السعوديون والقطب الشمالي.. عندما تنشأ العلاقة بين أهل الصحراء وجبال الجليد (فيديو)
يتميز السعوديون بالعديد من العادات التى يعشقونها وعلى الأرجح يفضلون قضاء المزيد من الأوقات الممتعة في هذه العادات، ولكن هل يمكن لمواطنين آخرين أن يقوموا بمثل هذه العادات، الأمر يرجع لمدى قدرتهم على المغامرة، وحب الحياة، التى غُرست في قلوب وعقول السعوديين بفعل نشأتهم في المملكة العربية السعودية.
دليلك للسياحة في الخبر بالمملكة.. وأفضل أماكنها السياحية في 2019
ولعل الهواية التى نتحدث عنها ستكون بالنسبة للبعض مغامرة لن يجربها الكثير، حيث ترتبط بالتجمع في اجواء مليئة بالثلوج أجوائها متجمدة، يحيطها اللون الأبيض من جميع الجهات، على الرغم من نشأتهم الصحراوية، والتى تجعل اللون الأصفر يحيط بهم من جميع الجهات، ولكن مجموعة من السعوديين فضلوا أن يخوضوا غمار التجول في منطقة تصل فيها درجات الحرارة إلى 25 درجة تحت الصفر، وذلك في رحلة تم وصفها على أنها سياحية علمية.
كيف تم الإعداد للرحلة؟
وأظهرت مجموعة فيديوهات وصور، وثقها السعوديين لرحلتهم إلى إحدى القرى الروسية، التى تأتى على نفس خط النرويج، بالقطب المتجمد، وبرغم أن الرحلة كانت غاية في المتعة إلا أن الإعداد للرحلة كان غاية في الدقة والألتزام، حيث قال خالد الزعاق، أحد المواطنين المهتمين بالفلك والمناخ، أن عملية الإعداد للقيام بمثل هذه الرحلة، تطلبت التعاون بين العديد من الشباب المهتمين بالمناخ ايضًا وتغيراته، بالإضافة إلى كونهم من عشاق المغامرة والاستكشاف في المواقع القطبية، من أجل تسجيل العديد من المشاهد في هذه المناطق.
وبحسب حديث الزعاق، فإن المجموعة أتخذت قرار دفعها إليه عشق الاستكشاف والمغامرة، وتحركوا بالمناطق الأكثر برودة ناحية النرويج، وساروا في خط موازي تمامًا للقرية الروسية، ومعظم هذه المناطق كانت مهجورة من السكان، بسبب درجة الحرارة الباردة للغاية فيها، مؤكدًا أن الذهاب لمثل هذه المناطق لا يحتاج إلى جوازات، بسبب إنعدام وجود النقاط الحدودية في المنطقة، وذلك كله يرجع في الأساس ايضًا لما تشهده المنطقة من برودة قاسية ومناخ غير طبيعي.
عقبة الجوازات:
وفي نفس الوقت سببت المنطقة الجليدية القاسية، ذات الطقس أبيض اللون شفاف الرؤية، حيث أن هذه الأجواء كانت أكبر مصدر قلق بالنسبة للمستكشفين الذين صاحبوا الزعاق طوال الرحلة التى وصفها بالممتعة والشيقة، ولكننا تغلبنا على مشكلة عدم وجود نقاط للجوازات على الحدود بين البلدين (روسيا والنرويج) من خلال الطيران نحو جزيرة سلفارفارد، ومن ثم قررنا التحرك من الجزيرة، من خلال دبابات مجنزرة، نحو القرية الروسية المهجورة، والتي كانت قد أعاداها الروس، من أجل الاستفادة منها في جذب السياحة بالقطب المتجمد.
هكذا استفدنا من الرحل:
الاكتشاف العلمي وتسجيل الملاحظات، كانت الأهداف الضاغية على رحلتنا التى كانت في الأساس سياحية، ولكن هذه الأهداف أوصلتنا إلى تسجيل العديد من الملاحظات، حول تأثير المناخ هناك على الخليج، وحاولنا التواجد هناك في موسم الشبط أو ما يعرف ببرد الأزيرق، وكذلك مشاهدات الشفق القطبي، والحصول على لقطات حصرية لم يصل إليها أحد من قبل، والوصول إلى تلك المشاهد التى نقلها البعض من قبل ولكن رؤيتها على الطبيعة مغايرة.
ومن جانبه، أضاف الزعاق أن البعثة العلمية التى صاحبته إلى الأجواء القارسة في المنطقة بين روسيا والنرويج، رصدوا من خلال رحلتهم الشمس التى ظهرت في القطب المتجمد، وايضًا رصدوا تحركاتها خلال الـ 24 ساعة، مدونين العديد من الملاحظات على هذا الأمر الذي راقبوه طوال يوم كامل، وأبرزها هو أن الشمس أشرقت من الشرق وغربت من الجهة نفسها ايضًا، الأمر الذي يؤكد كروية الأرض، بالإضافة إلى دورانها ايضًا.
8 ساعات انتظار على مدرج تحيط به الثلوج.. كيف فاجئ طيار المسافرين على متن هذه الطائرة؟
الملابس والغذاء:
واجهت الزعاق ومرافقيه في الرحلة العديد من المشكلات، وأبرزها مشكلة الغذاء، والتى لم يغفل الفريق عن التحضير لها جيدًا، كون الأمر لا يمكن أن يستهان به في منطقة تصل فيها درجات الحرارة إلى 25 درجة تحت الصفر، وذلك من خلال جلب العديد من المواد الغذائية التى تمد الجسم بالحرارة، الطاقة والسكريات، لاستكمال الرحلة دون حدوث أي أزمات في التغذية، وكان اهم ما حملناه التمر، والقهوة العربية، وذلك كون نسبة السكريات في التمر عالية للغاية، ويمد الجسم بالطاقة اللازمة، وايضًا بخلاف أنه سهل الحمل.
أزمة آخرى واجهتنا من خلال الملابس، حيث كان الفريق يشعر بدرجة حرارة داخل الجسم تصل إلى 45 تحت الصفر، لذلك فكان لزامًا احضار ملابس خاصة، تحسبًا لما سوف نواجهه في هذه المنطقة القارصة، وتغلبنا على ذلك من خلال الملابس الخاصة والتى ابتعناها من موقع بمحاذاة القطب الجليدي في النرويج، والمخصصة للتغلب على الجو في هذه المناطق.
وقال الزعاق إن الفرقة لا زالت مستمرة في تسجيل العديد من المشاهد من خلال تسجيلها في المنطقة الاستثنائية، بالإضافة إلى تسجيل ملاحظات حول تأثير هذه المنطقة على الخليج، مشيرًا إلى أن المجموعة لديها نية لتكرار مثل هذه الرحلة في الأعوام المقبلة، لتسجيل المزيد من الملاحظات والتغيرات.