كل ما يجب أن تعرفه عن اضطراب الوسواس القهري
يُعتبر الوسواس القهريّ مشكلة نفسية مزمنة وشائعة الحدوث، حيث يشعر المريض بالحاجة المُلحّة للقيام بتصرّفاتٍ معيّنة بشكل متكرّر وقهريّ خارج عن السيطرة والإرادة، وتخطر لدى المُصاب هواجس وأفكار تسبّب له القلق.
ويصيب هذا المرض الشباب أكثر من غيرهم ، وهناك نسبة 2.5 في المئة من الناس يعانون اضطرابات الوسواس القهري، ومنهم 37 في المئة فقط يخضعون إلى العلاج فيما البقية يمنعهم الخجل وعدم الرغبة بمراجعة الطبيب النفسي.
وقد يصبح اضطراب الوسواس القهري أكثر خطورة، وقد يمنع المصاب به من عيش حياة طبيعية إن لم يتم معالجته، حيث أن بعض الأشخاص المصابين بهذا المرض يصبحون مدمنين على الكحول، أو يصابون بالاكتئاب، كما أنّ الميول الانتحارية شائعة نسبياً بين هؤلاء الأشخاص.
تعرف على أسباب الصداع التوتري وكيفية علاجه
أسباب الوسواس القهري
قد تزيد احتماليّة الإصابة بالوسواس القهريّ أو تحفيز حدوثه نتيجة العوامل الوراثية حيث أن وجود تاريخ مرضيّ لهذا الاضطراب في أحد أفراد العائلة كالأبوين مثلاً يزيد من احتمالية الإصابة.
كما أنّ للضغوط النفسية والتعرّض لأحداث الحياة التي تُثير التوتّر والضغط العصبيّ كالتعرّض إلى صدمة مثلاً قد تزيد من احتماليّة حدوثه، حيث قد يؤدّي ردّ الفعل على هذه الصدمة إلى تحفيز الأفكار والتصرّفات والاضطرابات العاطفيّة المختصّة بالوسواس القهريّ.
ومن الأسباب التي قد تؤدّي إلى حدوثه أيضاً وجود اضطرابات ذهنيّة أخرى يعاني منها الشخص مثل الاكتئاب أو تعاطي المخدرات أو ما شابه من ذلك.
ما سبب الشعور بالمرض خلال الليل؟
أعراض الوسواس القهري
من الأفكار والهواجس المتكرّرة التي تحدث عند الشخص المُصاب بالوسواس القهريّ هي الخشية من التلوّث أو الجراثيم، والأفكار المتعلّقة بالأمور الممنوعة، والأفكار العدائيّة أو الهجوميّة تجاه النفس أو الآخرين، والرغبة في جعل الأشياء بترتيبٍ مثاليّ، أمّا بالنسبة للتصرّفات التي قد تطرأ على الشخص المصاب هي هوس التنظيف أو غسل الأيدي بشكل مفرط، وتنظيم الأشياء بشكلٍ دقيق ومحدّد، وإعادة التدقيق والتأكد من الأشياء بشكل متكرّر، بالإضافة إلى القيام بتصرّفات مُفاجئة ومُتكرّرة مثل غمز العين المتكرر، واهتزاز الكتفين أو الرأس.
علاج الوسواس القهري
أولاً: العلاج النفسي
يُعتبر العلاج السلوكيّ المعرفي من أكثر الأنواع فاعليّةً لعلاج الوسواس القهريّ ، ويتمّ تطبيق هذا العلاج تحت إشراف طبيب في بداية الأمر حتى يستطيع الشخص المُصاب التمرين على هذا العلاج بنفسه للسيطرة على الأعراض.
ويتمحور هذا العلاج حول تحدّي القلق للشخص المصاب ليواكب ويتناسب مع ما يحدث معه فعلاً، ومن المهمّ جداً أن يتعهّد المُصاب ويلتزم بعدم الاستسلام والعودة إلى التصرّفات القهريّة.
ثانياً: العلاج الدوائي
هناك أنواع من الأدوية تُسمّى مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية تستخدم لعلاج الوسواس القهريّ، وتُصنّف هذه الأدوية ضمن مضادّات الاكتئاب ، وهذه الأدوية تؤثّر على وجود السيروتونين في الدّماغ، حيث تختل عملية التواصل بين الأعصاب في الدماغ في الحالات التي لا يكون فيها السيروتونين موجود بشكلٍ كافٍ.