ما لا تعرفه عن كذبة إبريل.. اليوم الثاني لوضع الذيول!
يحتفل العالم في الأول من أبريل من كل عام بما يُسمى “كذبة إبريل” أو كما تُعرف باسم April Fool’s حمقى أبريل، وهو تقليد عالمي تحتفل به العديد من دول العالم، وعلى الرغم من أن الجميع يحتفل بهذا التقليد في كافة أنحاء العالم، إلا أن الغالبية لا تعرف متى بدأ الاحتفال بيوم كذبة أبريل.
وقد جرت العادة أن يقوم الجميع في هذا اليوم بابتكار أكاذيب وحيل لخداع من حولهم، في إطار المزح والمرح. وعادة ما يسمى ضحايا ذلك اليوم بأغبياء كذبة إبريل، حيث تشارك وسائل إعلام وصحف ومجلات في الكذب أيضاً، بأن تنشر مثلاً أخبارا ملفقة أو قصصا وتقارير ليست لها أي أساس من الصحة.
ومن المعروف أن يوم كذبة أبريل لا يُعد يومًا وطنيًّا أو معترفًا به قانونيًّا كاحتفال رسمي؛ لكنه تقليد عام؛ ولهذا فقط أصبح أول أبريل هو يوم تبادل الأكاذيب؛ باستثناء دولتين في أوروبا هما أسبانيا وألمانيا، والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينيًّا؛ أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك" الزعيم الألماني المعروف.
ويعزو البعض تحديد يوم أول أبريل إلى أنه شهر بداية فصل الربيع، ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح؛ إلا أن الواقع يكشف عن عدم وجود حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة. وتنص التقاليد في بعض الدول أن تستمر الكذبة حتى منتصف النهار فقط، بعدها يتم الاعتراف بها.
نابضة بالحياة.. كيف تتشكل ألوان ظاهرة الشفق القطبي الأجمل على وجه الأرض؟ (فيديو وصور)
ويعتبر الشاعر الإنجليزي جيفري تشوسر الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، مؤلف المجموعة القصصية والشعرية باسم "حكايات كانتربري"، أول من ضمن قصصا تجمع بين تاريخ الأول من إبريل والأكاذيب، حيث تناول مزحة الثعلب مع الديك.
وقد انتشرت كذبة أبريل على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي، فيما يرى آخرون أن نشأتها تعود إلى القرون الوسطى؛ إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول؛ فيطلق سراحهم في أول الشهر، ويصلي العقلاء من أجلهم؛ وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.
وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر، والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها من عدمه؛ ولكن القاعدة الثابتة أن الكذب كان -ولا يزال- مرتبطًا بالأول من شهر أبريل.
وتختلف دول العالم في التقاليد المتبعة في الاحتفال بهذا اليوم وفي التسميات أيضا، ففي البرازيل، يسمى يوم كذبة أبريل "Dia Da Mentira" أو "يوم الأكاذيب"، أما في بلجيكا وإيطاليا وفرنسا، فيُطلق على هذا اليوم اسم "Poisson d’Avril" ما معناه "يوم الأسماك في أبريل" باللغة الفرنسية، أو "pesce d'aprile" باللغة الإيطالية، حيث يضع الأطفال أسماكا ورقية على ظهور بعضهم البعض.
"العمر ليس عقبة".. مسن سعودي يصعد لأعلى قمة جبلية في شمال أفريقيا
وفي بولندا، يحمل يوم كذبة أبريل اسم "Prima Aprilis, uważaj, bo się pomylisz" ومعناها: "يمكن كذبة أبريل، كن حذرا، يمكنك أن تكون مخطئا!".
وفي اسكتلندا، يعرف هذا اليوم باسم "Hunt the Gowk Day" يوم اصطياد الأغبياء، ويتم الاحتفال به في أول يومين من شهر أبريل. حيث يقضي الناس اليوم الأول في المزاح والخداع، بينما يضعون في اليوم الثاني ذيولا على ظهورهم.
ولدى بعض الدول تقاليد مماثلة تحدث في أوقات أخرى من السنة، حيث يحتفل الناس في إسبانيا، على سبيل المثال، في 28 ديسمبر بيوم الأبرياء المقدس، وهو اليوم الذي يُسمح فيه للجميع، بما في ذلك وسائل الإعلام بالكذب.
ومن أشهر أكاذيب أبريل ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارول يزور أحد متاحف العاصمة في أول أبريل؛ فسبقه رسام مشهور، كان قد ترصد قدومه، وقام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة على أرضية المتحف؛ مما دفع الملك بأمر أحد حراسه، بالنزول لالتقاطها؛ ولكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة، وقد اشتهر الشعب الإنجليزي بكذبة ظهرت في عام 1860 في اليوم الأول من شهر أبريل؛ حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تدعوهم "لمشاهدة الحفلة السنوية لغسل الأسود البيض"، في برج لندن صباح يوم الأحد في الأول من أبريل؛ وذلك بالمجان؛ مما دفع الجمهور إلى التوجه نحو البرج لمشاهدة الحفلة المزعومة.