«بيتكوين» المستفيد الأكبر من الحرب التجارية بين الصين وأمريكا
تواصل بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة المنافسة صعودها وعودتها منذ بداية العام الجاري، وهذا بعد أن فقدت أكثر من 80 في المائة من قيمتها العام الماضي.
وصلت بيتكوين إلى 20 ألف دولار بنهاية عام 2017، وافتتحت عام 2018 بتدهور كبير أوصلها في النهاية إلى 3100 دولار أمريكي، نفس هذا المسار سلكته بقية منافساتها والسوق برمتها.
اليوم يقدر سعر بيتكوين بحوالي 8400 دولار فيما ارتفعت القيمة الإجمالية للسوق من 100 مليار دولار إلى 267 مليار دولار أمريكي اليوم.
السر وراء تشجيع أمازون موظفيها على الاستقالة وبدء مشاريعهم الخاصة
خلال شهر مايو 2019، تمكنت السوق من كسب 100 مليار دولار على الأقل، ما يجعل هذا الشهر الأفضل منذ أزمة العملات الرقمية.
وشهدت السوق حالات تصحيح جزئية وسريعة، لكن غالبا ما تستأنف بالارتفاع السريع بقيادة بيتكوين التي حققت نموا بنسبة 59.48% في شهر.
ارتفع سعر بيتكوين من 5100 دولار أمريكي إلى 8400 دولار الآن، وهي في طريقها إلى 9000 دولار أمريكي.
الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وتأثيراتها على أسواق المال العالمية
خلال شهر مايو، خيم فشل المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة على الأسواق، بينما كان هناك تفاؤل بأن الجانبين سيتوصلان إلى اتفاق، فقد صدم دونالد ترامب العالم عندما أعلن عن رفع الرسوم الجمركية على منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين بإعلان رفع الرسوم الجمركية على 60 مليار دولار أمريكي.
ثم تسارعت الأحداث، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن حظر هواوي وهو الذي سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من 19 أغسطس القادم، وتحركت الصين لتقليل وارداتها من المنتجات الزراعية الأمريكية وأيضا إلى البحث عن إصدار قائمة بالشركات المحظورة في الصين.
طيلة هذه الفترة وأسواق الأسهم العالمية والدولية تخسر المليارات من الدولارات، وقد أفاد دويتشه بنك أن المعارك التجارية التي قام بها الرئيس ترامب تكلف سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة 5 تريليونات دولار والخسائر مستمرة.
تراجعت أيضا أسعار النفط بسبب المخاوف من تباطؤ الإقتصاد العالمي نتيجة الحرب التجارية بين البلدين والتي ستسبب خسائر تصل إلى 600 مليار دولار للاقتصاد العالمي.
وخلال الفترة نفسها عملت المؤسسات الاستثمارية وصناديق الاحتياط على التخلص من مئات المليارات الدولارات من الأسهم.
استفادة بيتكوين من الحرب التجارية بين الصين وأمريكا
قال Harpal Sandhu، رئيس مؤسسة Mint Exchange، أن تدفق السوق يشير إلى أن المستثمرين في الصين قاموا ببيع اليوان للانتقال إلى بيتكوين والعملات الأخرى قبل الحرب التجارية.
وقال: "هذه رحلة هروب رؤوس أموال تخرج من الصين بسبب التجارة"، كان المستثمرون الصينيون حريصين على الخروج من العملة التي فقدت قيمتها مقابل كل من الدولار والين مطلع الأسبوع الماضي.
يتوقع بعض المحللين أن تخفض الصين قيمة اليوان بقوة أكبر في حالة تصاعد التوترات، مما يجعل الصادرات أرخص نسبيًا.
وتعد Mint Exchange واحدة من منصات تداول العملات الرقمية المشفرة، وقد لاحظت مثل البورصات الأخرى على الإنترنت أن هناك إقبالا على بيتكوين ومنافساتها في هذه الفترة.
وقالت Mint Exchange إن حجم التداولات تضاعف ثلاث مرات في الأسبوعين الماضيين، ليصل إلى 59 مليون دولار يوم الأحد الماضي.
لماذا ارتفعت أسعار بيتكوين في الحرب التجارية؟
حسب مراقبين فإن بيتكوين تلعب دور الذهب الرقمي، وهي تعتبر للكثير من مناصريها ومتداوليها من الأصول التي يمكن اللجوء إليها في الأزمات، وهي تخزن القيمة.
في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لجأ إليها الكثير من الصينيين وحتى الأتراك وعدد من الجنسيات الأخرى التي تخشى تراجع أو انهيار عملاتها المحلية.
في قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رأينا أيضا إقبال البريطانيين على شراء هذه العملة الرقمية، ونفس الأمر عندما يتصاعد الحديث عن إمكانية خروج ايطاليا من التكتل الأوروبي.
إنجاز جديد.. المملكة تحقق قفزة نوعية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019
وتبحث صناديق الاستثمار والاحتياط العالمية عن طرق من أجل تجنب تأثيرات الأزمة العالمية المالية المرتقبة، وهي تستثمر في السندات والذهب إضافة إلى بيتكوين والأصول الأخرى التي يمكن ألا تتضرر كثيرا.
قد يبحث المستثمرون الذين قد يخشون من قيمة الدولار الأمريكي أو انخفاض اليوان عن ملاذ آمن وفي هذه الحالة بيتكوين أو أي عملة أخرى مشفرة، كان هذا هو الحال في فنزويلا مع انخفاض قيمة عملتها، ويمكن قول الشيء نفسه بالنسبة لتركيا.