وقام بالعديد من الرحلات الفخمة والاستثمارات الكُبرى في الشركات الناشئة.
وفي عام 2008، بينما كان يحضر مؤتمراً في عام 2008 في العاصمة الفرنسية باريس، أجرى كالانيك محادثة مع جاريت كامب، مؤسس StumbleUpon، فأخبره كامب عن فكرته بتقديم خدمة نقل تعتمد على السيارات الفاخرة المريحة مقابل 800 دولار، وبدأ الاثنان العمل على فكرة أوبر كاب في العام التالي.
تطوير شركة أوبر
طور كالانيك وكامب الفكرة وقررا استبدال السيارات الليموزين الفاخرة بأخرى أجرة حسب الطلب، يمكن الوصول إليها وطلبها من خلال تطبيق يتم تنزيله على الهواتف الذكية. وتمكنت الشركة من إطلاق المشروع في مدينة سان فرانسيسكو عام 2010. وفي شهر ديسمبر من ذلك العام، أصبح كالانيك المدير التنفيذي للشركة، وتمكن من إطلاق الخدمة في مدينة تلو الأخرى.
لم يكن الأمر سهلا أبداً لاسيما وأن كالانيك واجه الكثير من المشاكل والصعوبات، خاصة وأن سائقي التاكسي وسيارات الأجرة بذلوا كل ما في وسعهم لمنع إطلاق المشروع وقاموا باحتجاجات واسعة وإضراب عن العمل في العديد من المدن الكُبرى مثل باريس ولندن ومدريد وغيرها، ورفعت العديد من الجهات الكثير من الدعاوى القضائية ضد شركة أوبر.
أوبر وكريم في كيان واحد.. كيف تمت صفقة الأستحواذ الأضخم في الشرق الأوسط؟
معوقات وتحديات إنشاء تطبيق أوبر
ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى تضييق حكومات بعض الدول على الشركة، كما حدث في الصين ففي عام 2013 بدأت أوبر العمل هناك وحققت نمواً ملحوظاً، إلا أن الشركات المنافسة بذلت مجهوداً كبيراً من أجل السيطرة عليها، حتى اُعلن في عام 2016 أنه جرى الاستحواذ على أوبر في الصين من قبل منافستها المحلية Didi Chuxing. كما جرى منع الخدمة إما جزئياً أو بشكل كامل في بعض الدول مثل تايلند وهولندا.
مع ذلك، لم يفقد كالانيك شغفه وحماسه لإكمال مشروعه، وواجه التحديات كلها بقوة وشجاعة، وعمل جاهداً على التوغل والانتشار في جميع الدول والبلدان حول العالم.
يرى كالانيك أن الإصرار والمثابرة هما العاملان الرئيسيان لتحقيق النجاح والوصول إلى القمة، وهناك اقتباس شهير به يكثر تداوله يقول: "هل تريد أن تكون جزءا من المستقبل، أم تريد مقاومته؟ الأمر يتعلق بالمخاطرة. فهم المخاطرة ومعرفة كيفية القيام بمخاطرات ذكية. الفرق بين رواد الأعمال وغيرهم يتمثل في الإجابة عن هذا السؤال".