قبل حريق نوتردام الفرنسية.. معالم أثرية شهيرة دُمرت
فُجع العالم منذ أيام بعد الإعلان عن اندلاع حريق مُدمر في كاتدرائية نوتردام التاريخية، وانتشار صور توضح حجم الضرر والدمار الذي أصاب برجها وسقفها التاريخيين، بعد أن استمر الحريق لأكثر من 12 ساعة، متسبباً في أضرار قد تحتاج إلى عمليات بناء وترميم تصل مدتها إلى 5 سنوات، حسب ما أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كان الوضع مأساويا وفوضويا للغاية في العاصمة الفرنسية باريس، وكان بإمكان الجميع رؤية الدخان المُتصاعد من قمة الكاتدرائية التي ترجع للعصور الوسطى، ورؤية ألسنة اللهب تلتهم المكان، وأعرب الجميع داخل فرنسا وخارجها عن حزنهم الشديد بسبب هذه الكارثة، وتضامن قادة العالم العربي والأجنبي مع فرنسا حكومة وشعباً.
وقبل الحريق المهول الذي وقع في الكنيسة التاريخية التي تعد أحد أشهر معالم فرنسا السياحية، أصاب الضرر عددا كبيرا من معالم سياحية شهيرة لأسباب شتى وفي ظروف مُختلفة والتي نستعرض بعضها فيما يلي:
مكتبة الإسكندرية المصرية
كانت مكتبة الإسكندرية القديمة من أعظم المكتبات في العالم، كما كانت أول المكتبات في التاريخ. أمر بطليموس الأول بانشائها عام 330 قبل الميلاد، وأنفق عليها بطليموس الثاني مبالغ كبيرة حتى تصبح أكثر اتساعاً، وحرص على أن تحتوي على عدد هائل من المكتب والمخطوطات، إلا أن النيران التهمتها في عام 48 قبل الميلاد، بعدما أحرق يوليوس قيصر سفنا كانت راسية على شاطئ البحر المتوسط فامتد الحريق إليها، ودمرت بالكامل.
جامع النوري في الموصل
دمّر تنظيم داعش الإرهابي مسجد النوري الشهير في مدينة الموصل العراقية، وكذلك قضى على مئذنته الحدباء قبل انتهاء المعركة التي شنتها ضده القوات العراقية لتطهير المدينة منه. وندد كافة الزعماء في جميع أنحاء العالم بهذا العمل الوحشي، خاصة وأن المسجد كان أحد أهم رموز الموصل والعراق.
مواقع أثرية في العراق
خلال السنوات التي سيطر فيها تنظيم داعش الإرهابي على بعض المساحات بالعراق، قام بتدمير العديد من المواقع الأثرية والتي تعود إلى عصور وحضارات شديدة القدم، والتي من بينها مدينة النمرود التي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر قبل الميلاد، ومتحف الموصل وهو ثاني أهم المتاحف الوطنية بعد المتحف الوطني في بغداد، ومرقد النبي موسى، ومكتبة الموصل التي أحرق مقاتلو التنظيم المُتطرف آلاف المجلدات والمخطوطات التاريخية التي كانت فيها، بالإضافة إلى إلحاقهم الأضرار بجدران قلعة تلعفر، وتدميرهم لتمثال أبو تمام.
مواقع أثرية في ليبيا
خلال الحرب التي اندلعت في ليبيا منذ عام 2011، تعرضت الكثير من المواقع الأثرية للتخريب والدمار، ومن بينها مواقع أثرية كانت مُدرجة على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو.
البارثينون اليوناني
أصيب البارثينون اليوناني، وهو معبد إغريقي في مدينة أثينا، بأضرار جسيمة عندما حاول الفينسيون الاستيلاء على المدينة، إذ كان الأتراك يستخدمون المبنى كمخزن للبارود، وأدى الانفجار إلى انهيار الجزء الأوسط في المبنى، ثم نُقل ما تبقى فيه من منحوتات إلى متحف الأكروبولس في أثينا والمتحف البريطاني في لندن، والآن لم يبقَ من المباني غير الأطلال.
منارة الإسكندرية
كانت من عجائب الدنيا السبعة بالنظر إلى تراثها المعماري الفريد، ولكونها أول منارة في العالم، بُنيت في عهد بطليموس الثاني عام 270 قبل الميلاد، ووصل ارتفاعها إلى 120 متر، ولكنها دُمرت بسبب الزلزال في عام 1321.
المدينة القديمة - سوريا
كانت من المناطق السياحية في سوريا ومن أشهر معالمها المسرح الروماني الشهير، تقع المدينة على بعد 40 كيلومتر شرق درعا وحوالي 140 كيلومتر جنوب دمشق، ولكنها أصيبت بأضرار جسيمة خلال الحروب التي مرت بها سوريا، وبعد القصف وإطلاق النيران.
المدينة القديمة في براغ
أصيبت قاعات في المدينة القديمة في براغ بأضرار جسيمة جراء إطلاق النار خلال الثورة التي وقعت عام 1945. دُمرت القاعة التي انتخب فيها الملك جورج بوديبرادي، كذلك دُمرت العديد من الغرف والتي كان بها كم هائل من الوثائق والمخطوطات والمجلدات التاريخية التي لا تُقدّر بثمن.
حرائق كوبنهاجن
اندلعت عدة حرائق في مدينة كوبنهاجن في أعوام 1728 و1795، ما أدى إلى انهيار بعض المباني والقصور التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة، ودمرت الحرائق العديد من القصور والمباني التاريخية في الدنمارك.