كل ما تريدون معرفته عن السويد والانتحار
ارتبط الحديث عن السويد بالرفاهيّة الزائدة التي يعيشُها مواطنوها، وأنها بلد التطور والديمقراطية بل إنها تصنف على أنها أيضاً من أسعد دول العالم. وعلى الرغم من كل هذه الإيجابيات، إلا أن معدلات الإقدام على الانتحار في هذا البلد ارتفعت للغاية في الآونة الأخيرة، مما جعلها من أعلى المعدلات في العالم، إليكم كل ما تريدون معرفته عن السويد والانتحار.
مؤتمر موقع «about her» حول «المرأة السعودية في رؤية 2030» ينطلق الثلاثاء
وبدأ انتشار هذه المعلومة حول السويد والانتحار عام 1960 وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية، حيث قال رئيسها آنذاك دوايت أيزنهاور، الذي شهدت فترته الرئاسية تقدماً اقتصادياً ملحوظا: "المعاصي، والتعرّي، والسّكر، والانتحار، كلّها موجودة في السويد بسبب الرفاهيّة الزائدة"، ومنذ تلك الفترة باتت هذه الفكرة منتشرة بين سكان العالم.
اعلى نسبة انتحار في السويد
وعلى رغم أن أيزنهاور قدّم اعتذاره لمملكة السّويد بعد سنتين من خطابه حول السويد والانتحار، وتحديداً في عام 1962م، عندما زارها إلا أن كلماته حول السويد والانتحار والمعدّلات المرتفعة للانتحار في السّويد ما زالت خُرافةُ تلاحقُ السّويدييّن مع أن معدّلات الانتحار فيها كانت بالفعل أعلى من أمريكا في ذلك الوقت حيث كانت عام 1960 حوالي 16 شخص من كل مائة ألف.
هل يوجد حياة على المريخ.. كلمة السر في بطريق ظهر بصورة لـ"ناسا"
أسباب نسبة الانتحار في السويد
وفي محاولة لتفسير هذه الظاهرة حول السويد والانتحار قام عددٌ من الدراسات والأبحاثِ والتقارير بدراسة أسباب هذه النسبة المرتفعة، مبينة أن معظم المنتحرين هم من المهاجرين الذين قدموا إلى السّويد، حيث يصطدم هؤلاء بالجو البارد جدّاً للبلاد، الذي يجبر المواطنين في معظم أوقات السنة على البقاء في المنزل على عكس ما كانوا معتادين عليه في بلادهم الأمّ.
فيما كشف عدد من الأبحاث التي درست العلاقة ما بين تغيّر درجات الحرارة طوال السنة ونسبة الانتحار، أن عدد المنتحرين في كل من السويد يصل إلى ذروته مرّتين في السنة، في شهري مايو وأكتوبر، ويربط هذه النتائج مع التغيّرات في درجات الحرارة.
وقد انخفض عدد حالات الانتحار في السويد بشكل كبير في أواخر الثمانينات والتسعينات، ولكن بعد سنة 2000، استقر الانخفاض في عموم السكان، غير أنه توقف عن الانخفاض بين الشباب ولسنوات عديدة منذ عام 2000، ظل معدل انتحار الشباب ثابتا، ولكن يبدو أن الاتجاه الآن يسير في الاتجاه الخاطئ.
وظهرت أعلى معدلات الانتحار عند عرضها حسب الفئات العمرية للأفراد في الفئة العمرية الواقعة ما بين 45 حتى 74 سنة، بينما كانت أقل المعدلات عند الأفراد الذين تراوحت أعمارهم من 15 حتى 24 سنة وتظهر أعلى معدلات الانتحار عند فصلها بحسب جنس المنتحرين عند الرجال أكثر منها عند النساء.
وكانت دراسة علمية حديثة أشارت إلى أبرز عوامل الخطورة التى ساهمت فى رفع معدلات الإقدام على الانتحار بالسويد فى الآونة الأخيرة، وجعلها من أعلى المعدلات فى العالم، لافتة إلى أن الرجال يمتلكون معدلات أكبر للانتحار تفوق السيدات بمقدار ثلاثة أضعاف، مبينة أن العوامل الأهم لتحفيز تلك الذاكرة بين الذكور هي: أن يكون الشخص فى مقتبل العمر أو مرحلة الشباب، وأن يكون غير متزوج، وأخيراً أن يكون مستواه التعليمى منخفضا.
وأوضحت تلك الدراسة أن الأمراض النفسية والعقلية كانت هى السبب الأقوى لإقبال السيدات على الانتحار بجانب البطالة وعدم امتلاك وظيفة، فيما كانت الوحدة وعدم امتلاك زوجة هو السبب الأكبر للإقدام على تلك الخطوة الخطيرة وغير المحسوبة بين الرجال، فيما كان الاكتئاب والقلق والإصابة بالربو والانسداد الرئوى المزمن هو سببا ً مشتركاً للانتحار بين كلا الجنسين.
يُذكر أن مجموعة من الخبراء وأساتذة الطب النفسي كانوا قد وجهوا دعوة للحكومة في يونيو الماضي بتوجيه اهتمام أكبر للقضية بإنشاء وحدة خاصة بوزارة الصحة العامة للتعامل مع ظاهرة الانتحار التي باتت تؤرق المجتمع السويدي.