لماذا تفضل الماركات الفاخرة إتلاف البضائع المرتجعة بدلاً من بيعها بأسعار مخفضة؟
تنتشر ظاهرة إتلاف المنتجات والبضائع غير المباعة في صفوف الماركات الفاخرة التي لا تلجأ الى الخصومات أو إلى التصفيات، وذلك لمنع سرقتها وحماية ملكيتها الفورية والحد من التزوير، لذا تفضل التخلص من مخزونها من هذه البضائع بدلاً من بيعها بأسعار مخفضة مما يؤثر على سمعتها لاحقا.
يأتي ذلك تزامنا مع ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا حول إعلان دار "بيربيري" للأزياء الفاخرة العام الماضي من إحراق منتجات بوضائع مرتجعة من الثياب والحقائب والإكسسوارات والعطور، بما يتجاوز قيمته 28.6 مليون جنيه إسترليني أي حوالي 31 مليون يورو.
وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية انتقدت هذا الفعل وأعادت النقاش حول ما تقوم به شركات المنتجات الفاخرة التي تحرق البلايين وتلوث البيئة من أجل سمعتها الشخصية.
لكن دار "بيربيري" التي تعاني من ركود مبيعاتها منذ العام 2016 وتسعى إلى إحياء ماركتها وحمايتها من التقليد في الأسواق العالمية، تصدت للانتقادات بتأكيدها أنها "تتعاون مع شركات متخصصة قادرة على تدوير الطاقة الناتجة عن هذه العملية"
كما عزت السبب في قيامها بذلك إلى الرغبة في عدم إغراق السوق بتخفيضات. لا يريدون أن تصل منتجات بربري إلى أيدي أي شخص يمكنه بيعها بسعر بخس وتخفيض قيمة العلامة التجارية".
وتعتبر "بيربيري" ليست سوى واحدة من بين ماركات كثيرة في اوساط السلع الفاخرة التي تعتمد سياسة تلف البضائع غير المباعة فقد اضطرت شركة ريشمونت، التي تملك العلامات التجارية "كارتييه" و"مونتبلانك"، إلى إعادة شراء منتجاتها من الساعات الفاخرة بقيمة 480 مليون يورو (430 مليون دولار).
كما طالت شائعات الحرق الدار الفرنسية الفاخرة "شانيل" فهي تعدم البضائع المتبقية في نهاية الموسم، في محاولة للتغلب على المزيفين الذين يصنعون الملايين كل عام وهم ينتجون الحقائب المزيفة.
وتقوم شانيل بحرق مخلفاتها بحيث لا يترك أي جزء من علامتها التجارية مكرراً في الأسواق. ويعتقد أن مؤسسة الدار كوكو شانيل نفسها قامت بأول حريق كبير، ظناً منها أنها تحمي زبائنها من أبناء الطبقة المخملية.
ويرى اتحاد الصانعين (يونيفاب) الذي يدافع عن حماية الملكية الفكرية ويكافح التقليد أن ثمة “أسبابا مختلفة” لإقدام ماركة ما على إتلاف مخزونها ومنها “تجنب أن يعاد بيع المنتجات أو أن تنتهي في شبكات موازية”.
وأكدت دلفين سرفاتيسوبريرا المديرة العامة في الاتحاد أن إتلاف المخزونات قد يكون أيضا وسيلة “لحماية الملكية الفكرية”. مبينة أن "هذا اجراء منتشر جدا في اوساط الموضة. كل المجموعات التي تنتج سلعا فاخرة وفاخرة جدا تعمد اليها لأنها لا تنتهج سياسة حسومات واسعة لذا ينبغي إتلاف المخزونات".
وأوضحت "كلما كانت الدورة قصيرة كلما تم اتلاف كميات أكبر من السلع. وعندما تنظم الشركات عمليات بيع خاصة الى موظفيها او الصحافيين فهذا يعني البيع بأسعار مخفضة وإغراق السوق".
وشددت على أن عمليات التلف هذه تحتسب في السجلات المالية للشركات لكن بطريقة "غير واضحة تحت عنوان صغير +إهلاك المخزونات+" وترد هذه العبارة في التقارير السنوية لمجموعات السلع الفاخرة الفرنسية الكبيرة مثل "لوي فويتون" و "كيرينغ" و "إيرميس" التي لا تورد ارقاما محددة لعمليات "الاهلاك" هذه ولا تعطي اي تفاصيل كذلك حول نوع البضائع المعنية او كميتها.
قريباً.. البنوك السعودية تطرح خدمة فتح الحسابات الجارية إلكترونياً