ماذا يعني مفهوم «السياحة المستدامة»؟
في ظلّ وجود أكثر من مليار سائح يسافرون سنويّاً حول العالم، تنوعت أهدافهم السياحية ما بين الترفيهية والعلاجية والدينية والرياضية باتت إمكانات السياحة كبيرة في تعزيز التنمية المستدامة، حتى غدت منهجاً وأسلوباً تقوم عليه العديد من المؤسسات السياحية العالمية لخدمة التنمية المحلية دون التأثير على البيئة والمجتمع والاقتصاد.
اهتمام دولي بالسياحة المستدامة
وقد سجل العقد الماضي اهتماماً دوليّاً بشؤون السياحة المستدامة وحمايتها وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث جاءت قضايا إدارة موارد السياحة ومرافقها وحمايتها وتنميتها من الأولويات في سياسات كثير من الدول ومجالات تعاونها وتُعتبر هذه الالتفاتة، فرصة فريدة لإذكاء الوعي بشأن مساهمة السياحة المستدامة في التنمية بين صنّاع القرار في القطاعَين العام والخاص والجمهور، بينما تحشد جهود جميع المعنيّين للعمل معاً في جعل السياحة عاملاً محفّزاً نحو التغيير الإيجابي.
مفهوم السياحة المستدامة
وتعتبر السياحة المستدامة أحد أهم مفاهيم الصناعة السياحية وأحد أعمق أنواع السياحة التي ظهرت في سبعينيات القرن العشرين، وهو مفهوم قريب من السياحة البديلة والسياحة المسؤولة. ووفقا لمنظمة السياحة العالمية يشير مصطلح «السياحة المستدامة» إلى المبادئ التوجيهية للتنمية المستدامة. وممارسات التدبير المستدام تنطبق على جميع أشكال السياحة في جميع الوجهات، بما في ذلك السياحة الجماعية ومختلف الأنماط السياحية الأخرى.
انتشرت فرص السياحة البيئية بأنواعها من وجهات جديدة إلى أنشطة خيرية ووجهات خضراء للحفاظ على السياحة المستدامة التي أثارت اهتمام كبرى شركات السياحة، وذلك لأن العديد من زبائن هذه الشركات، هم من أصحاب الدخل المرتفع، وذوي القدرة الشرائية العالية.
وعادة ما يتجنب المسافرون من خلال اختيار هذا النوع من السياحة صرف أموالهم في إحدى دول العالم الثالث التي لا تحترم حقوق الإنسان أو البيئة، في محاولة منهم لحث تلك الدول على العمل جدياً لتحسين أوضاع حقوق الإنسان وحماية الطبيعة.
فعاليات السياحة المستدامة
ونظرا لهذه الأهمية المتصاعدة، فقد أولت العديد من الفعاليات السياحة المستدامة والأخلاقية والبيئية أهمية كبيرة ومنها سوق التجارة العالمية التي احتضنتها العاصمة البريطانية لندن، وسلطت الضوء على موضوع السياحة المستدامة، وعلى ضرورة الحماية الإيكولوجية للبيئة الطبيعية لاسيما في غواتيمالا ومنطقة قوانغشي الصينية واليابان ومدينة ناشفيل الأمريكية وغيرها من المناطق والبلدان.
ففي غواتيمالا التي انضمت إلى منظمة دولية مناهضة للاتجار بالبشر يقصد السياح دوماً فيها الأماكن التي تنشط فيها الممارسات المستدامة والسياحة الأخلاقية.
وفي منطقة قوانغشي الصينية ذاتية الحكم، فإنها تعد أكثر المناطق اهتماماً بالبيئة الإيكولوجية على الصعيد العالمي. فهي إحدى أغنى المناطق من الناحية البيئية مع جبالها الخضراء وشلالاتها الأخاذة، ومياه أنهارها العذبة.
وفي مدينة ناشفيل، عاصمة ولاية تينيسي الأمريكية والتي تعد أول مدينة في الأنحاء الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة تحصل على شهادة تشير إلى أنها منطقة خضراء فقد تم وضع سياسة سياحية بيئية نظيفة.