كيف تتعامل مع مدير يغير أفكاره وآراءه كل 5 دقائق؟
كلنا نرغب في العمل مع مديرين ورؤساء مبدعين ونشيطين، لديهم أفكار إبداعية وطرق مُبتكرة لحل المشاكل ومواجهة الأزمات. وأثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن العمل مع رؤساء مبدعين من شأنه زيادة إنتاجية الموظفين ومساعدة المؤسسة على تحقيق أهدافها والسير على الطريق الصحيح نحو القمة، لكن الأمر له فوائده وأضراره، خاصة إذا كنت تعمل مع مدير يطرح الكثير من الأفكار في أوقات زمنية متقاربة، ويغير رأيه ويتخذ قرارات مختلفة طوال الوقت.
الرؤساء المبدعون الذين لديهم تدفق في الأفكار قد يكونون مرحين وممتعين ومبتكرين، وربما يشعرون بالسعادة عندما يجدونك أنت وباقي زملائك غير قادرين على مواكبتهم أو طرح أفكار في روعة أفكارهم، ولكن العمل معهم مُربك إلى حد بعيد، فسوف تشعر بعدم الاستقرار والتهديد المستمر؛ لأنك قد تضطر إلى التوقف عن العمل على بعض المشاريع والمهام التي بذلت فيها الكثير من الجهد من أجل العمل على شيء جديد تمامًا. لذا إليك بعض الاستراتيجيات المفيدة التي سوف تساعدك على التعامل مع مديرك الذي لديه تدفق في الأفكار الإبداعية ويغير رأيه ويتخذ قرارات جديدة طوال الوقت.
ليس عليك المشاركة في كل الأفكار
إذا كنت موظفًا ماهرًا ونشيطًا فمن المتوقع أن يفترض مديرك أنك سوف تشارك في الفكرة الجديدة التي يقترحها، ولكن في حقيقة الأمر فإن الشخص الذي لديه تدفق في الأفكار ويغير رأيه طوال الوقت فإنك أنت أو غيرك من باقي الموظفين لن تستطيع أبدًا مجاراته. وأفضل طريقة للتعامل مع هذا الأمر هي أن تُخبر مديرك أن فكرته الجديدة رائعة، ولكنك سوف تعمل عليها في وقت لاحق إذا وجدت وقتا لفعل ذلك، أو أنك سوف تضيفها إلى قائمة مهامك فور انتهائك مما تعمل عليه الآن.
في بعض الأحيان كل ما يريده مديرك من طرح أفكار جديدة باستمرار هو التأكد من أنك راضٍ عن الفكرة وأن تقر بمدى روعتها، ولكن ليس عليك بالضرورة أن تشارك في كل الأفكار حتى لا يتشتت ذهنك ولا تفقد السيطرة على زمام الأمور، وتبذل الكثير من الجهد على عدة جبهات دون فائدة تُذكر.
حدد طول المدة الزمنية
المديرون الذين لديهم تدفق مستمر في الأفكار غالبًا ما يعجزون عن تقدير طول المدة التي يحتاجونها من أجل تنفيذ الأفكار، ويغفلون عن عنصر الوقت. وإذا وجدت مديرك يسعى بجد على العمل على فكرة جديدة ولكن الأمر سوف يستغرق وقتًا طويلاً، فعليك مساعدته على تقدير طول المدة التي قد يستغرقها العمل على هذه الفكرة، على سبيل المثال أخبره أن الأمر سوف يتطلب 20 ساعة من وقت الموظفين و15 ساعة من وقت المسؤولين لمتابعة عمل الفريق.
عندما تقوم بتوضيح طول المدة التي سوف يستغرقها العمل على الفكرة الجديدة سوف يُصاب مديرك بالصدمة في بداية الأمر، ولكنه سوف يدرك مع مرور الوقت أنه من الصعب العمل عليها في الوقت الحالي، وأنه ينبغي أن يتم التخطيط لها جيدًا.
عُد إلى الخطة الرئيسية
إذا كان رئيسك يتشتت من الأفكار الجديدة، فمن المحتمل أن يعاني في تحديد الأولويات، وعوضًا عن التخلص من الفكرة التي تعملون عليها أو التي بدأتم العمل عليها من أجل العمل على فكرة أخرى، عليك تذكيره بأنه لديكم خطة تعملون بموجبها على تنفيذ أهداف المؤسسة التي تعملون فيها. اطرح أسئلة عليه مثل كيف ترى أن هذه الفكرة الجديدة تتلاءم مع أهدافنا الحالية؟ في حالة بدء عملنا على الفكرة الجديدة هل سوف نضطر إلى تأجيل العمل على مشروعاتنا الحالية أو نتخلى عن العمل على مشاريعنا الحالية؟ هل يمكن العمل على الأفكار الجديدة فيما بعد؟
ومن خلال توضيح تأثير العمل على فكرة جديدة على الأفكار القديمة وعلى الخطة المتبعة لتحقيق أهداف الشركة، سوف تساعد رئيسك في العمل على تقييم الأمور، وتحديد الأمور الأكثر أهمية وتلك التي على الفريق القيام بها في أسرع وقت ممكن، والأخرى التي من الممكن تأجيلها.
ركز على الاحترام المتبادل
إذا وجدت نفسك غارقًا في الأفكار الإبداعية التي يطرحها رئيسك طوال الوقت، فمن المرجح أنك شخص عملي ويُعتمد عليه، ولكن إذا لم تأخذ حذرك فربما تجد نفسك تتعامل بمنطق "أنا فقط القادر على فعل أي شيء، وأنا الوحيد القادر على إنجاز المهام"، وهذا الموقف الأناني سوف يجعلك تفقد احترام مديرك وزملائك لك.
تجنب هذا الفخ، وعوضًا عنه احترم الجميع وحاول مشاركتهم في تنفيذ المهام، حتى إذا كنت أنت الوحيد القادر على إنجاز المهام بسرعة وبدقة، فليس عليك البوح بذلك والتفاخر به أمام الجميع.
في كل الأحوال، تجدر الإشارة إلى أن العمل مع رئيس لديه تدفق مستمر في الأفكار ويغير رأيه ويتخذ قرارات مختلفة بين الفينة والأخرى قد يكون أمر محفزًا أو مربكًا، ولكن من خلال استخدام الاستراتيجيات الأربعة السالف ذكرها، فمن الممكن أن تحقق الاستفادة القصوى من الأمر، وأن تقلل حجم الضغط والإحباط الذي تعاني منه أنت وباقي أعضاء الفريق بسبب سلوك رئيسكم المحير.