المعنى الحقيقي للحسد.. وهكذا تتغلب عليه
في ثالث أيام حملة «الرجل» لتوضيح المعنى الحقيقي للمشاعر الإنسانية نسلط الضوء على الحسد، من خلال البرنامج الجديد «المعنى الحقيقي» الذي يستمر معنا خلال أيام الشهر الفضيل.. ما هو الحسد وما أسبابه؟ وكيف نتغلب عليه؟
لنا في كل يوم رحلة يرافقنا فيها شعور محدد نختبر كيفية التعامل معه سواء كان من ضمن المشاعر الإيجابية أو السلبية في الحياة والعمل والأصدقاء والمجتمع.. فهيا بنا اليوم نكشف مساوئ الحسد..
إبهار لا مثيل له.. لقطات استثنائية لمكة المكرمة من زوايا لم تألفها العين
مفهوم الحسد
ويشير مفهوم الحسد إلى أنه تمني الشخص زوال النعمة التي أفاء الله تعالي بها على الشخص الأخر (المحسود)، وأن تزول بعيداً عنه سواء كان في نعمة في الدين أو الشؤون الدنيوية، وأن يلحق به، وقد تكون هذه المشاعر لا إرادية أو في بعض الحالات مقصودة.
وغالبا ما يتم الخلط بين الحسد والغيرة، ففيما أن الغيرة هي أحاسيس تنتاب الإنسان عند شعوره بالخوف من فقدان شيء ما يملكه لصالح طرف آخر موجود في الحقيقة أم وهمي، يعني الحسد تمني امتلاك ما عند الغير وزوالها عنه في المقابل.
أسباب الحسد
وهناك الكثير من الأسباب أبرزها العداوة، والتعزز، والكبر، والعُجب، والخوف من فوت المقاصد المحبوبة، وحب الرياسة والبغضاء والحقد و الغيرة وخبث النفس وبخلها، وضيق العين، وعدم حب الخير للآخرين.
وقد نهى الله سبحانه وتعالي ورسوله عن الحسد لتنافيه مع حب الآخرين وحب الإيثار وتمني الخير للآخرين لذا عليك كبح جماح نفسك، والسعي للعلاج من هذا المرض قبل خروجه عن السيطرة، وحدوث ما لا تُحمد عقباه، وهنا يتساءل الشخص عن كيفية منع نفسك من حسد الآخرين.
ويمكن الوقاية من الحسد بعدة أمور، أبرزها المحافظة على اتّباع أوامر الله تعالى وتطبيق شرعه الحكيم، واجتناب نواهيه والابتعاد عن المعاصي والذنوب، والحرص على تقواه وحفظ حدوده، إضافة إلى الابتعاد عن إظهار النعم بشكلٍ لافتٍ أمام الناس، وخاصةً من يفتقر لمثل هذه النعم أو أمام من هم معروفون بالغيرة والحسد.
التفاؤل بالخير
كذلك يمكنك أن تمنع نفسك عن حسد الآخرين بالابتعاد عن التفكير المكثف بالحسد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتفاؤل بالخير والابتعاد عن سوء الظن، كما أن قوانين الطبيعة التي توصل إليها علماء النفس تشير إلى وجود قانون الجذب وبأن ما يحصل مع الشخص هو نِتاج أفكاره وآرائه. فضلا عن تقديم المساعدة والإحسان لمن هو معروف بالحسد، فهذا أولى أن يطهِّر قلبه من الغيرة والحسد، إلى جانب الإيمان الجازم بأنَّ كل ما يحدث هو تقدير الله عز وجل، وبأنه من عند الله فهذا يزيد من التوحد وعدم التضرر النفسي من جراء الحسد.
المسامحة والتفكير الإيجابي
أيضا يمكنك تجنيب نفسك حسد الآخرين من خلال التفكير في تأثير الحسد على حياتك بطريقة سلبية كذلك يساعدك إخبار أحد الأصدقاء الداعمين أو أحد أفراد العائلة المقربين بما تشعر به، على الشعور بالتحسن ومساعدتك على التعبير عن عواطفك بشكل إيجابي، أيضا تعد المسامحة جزءا مهما في علاج نفسك من الحسد؛ لأن نقمتك على شخص وتمني خسارته وفشله لن تؤدي إلا إلى تعطيل مسيرتك وتوقفك.
تقدير ما وهبه الله
ويعد تقدير الإنسان لكل ما وهبه الله من أبرز طرق تجنيب الإنسان لحسد الآخرين، وكذلك تقديره لما وهبه الله للآخر أيضا، مع الرضا بما قسم له وبما قسم لغيره، والتركيز على ما عندك من قدرات لتحسن من نفسك، والعمل على تطوير إحساس السعادة للآخرين والفرح لهم، كذلك يمكنك التعامل مع الحسد بطريقة بناءة لتحويله إلى شيء إيجابي، وتوليد هدف تسعى جاهدا لتحقيقه.
مع تذكر أن نجاح الآخرين لا يؤثر عليك ولن يوقفك، وأن نجاحك في الحياة لا يتوقف على شخص آخر، سواء كان الأمر يتعلق بإيجاد شريك الحياة، أو الحصول على وظيفة جيدة، أو أي شيء آخر تريده، أيضا يمكنك قضاء بعض الوقت في مساعدة المحتاجين الذين لا يملكون شيئا، وهذا له دور في إدراك قيمة ما عندك من النعم وما تمتلكه من الهبات والقدرات، مما يساعدك في التخلص من حسد الآخرين.