واجه مخاوفك.. كل ما تريد معرفته عن «الفوبيا»
انتشرت الأمراض النفسيّة انتشارا كبيرا في الآونةِ الأخيرةِ، وهي تُصيبُ الإنسانَ وتُسبّبُ له الكثيرَ من المشاكلِ الصحِّية والأمراض؛ كالضّغط، وأمراض القلب والسُكريّ، إلى جانب الأضرارِ البالغةِ التي تُحدِثها في نفسيّة وشخصّيةِ الإنسان، وعلى رغم أن الخوف أمر طبيعي وشعور متأصل داخل كل منا لكنه عندما يزداد قد نجد أنفسنا مرضى نفسيين نعاني من خوف غير طبيعي يسمى بالخوفُ المرضيُّ وهو يعد أكثر الأمراض النفسيّة فتكاً بالنّاس.
ما هو الخوف المرضي
ويعرف الخوفُ المرضيُّ أو ما يُطلقُ عليهِ علميّاً "الفوبيا" أو "الرّهاب"، بأنه الخوفِ المُفرطِ وغير المناسبِ تجاه موضوعٍ أو شيءٍ أو موقفٍ مُعيّنٍ يَشعرُ فيه الشّخص بأنّه فاقدٌ للسّيطرةِ على هذا الإحساسِ المُفرطِ بالقلقِ والخوفِ، ولا يستطيع التوقّفَ عنه، وهذا الخوفُ مُرتبطٌ بمثيراتٍ مُتنوّعةِ تُؤدّي إلى حصولهِ.
وعادة ما تكون الفوبيـا عرضاً وشكوى لمجموعة مُختلفة من الأمراض العقلية الخطيرة، مثل انفصام الشخصية، ففي مرض انفصام الشخصية يُعاني الأشخاص من الهلوسة البصرية، والسمعية، والأوهام، وجنون العظمة.
وتبدأ الاضطرابات الرهابية في الغالب في أواخر سن المراهقة أو في أوائل العشرينات. تكون البداية عادة مفاجئة وتظهر كنوبة من الخوف، بسبب وجود العامل الذي سيصبح منذ التعرض الأولي فصاعدًا، مسبب الرُّهاب.
أعراض الخوف المرضي
وهنالك العديد من أنواع الرهاب التي لا تعدّ ولا تحصى، ومن الصعب جداً حصرها تحت قائمة واحدة، وقدّ تكون إما مخاوف طبيعية أو متعلقة بالحيوانات أو حتّى مخاوف من أمراض معينة وغيرها، كالخوف من مكان أو موقف أو شيء معين.
وغالبا ما تظهر بعض الأعراض على الأشخاص الذين يعانون من فوبيا معينة، ومن الممكن تعرضّهم لنوبات قلق وهلع لا يمكن السيطرة عليها، ومحاولتهم لتجنّب هذا الخوف رغم كل الظروف، ومن الممكن أن تكون ردّة فعلهم غير منطقية ومبالغا بها.
وقد تشمل أيضاً بعض الأعراض الجسدية ومنها التّعرق وصعوبة في التنفس وتسارع في نبضات القلب والارتجاف والقشعريرة وألم في الصدر وجفاف في الفم والغثيان والشعور بالدوار والصداع.
أسباب الخوف المرضي
وتختلف أسباب مرض الخوف من شخص إلى آخر، ومن أبرز أسبابه العوامل الوراثية وكذلك التنشئة الاجتماعية والبيئة المحيطة فالأطفال الذين لديهم أقرباء أو تاريخ عائلي من اضطراب القلق معرضون لخطر الإصابة بالفوبيا أيضا يمكن أن تسبب الأحداث المؤلمة الإصابة بالفوبيا، ويمكن أن يكون التعرض للأماكن المفتوحة، أو المرتفعات الشديدة، أو لدغات الحيوانات، أو الحشرات مصدرًا آخر للفوبيا، كذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مستمرة أو مخاوف صحية في كثير من الأحيان معرضون لخطر الإصابة بالفوبيا. وهناك نسبة عالية من الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا بعد إصابات في الدماغ، وترتبط أيضاً الفوبيا بتعاطي المخدرات والاكتئاب. وتكون الفوبيـا عرضاً وشكوى لمجموعة مُختلفة من الأمراض العقلية الخطيرة، مثل انفصام الشخصية، ففي مرض انفصام الشخصية يُعاني الأشخاص من الهلوسة البصرية، والسمعية، والأوهام، وجنون العظمة.
علاج الخوف المرضي
ويبدأ علاج الخوف المرضي بالتشخيص ومعرفة أسباب الفوبيا وهناكَ أكثرُ من طريقةٍ لمعالَجةِ المريضِ ومساعدتِهِ للتخلُّصِ من هذا المرض، ويعتبر العلاج السلوكي المعرفي العلاج الأكثر شيوعاً لعلاج الفوبيا. وعادة ما يتم هذا العلاج عبر التعرض لمصدر الخوف وهو يركز على تحديد وتغيير الأفكار السلبية والمعتقدات المختلة وظيفياً وردود الفعل السلبية على الموقف الذي يُسبب الفوبيا وعادة ما تستخدم تقنيات جديدة، مثل تقنية الواقع الافتراضي لتعريض الناس لمصادر الفوبيا الخاصة بهم بأمان.
كما أنه يمكن علاج الخوف المرضي من خلال إعطاء أدوية مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق والتي تساعد في تهدئة ردود الفعل العاطفية والجسدية للفوبيا، وتُصرف هذه الأدوية بجرعات محددة وفي حالات خاصة للتجنب من التعرّض للإدمان عليها على المدى الطويل.
كذلك يمكن علاج الخوف المرضي من خلال التغيير في نمط الحياة والعلاجات المنزلية مثل الاسترخاء والتنفس العميق وممارسة رياضة اليوجا، ومن الضروري محاولة التأقلم مع هذا المرض عن طريق مواجهة تلك المخاوف وتجنّب عدم التعرض إليها، والتدرب تدريجياً للتعامل معها، ومن الممكن أيضاً الانضمام إلى مجموعات تعاني من نفس نوع الرهاب ومشاركتهم بعض المواقف، أو التحدّث إلى صديق أو أحد أفراد العائلة وطلب الدعم منهم.