هل من السيئ أن تنام بشعر مبلل؟
إذا قمت بالاستحمام قبل الذهاب للسرير ، فلعلك تساءلت عما إذا كان النوم بشعر رطب يعد مشكلة. ربما قد سمعت إن ذلك قد يجعلك مريضا ، أو إن ذلك قد يقوم بإتلاف شعرك أو بشرتك. فما هي الحقيقة ؟؛
دعونا نتناول أولا خرافة " ذلك قد يجعلك مريضا "
" هذه الفكرة يبدو أنها تتلائم أكثر مع إعتقاد الفلكلور القديم إنه إذا جعلت نفسك تشعر بالبرد ومبلل أيضا سيسبب لك ذلك نزلة برد " ، هذا ما يقوله الدكتور ويليام شافنر ، وهو بروفيسور في الطب في قسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت.
في حين أن هذه الفكرة لا تزال قائمة بحد ذاتها ، لكن شافنر يقول أنه قد تم دحض هذه الفكرة منذ زمن طويل. صحيح أنك أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد الشائعة خلال أشهر فصل الشتاء. لكن هذا كله يتعلق بالطرق التي تنتشر وتتكاثر فيها فيروسات الجهاز التنفسي ، إذ أكد. " لا يمكن أن تصاب بنزلات البرد لدى شعورك فقط بالبرد " .
وهنالك شائعة آخرى ترتبط بالشعر المبلل وهي فكرة أن البكتيريا الضارة سوف تستوطن في وسادتك. إن الأمراض التي تحدث بسبب البكتيريا والفيروسات لا تحدث بشكل عفوي وتلقائي ، ولذلك أنت لم تقم بجعل نفسك تصاب بالمرض عن طريق جعل وسادتك رطبة بعض الشيء في الليل ، هذا ما يقوله شافنر.
لكن هناك إستثناء محتمل. فقد أظهرت بعض الأبحاث أن الوسائد _ وخاصة تلك المصنوعة من مواد إصطناعية _ يمكن أن تحتوي على فطريات يمكن أن تحفز الربو والحساسية.
وهذه الكائنات الحية الدقيقة تميل إلى أن تكون فعالة ومؤذية أكثر في البيئات الرطبة ، وكذلك أيضا عث الغبار الذي يكون فعال ويتكاثر في البيئات الرطبة ، هذا ما يقوله الدكتور بايبل غوبتا ، وهو دكتور وخبير مجلس الحساسية المعتمد والمتحدث بإسم جمعية الرئة الأمريكية.
يقول غوبتا أنه لا يوجد هنالك أي دليل على أن الأشخاص الذين ينامون بشعر مبلل يعانون من أعراض الحساسية أو ربو أكثر ، لذا فإن أي مخاوف بشأن النوم بشعر مبلل تعتبر نظرية.
ولكن إذا استيقظت شعرت بانسداد الأنف ، حكة وعيون دامعة ، مشاكل في التنفس أو غيرها من أعراض الحساسية أو الربو _ أو حتى إذا لم تكن تعاني من كل ذلك _ فأنت ينبغي عليك أن تقوم بغسل أغطية الوسائد وملاءات السرير بماء ساخن على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لتقليل تعرضك لأي مهيجات محتملة.
عندما يتعلق الأمر بصحة شعرك وبشرتك ، فقد يكون هنالك بعض الأسباب المشروعة الآخرى للقلق بشأن أقفال صنابير المياه.
" بشكل عام ، لا يفترض أن يكون بالأمر الجيد أن تنام بشعر مبلل " ، هذا ما يقوله الدكتور جورج كوستراليس ، وهو بروفيسور للأمراض الجلدية بكلية طب بيرلمان بجامعة بنسلفانيا. مع مرور الوقت _ في أي مكان خلال أيام عديدة إلى أسابيع أو أشهر _ يمكن أن يؤدي الماء إلى تدهور الطبقة الخارجية التي تحمي بصيلات الشعر ، والتي تدعى البشرة المتصلبة ، هذا ما قام بشرحه. وبمجرد أن تنهار تلك البشرة المتصلبة ، فيمكن للماء أن يتغلغل داخلها ويقوم بتمزيق القشرة الداخلية للبصيلات.
والضرر الناتج عن ذلك يمكن أن يؤدي الى تقصفات ، هذا ما يقوله ، فضلا عن فقدان اللمعان ومرونة الشعر.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن أي شيء تقريبا تقوم به لشعرك _ من التسريح بالفرشاة أو تجفيفه بالمجفف الكهربائي إلى صبغه أو تعريضه لأشعة الشمس _ يمكن أن يضر بالشعر. في حين أن النوم مع شعر مبلل قد لا يكون الأمثل ، يمكن أن يساعد استخدام منعم الشعر في ترميمه و إصلاحه ، هذا ما يقوله الدكتور آدم فريدمان ، وهو بروفيسور والرئيس المؤقت للأمراض الجلدية في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة جورج واشنطن.
يقول فريدمان أن نفس الشيء صحيح وينطبق على أي مشاكل جلدية محتملة قد تنشأ من النوم بالشعر المبلل. إذا كنت ممن تنامون على الجنب أو على معدتك ، فإن إنحصار الشعر المبلل ما بين وسادتك وبشرة وجهك قد يسبب بعض التهيجات ، هذا ما يقوله. وكذلك ، عندما يقوم الماء بالتبخر في شعرك ، فإن ذلك يقوم بتعزيز الجفاف على وجهك أو فروة رأسك ، هذا ما قام بإضافته.
لكن هنالك الكثير من الأشخاص ينامون بشعر مبلل ولا يبدو أنهم يعانون من أي مشاكل ، هذا ما يقوله. وفي بعض الحالات ، قد يكون الشعر المبلل عنصر مساعد ومفيد في النوم. فقد أظهر البحث أن تبريد رأسك في الليل يساعد على تهدئة النشاط الأيضي للدماغ بطرق تعزز بداية النوم و تنعشك خلاله.
قد تكون هناك بعض المخاطر الطفيفة المرتبطة بالذهاب إلى السرير مع شعر مبلل. ولكن من بين جميع المخاوف الصحية التي يجب أن تقلق بشأنها ، فإن هذه المشكلة لا ينبغي أن تبقيك صاحيا في الليل.