قصائد للترحيب وتغزل بالطعام.. هكذا احتفى الشعراء بشهر رمضان
حظي شهر رمضان المبارك بذكر كبير وافر في إنتاج وقصائد الشعراء قديما وحديثا، والذي كان شهرا مميزا عن باقي الشهور، فما أن يأتي شهر شعبان حتى يتنسم الشعراء عبير رمضان، وتجد الشعر يتفجر عند بعضهم ابتهاجا بقدوم الصيام ويحفل الأدب العربي بالعديد من الأبيات الشعرية التي ارتبطت بالشهر الكريم، منها ما يحتفي بقدومه، ومنها ما يعتبره ضيفا ثقيلا مرهقا، ومنها ما فاض بالغزل في الأطعمة والمشروبات الرمضانية، وَلأهَمِيَّةِ هذا الشّهَر هُناكَ الكَثير مِنَ القَصائِدِ الّتي تَتَحَدَّثُ عَنه، وَسَنَذْكُر لَكُم في ما يلي بعضاً منها.
الاحتفال بمقدم رمضان
ففي الاحتفال بمقدم هلال رمضان أنشد الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي قائلا
هذا هلال الصوم من رمضان
بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه
واجعل قراه قراءة القرآن
فيما عبر الأديب مصطفى صادق الرافعي عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتـــك زائراً في كــل عـــــام تُحَيّا بالســـلامة والســلامِ
وتُقْبِلُ كالغمــام يفيــض حـــيناً ويبقــى بعــده أثرُ الغمــامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ إليك وكم شــجيٍ مُســـتهامِ
نصائح رمضانية
أما أمير الشعراء أحمد شوقي فأنشد لقرائه وأحبائه نصائح رمضانية فيقول:
يا مديم الصوم في الشهر الكريم
صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا:
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى
وقبل الصوم صم عن كل فحشا
وصف القطائف والكنافة
إلى ذلك صور علي بن ظافر الأديب المصري المتوفي سنة 613هـ بعض مظاهر رمضان وخصوصياته كالفانوس الذي يشتهر وجوده في رمضان، وكذلك الحلوى الخاصة برمضان كالقطائف والكنافة قائلا:
ونجم من الفانوس يشرق ضوؤه
ولكنه دون الكواكب لا يسري
ولم أرَ نجما قبل طلوعه
إذا غاب ينهى الصائمين عن الفطر
انتقاد بعض العادات السيئة
في حين لم يفوت الشاعر معروف الرصافي استهجان وانتقاد بعض العادات السيئة في رمضان كالإسراف في موائد الإفطار قائلا:
وأغبى العالمين فتى أكول
لفطنته ببطنته انهزام
ولو أني استطعت صيام دهري
لصمت فكان ديدني الصيام
ولكن لا أصوم صيام قوم
تكاثر في فطورهم الطعام
وداع رمضان
وفي وداع رمضان أنشد الشاعر عبدالعزيز الدريني
أي شهر قد تولى
يا عباد الله عنا
حق أن نبكي عليه
بدماء لو عقلنا
كيف لا نبكي لشهر
مر بالغفلة عنا
ثم لا نعلم أنا
قد قُبلنا أم حُرمنا