ما عليك فعله عند تولي إدارة جديدة زمام الأمور في شركتك
التغيير بشكل عام من الممكن أن يخلق شعوراً بعدم الارتياح لدى العديد من الأشخاص، وعندما يحدث هذا التغيير في مكان عملك ويهدد رزقك، فمن المرجح أن يتحول الشعور بعدم الارتياح إلى خوف أو ذعر، وفي حال سمحت لمثل هذا الشعور بأن يسيطر عليك فقد يؤثر ذلك بدرجة كبيرة على حياتك المهنية؛ ويمكن القول إن طريقة استجابتك وتعاملك مع التغيرات التي تحدث في بيئة العمل يمكن أن تُحدث فرقاً واضحاً في مسيرة حياتك المهنية.
والسؤال هنا هو: كيف يمكنك التعامل بشكل فعال مع التغيرات المفاجئة التي تحدث في بيئة العمل.. خاصة إذا كانت هذه التغيرات متعلقة بفريق الإدارة العليا في شركتك؟
ما هي طبيعة التغيرات التي يمكن أن تحدث في بيئة العمل؟
التغيرات في فرق الإدارة العليا للشركات والمؤسسات تحدث طوال الوقت تقريباً، وهي غالباً ما تكون نتيجة لاندماج الكيانات أو انفصالها أو الاستحواذ عليها من قبل شركات الأسهم الخاصة التي تشتري الشركات كاستثمارات، ويمكن أيضاً أن يتم إجراء تغييرات في فريق إدارة الشركة أو المؤسسة لأسباب أخرى غير مرتبطة بعمليات الاندماج والاستحواذ، فمثلاً قد يقرر مجلس الإدارة الاستعانة بمواهب جديدة لتحل محل المديرين التنفيذيين ذوي الأداء الضعيف، أو ربما يقرر كبار المديرين المغادرة من تلقاء أنفسهم؛ وفي هذه الحالة يمكن للمديرين التنفيذيين الجدد بدورهم أن يستعينوا بمديرين مساعدين جدد من أجل إدارة الأمور.
ومن المؤكد أن تغيير الإدارة سوف يغير مكان عملك بطريقة أو بأخرى، بصرف النظر عن السبب وراء حدوث مثل هذا التغيير في الأساس.
كيف يمكن أن يؤثر التغيير الإداري على مكان عملك؟
من الممكن أن يكون تأثير الإدارة الجديدة على ثقافة الشركة وقيمها الأساسية غير ملحوظ أو قد يكون واضحاً بدرجة كبيرة، فربما يقوم الفريق الإداري الجديد بوضع قواعد وإجراءات جديدة، خاصة إذا كانت مؤسستك أو شركتك الصغيرة قد تم شراؤها من قبل مؤسسة كبرى أكثر تطوراً، وفي هذه الحالة فقد يضطر الموظفون مثلاً إلى اتباع إجراءات أو خطوات عند طلب الإجازات لم تكن موجودة من قبل، أو ربما يحل محل مديرك القديم الذي يمتاز بالمرونة في التعامل، مدير آخر صارم قد تواجه مشكلة في التواصل معه، أو قد يحدث العكس.
ومن المحتمل كذلك أن تسمح الإدارة الجديدة للموظفين بارتداء ملابس غير رسمية أو "كاجوال" بدلاً من الأزياء الرسمية التي كانت الإدارة القديمة تؤكد على ضرورة ارتدائها كل يوم، أو ربما يحدث العكس.
وبالرغم من أن التكيف مع القواعد والإجراءات الجديدة وحتى مع ثقافة الشركة الجديدة ربما يكون أمراً صعباً إلى حد ما، لكن من المرجح أنك ستكون قادراً على التأقلم مع الوضع الجديد من خلال بذل بعض الجهد؛ وفي المقابل، فإن هناك نوعاً آخر من التغيرات يمكن أن يؤثر بصورة كبيرة على حياتك المهنية، والمقصود هنا أنه عندما تندمج شركة مع مؤسسة أخرى أو يتم الاستحواذ عليها من قبل هذه المؤسسة، فسوف يؤدي ذلك إلى وجود ازدواجية في قطاعات الأعمال والإدارات، وقد تكون المؤسسة ليست في حاجة إلى قسمين للمحاسبة والموارد البشرية مثلاً، وفي هذه الحالة سيكون هناك عمالة زائدة، وهو ما سيؤدي إلى تسريح بعض العاملين في حال تم إقصاء أقسام أو إدارات معينة.
ويمكن القول إنه عند تغير الإدارة العليا في شركة ما وتولي مديرين أو قادة جدد إدارة الأمور، فإن ذلك يؤثر بدون شك على العاملين في الشركة بما فيهم صغار المديرين والموظفين العاديين. وإذا واجهت خلال أي مرحلة في حياتك المهنية تحديات ناتجة عن حدوث تغيرات كهذه في مكان عملك، فمن الضروري أن تدرك جيداً أن رد فعلك على هذه التغيرات قد يكون له عواقب وخيمة على مسيرتك المهنية.
ولذلك نعرض فيما يلي مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تساعدك على التعامل مع التغيرات في مكان عملك، والتي تحدث نتيجة تولي إدارة عليا جديدة زمام الأمور:
1. التعرف على فريق الإدارة الجديد
من أجل التعرف بشكل جيد على فريق الإدارة الجديد عليك أن تحرص على حضور أي فعاليات تقيمها شركتك بهدف تقديم الفريق الإداري الجديد إلى الموظفين، وأيضاً في حال قابلت شخصاً غير مألوف في الشركة ممن يتولون الإدارة، فيمكنك أن تبدأ معه محادثة للتعرف عليه بصورة أفضل، وقد يتيح لك ذلك فرصة التعرف على رؤية الإدارة الجديدة؛ وكذلك في إمكانك البحث عبر الإنترنت لمعرفة المزيد عن أعضاء الفريق، ويمكنك أيضاً الاستعانة بشبكتك المهنية ودائرة معارفك عند جمع معلومات عن المديرين الجدد.
وليس ذلك فحسب، حيث يمكنك إجراء عملية بحث لمعرفة طبيعة عملية الاندماج أو الاستحواذ التي تمت أو أياً كان السبب الرئيسي وراء تغيير الإدارة في شركتك، إذ أنه كلما كنت ملماً بما يحدث، كلما كنت قادراً على التعامل معه بصورة أفضل.
2. الواقعية والمرونة في التعامل مع التغيرات
بالرغم من أن هناك الكثيرين ممن يخشون التغيير، إلا أنه من المهم الانتباه إلى أن التغيرات ليست كلها سيئة، وكذلك ليست كلها جيدة أو محببة، فبعض التغييرات مثلاً ربما تؤدي إلى تحسن الأوضاع في بيئة العمل، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى زيادة مستوى الرضا الوظيفي لديك، في حين أن البعض الآخر قد يجعلك تكره الذهاب إلى العمل.
وعموماً فإنه عليك التعامل مع التغيرات التي تطرأ على مكان عملك بمرونة وعقل متفتح، وأن تدرك أن الاعتياد على بعض التغيرات يمكن أن يتطلب وقتاً، في حين أنه يمكن أن يستمر شعورك بعدم الارتياح حيال البعض الآخر مهما فعلت.
3. إعداد خطة احتياطية
لسوء الحظ، يمكن أن يضطرك حدوث تغيير في مكان عملك في بعض الأحيان إلى البحث عن وظيفة جديدة، وقد يكون ذلك لأسباب خارجة عن سيطرتك، كأن يتم مثلاً إجراء عملية إعادة هيكلة تنظيمية تؤدي إلى إقصاء الشركة لمنصبك، أو ربما يستعين مديرك الجديد بموظفيه كي يحلوا محلك، ولذلك عليك أن تكون مستعداً لأي احتمال وتكون لديك خطة احتياطية بحيث تقوم بتفعيل هذه الخطة عند الضرورة؛ وحتى إذا كانت وظيفتك آمنة، لكنك قررت المضي قدماً في مسيرتك المهنية واستكشاف فرص جديدة على أي حال، فإن خطتك الاحتياطية سوف تساعدك أيضاً في ذلك.