ليست رائعة كما تتخيلون.. الجانب المُظلم من السياحة في تركيا
ربما تكون تركيا من أشهر البلدان السياحية في العالم بالنظر إلى معالمها السياحية الكثيرة والمتعددة، فهناك يوجد العديد من المساجد والمتاحف والمباني الأثرية بالإضافة إلى الأسواق المليئة بالبضائع، إلا أنها مع ذلك تترك الكثير من زوارها وسياحها في حالة من الإحباط الشديد، ويغادرونها وهم غير راضين عن التجربة التي قاموا بها هناك.
حسب العديد من السياح وزوار تركيا فإن مدنها المليئة بالمزارات السياحية قد تكون جميلة وبها مناظر طبيعية أخاذة، ولكنها في الوقت نفسه سوف تترككم تشعرون بخيبة أمل كبيرة، خاصة وأن معالمها السياحية مختبئة وغير واضحة في غابة من المباني الخرسانية.
صعوبة التواصل مع الأتراك
ربما تواجه صعوبة في التواصل مع الشعب التركي، فرغم كونهم مضايفين وكرماء إلا أن الأتراك يعتزون بلغتهم الأم كثيراً ولا يتحدثون سواها، لذلك سوف تواجه العديد من المشاكل في التعامل معهم وفهمهم إذا لم تكن تتحدث اللغة التركية، وهو الأمر الذي اشتكى منه الكثير من السياح العرب والأجانب الذين توجهوا إلى هناك.
وقال العديد من السياح العرب إن الشعب التركي لا يرحب بالسياح خاصة الذين ينتمون إلى البلدان العربية، ويتعاملون معهم بجفاء وغلظة منذ الوصول إلى المطار وحتى استقبال الفنادق وسائقي التاكسي والبائعين في المحلات والمطاعم.
تراجع غير مسبوق.. كيف دخلت السياحة في تركيا غياهب النفق المظلم؟ (فيديو)
ويفتقر بعض الأتراك لذوقيات وآداب التعامل، إذ اشتكى بعض السياح من تدخين الأتراك للسجائر ونفث الدخان في وجه الآخرين مباشرة، ولا يميزون بين الطفل أو الشاب لا يهتمون لهذه الأمور كثيراً. كذلك الأمر في التعامل مع النساء، الأتراك يتسابقون على كراسي المترو لكي يجلسوا قبل النساء، ولا يعبئون كثيراً إذا كانت هذه المرأة مُسنة أو حامل أو مريضة.
ولا يمنح الأتراك السائحين المعاقين أو الأطفال الاهتمام الذي يحصلون عليه إذا سافروا إلى أي مكان آخر في العالم، وخاصة عند مداخل بعض الأماكن السياحية والتي يصعب التمشي فيها خاصة وأنه لا يوجد شوارع مُهيئة بالكراسي للمعاقين أو عربات الأطفال. ولا يوجد أيضاً مدن ترفيهية للأطفال أو خيارات متعددة للاستمتاع بأوقاتهم مثل تلك الموجودة في دبي، لذلك لا يُنصح باصطحاب الأطفال أقل من 5 سنوات إلى هناك، نظراً إلى حجم المعاناة التي سوف يعيشونها في الترام والمترو، والطوابير الطويلة والتعرض لأشعة الشمس المباشرة.
خدمات ليست متميزة
ومستوى الفخامة والخدمة في الفنادق خاصة الأربع نجوم متدني مقارنة بغيرها الموجودة في الدول الأخرى، واتباعها نظام مُتشدد يمنع دخول المأكولات والمشروبات، كذلك اشتكى البعض من نظافة بعض الأماكن خاصة في الجزء النامي من البلاد، خاصة دورات المياه الموجودة في بعض المطاعم والأماكن العامة مثل الحدائق والمتنزهات.
كما أن الفنادق في منطقة السلطان أحمد الشهيرة ذات غرف صغيرة، والسرير المزدوج صغير جداً فلا يتجاوز عرضه 150 سنتيمترا. أما عن التاكسيات فهي أغلبها من طراز هونداي كسنت وأصغر، لذلك هي صغيرة جداً ولا تتحمل 3 ركاب بالغين في الخلف.
لم تعد آمنة بعد الآن
من الأشياء التي تميزت بها تركيا هو كونها واحدة من أكثر البلدان الآمنة في العالم، ولكنها لم تعد كذلك في الآونة الأخيرة بعد الأحداث التي تقع على المناطق الحدودية المُقربة منها لاسيما سوريا، وقيام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا، وتسلل بعض مقاتلي التنظيم إلى الداخل من أجل تنفيذ عمليات إرهابية هناك.
يوجد في تركيا عدد كبير من المتعصبين والمتشددين الذين ينفذون عمليات إرهابية، لذلك نصح نادي موناكو، أحد الأندية في كرة القدم الفرنسية، مؤيديه وأنصاره بعد السفر إلى تركيا لحضور مباراة كرة القدم حفاظاً على سلامتهم.
وفي ليلة رأس السنة في عام 2017 أسفر إطلاق نار جماعي على ملهى ليلي عن مقتل 39 شخصا وإصابة 70 آخرين.
ولا تتوقف الاحتجاجات والمظاهرات التي يشارك فيها المحتجون اعتراضاً على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي يستخدم فيها رجال الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من أجل إجهاض أي حراك شعبي.
غلاء فاحش واستغلال سياح
علاوة على ذلك فإن أسعار البضائع والخدمات في تركيا باهظة الثمن، فهي ليست بلد رخيص ولكن على العكس تماما أصبحت أكثر غلاء من بعض الدول الأوروبية، ويتمثل ذلك في غلاء أجرة التاكسي وتذاكر دخول الأماكن السياحية والفنادق. كما أن أصحاب المحلات والمتاجر في تركيا يستغلون السياح ويحاولون تحقيق أكبر مكاسب مادية من ورائهم.