لبيئة عمل صحية.. تجنب مناقشة هذه الأمور مع زملائك
بناء علاقات إيجابية مع مديريك وزملائك في العمل هو بدون شك أمر في غاية الأهمية، إذ إنه يمكن أن يجعل يومك في العمل أقل كآبة، وقد يساعدك أيضاً على التركيز بشكل أفضل في مهامك، وهو ما يؤدي بدوره إلى تعزيز مستوى إنتاجيتك؛ ونظراً لأنك تقضي معظم وقتك تقريباً في عملك بمعدل 40 ساعة أسبوعياً أو أكثر، فمن الطبيعي في كثير من الأحيان أن تكون علاقات صداقة مع زملائك، لكن في الوقت ذاته، من الضروري الانتباه إلى أنه من المهم في أي علاقة أن تكون هناك حدود في التعامل.
وفيما يتعلق بذلك الشأن، فقد نقل تقرير نشره موقع "Business Insider" عن خبيرة الإتيكيت "روزاليندا راندال" قولها إن علاقتك الودية مع زميلك في العمل يمكن أن تصبح مشكلة في حال لم تبقها مهنية؛ ويمكن القول إنه في أي بيئة عمل توجد مجموعة من الأمور التي يتوجب عليك تجنب مناقشتها مع زملائك، كونها من الممكن أن تؤثر على علاقتك بهم بصورة سلبية، وقد تجعلك تبدو كشخص غير مهني أو غير مهذب أو حتى تضعك في موقف محرج أمام زملائك أو مديرك.
ونعرض فيما يلي بعضاً من الأمور التي يُفضل تجنب قولها أو مناقشتها مع زملائك في العمل حتى يكون في إمكانك أداء وظيفتك في بيئة عمل صحية وإيجابية:
1. السؤال عن الراتب
"كم يبلغ راتبك الشهري؟".. يمكن القول إن هذا السؤال يعتبر غير مهني، فضلاً عن كونه محرجاً، بحسب ما أوضحت خبيرة الإتيكيت "روزاليندا راندال"؛ وحتى إذا لم يكن الدافع وراء السؤال هو الغيرة أو الرغبة في المقارنة، فإن طرحه يضع الجميع في موقف محرج، لذا فإن سؤال شخص ما عن راتبه من الأمور التي يُفضل تجنبها في مكان العمل، فراتبك سري وكذلك رواتب زملائك.
2. النقد غير البناء
وفقاً للخبيرة المهنية "هيذر هوهمان"، فإنه يجب عليك ألا توجه أبداً نقداً غير بناء إلى زميلك في العمل، فذلك ليس مفيداً له إطلاقاً؛ وبدلاً من أن تقول له مثلاً إن أداءه في مهمة معينة كان سيئاً، فمن الأفضل أن تقوم بمناقشة الأخطاء التي وقعت وتقدم حلولاً للمشكلة، ومن المؤكد أن زميلك سوف يقدر مساعدتك، إلى جانب أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤثر بشكل إيجابي على بيئة العمل بشكل عام.
3. التذمر بشأن مديرك
حتى إذا كنت تكره مديرك وتشعر بأنك في حاجة إلى التنفيس عن إحباطك وغضبك، فإن التذمر بشأن المدير وقول أمور على شاكلة "أنا أكره مديري" ليست فكرة جيدة على الإطلاق؛ وتحذر الخبيرة المهنية "جيل جاسينتو" من مشاركة إحباطك أو مشاعرك السلبية تجاه مديرك أو رئيسك في العمل مع زملائك، خاصة وأنك قد لا تدري كيف يمكن أن يتم نقل ما قلته عن مديرك سواء لزميل آخر في فريق العمل أو إلى إدارة الموارد البشرية، أو ما هو أسوأ من ذلك، إلى المدير الذي كنت تشكو منه؛ ويمكن في بعض الأحيان أن تتم إساءة فهم تعليق بريء صدر منك أو حديث عابر مع زميل للتنفيس عن إحباطك، والنظر إلى الأمر على أنك تسيء إلى مديرك، فكلماتك من الممكن أن يكون لها عواقب وخيمة فيما بعد.
4. النميمة أو القيل والقال
النميمة والتحدث بشأن الحياة الشخصية لأي من زملائك، حتى مع صديقك المقرب في العمل، هي أمور من الممكن أن تعطي عنك انطباعاً سيئاً في مكان عملك، ذلك بالطبع إلى جانب أنها سوف تنعكس عليك بصورة سلبية على المدى الطويل، وخاصة في حال صدر منك تعليق سلبي بشأن أحد زملائك أثناء حديثك مع زميل آخر.
5. المجاملات (في مواقف معينة)
مجاملة زميلك في العمل قد تبدو أمراً لطيفاً ولا ضرر منه، لكن قول "كذبة بيضاء" لزميلك باعتبار أن ذلك هو ما يريد سماعه أو ما يحتاج إلى سماعه منك لا يعد فكرة جيدة؛ وعندما يكون أحد زملائك هو أيضاً صديقك المقرب، فقد تميل أحياناً إلى أن تشيد بأدائه وتقول إنه قام بعمل رائع، حتى إذا كان أداؤه في حقيقة الأمر دون المستوى.
لكن ذلك لا يفيدك أو يفيد زميلك، خاصة وأنه من المحتمل أن يواصل أداء عمله بمستوى أقل من المطلوب، باعتبار أنك أخبرته أن أداءه ممتاز، ولذلك فإن الحقيقة هي الأفضل في هذه الحالة، ويمكنك أن توجه له نقداً بناءً أو نصائح من شأنها أن تساعده على تحسين أدائه فيما بعد.
وفي السياق ذاته، أشارت خبيرة الإتيكيت "روزاليندا راندال"، إلى أن المجاملة في حد ذاتها ليست ضد القانون، لكن التعليق على المظهر الخارجي لأي من زملائك أو زميلاتك يعتبر تصرفاً غير مهني، وقد يضع الجميع في موقف محرج، والأسوأ من ذلك أنه قد يتم في بعض الحالات تفسيره على أنه شكل من أشكال التحرش.
6. البحث عن وظيفة أخرى
في حال كنت تنوي الاستقالة من وظيفتك الحالية وتقوم بالبحث عن وظيفة أخرى، فمن الأفضل عدم التحدث مع زملائك بشأن هذا الموضوع حتى يتم بشكل فعلي وتكون مستعداً للاستقالة، إذ إن حديثك عن الأمر بشكل مسبق قد يتسبب في أن يميل زملاؤك للتعامل معك على اعتبار أنك لن تكون جزءاً من الفريق بعد ذلك، والأسوأ أنه يمكن أن يصل الأمر لمديرك بشكل أو بآخر قبل أن تقوم أنت بإبلاغه، وهو ما قد يجعلك في موقف لا تُحسد عليه بدون شك.
7. أخطاؤك في العمل
من المؤكد أن أي شخص معرض للوقوع في الخطأ، لكن الخبيرة المهنية "جيل جاسينتو" تحذر من التحدث إلى زملائك أو أصدقائك في العمل عن أخطائك؛ وسواء كان ذلك الخطأ يتمثل في عرض تقديمي يحتوي على بيانات خاطئة أو تقييم سلبي حصلت عليه من أحد العملاء أو بريد إلكتروني نسيت أن تقوم بإرساله، فمن الأفضل بالنسبة لك أن تحاول عدم مناقشة الأخطاء التي وقعت فيها في عملك مع زملائك.
والسبب في ذلك يرجع إلى أنه حتى إذا كانت علاقتك بالعاملين معك جيدة، فإنكم في النهاية زملاء ومتنافسون؛ وأشارت "جاسينتو" إلى أنك قد لا تعلم حقاً كيف يمكن لشخص ما استخدام مثل هذه الأمور ضدك، خاصة في حال أصبح هناك تنافس بينك وبين ذلك الشخص على ترقية أو زيادة في الراتب.
8. حالتك الصحية
ما لم تكن مضطراً للتحدث إلى قسم الموارد البشرية بشأن مشكلة صحية تؤثر على قدرتك على أداء عملك، فإنه يُفضل عدم التحدث بشأن مشاكلك الصحية مع زملائك، إذ إن حالتك الصحية هي أمر يخصك أنت وحدك، ومناقشتها مع زملائك قد يؤثر على عملك.
9. التذمر بشأن وظيفتك
من الأفضل عدم مناقشة استيائك من وظيفتك أو عدم رضاك عن دورك أو عن بيئة عملك الحالية مع زملائك؛ وعموماً فإن المؤسسات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات تهتم بسعادة موظفيها وبتحقيق الرضا الوظيفي، باعتبار أن ذلك من العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في زيادة مستوى الإنتاجية، ولذلك فإذا كنت تواجه مشكلة ما في عملك أو ترغب في دور آخر داخل شركتك، فيمكنك مناقشة الأمر مع مديرك أو مع إدارة الموارد البشرية وقد يؤدي ذلك إلى نتيجة إيجابية، أما إذا كنت تتذمر بشكل مستمر بشأن وظيفتك أثناء حديثك مع أي من زملائك فذلك قد يؤثر عليك سلباً، ويحتمل أن يكون سبباً في خسارتك لوظيفتك.
10. اقتراض مبلغ من المال (بشكل متكرر)
في حال نسيت محفظة نقودك في المنزل أو في سيارتك مرة أو مرتين، فلا توجد مشكلة في أن تطلب من زميلك اقتراض مبلغ من المال على أن ترد إليه ذلك المبلغ في أقرب وقت ممكن، ومن المؤكد أن الكثيرين منا سبق وأن مروا بمثل هذا الموقف، لكن إذا كان الأمر يحدث معك بصورة متكررة، فقد تترك انطباعاً سيئاً لدى زملائك، وفي هذه الحالة لا تتفاجأ إذا لم تتم دعوتك إلى الغداء بعد ذلك مثلاً.